البرازيل تحلم بالنجاة من جديد أمام الجيل الذهبي لكولومبيا

البرازيل تحلم بالنجاة من جديد أمام الجيل الذهبي لكولومبيا

كأس العالم 2014

الخميس، ٣ يوليو ٢٠١٤

يصطدم طموح منتخب البرازيل في التتويج بلقبه المونديالي السادس على أرضه ووسط جماهيره برغبة منتخب كولومبيا المتألق في صنع تاريخ خالد، في أكثر المواجهات إثارة بدور الثمانية من بطولة كأس العالم.
ويحتضن ملعب بلاسيدو ألدرادو كاستيلو بمدينة فورتاليزا القمة المرتقبة مساء الجمعة، وتبدو فيها الحظوظ متساوية، وكل الاحتمالات واردة.
السيليساو صاحب الضيافة لم يقنع محبيه حتى الآن بأنه المرشح الأول للقب، فقد تعثرت مسيرته في المونديال بعديد من المطبات، ولولا الدعم الجماهيري ومساندة الحظ لما بلغ دور الثمانية.
أما "لوس كافيتيروس" فقد قدموا للعالم أجمل وجبة كروية خلال البطولة، وبرهنوا على امتلاكهم كتيبة من المواهب الممتعة القادرة على الوصول الى أبعد نقطة في المونديال رغم غياب النجم الأول راداميل فالكاو للإصابة.
تصدر فريق المدرب لويس فيليبي سكولاري مجموعته بفوزين، أحدهما صعب في الافتتاح امام كرواتيا، شابته مجاملات تحكيمية، بنتيجة 3-1 ، والآخر سهل على المتذيل الكاميروني، أضعف منتخبات البطولة، 4-1 ، بينما سقط في فخ التعادل السلبي امام المكسيك، وعجز عن هز شباك الحارس المتألق جييرمو أوتشوا.
في دور الـ16 كان القدر رحيما براقصي السامبا امام تشيلي، فبعد معاناة امتدت 120 دقيقة بعد التعادل 1-1 خلال أربعة أشواط، رأفت ركلات الترجيح بحال البلد المضيف، ومنحته بطاقة العبور لدور الثمانية، رغم أن تشيلي كانت أقرب للصعود في الثوان الاخيرة، حيث منعت العارضة هدفا محققا من اللاعب ماوريسيو بينيا في آخر لقطة بالشوط الإضافي الثاني.
ويخشى عشاق الكناري خروجهم بفضيحة من دور الثمانية امام منتخب يشاطره ارتداء اللون الأصفر، لكنه يتفوق عليه في مقارنات الأداء والنتائج خلال البطولة، لذا يتوقعون استمرار معاناة البرازيليين امام جيرانهم اللاتينيين بعد المكسيك وتشيلي.
وبالانتقال الى المنتخب الكفء الذي يدربه الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، فقد كان عند حسن الظن حين تم توصيفه بـ"الحصان الأسود" للمونديال قبل انطلاقه، لكنه يملك الأسلحة اللازمة لإقصاء صاحب الضيافة، وتجاوز مرحلة التمثيل المشرف، والركض حتى خط النهاية.
كولومبيا حققت إنجازا تاريخيا غير مسبوق بالتأهل لدور الثمانية ، وأثبت اللاعبون الحاليون من الشباب تشكيلهم للجيل الذهبي لراقصي الرومبا ، وتفوقهم على جيل فالديراما ورينكون وهيجيتا الذي بلغ دور الـ16 في مطلع التسعينيات.
نجح المنتخب الأصفر في تصدر مجموعته بعلامة كاملة وثلاث انتصارات مستحقة امام اليونان 3-0 ، وكوت ديفوار 2-1 ، واليابان 4-1.
وفي دور الـ16 لم يجد عناء في التفوق على أوروجواي 2-0 رغم خبرة جاره اللاتيني وامتلاكه أسماء أقوى على الساحة العالمية.
وبالنظر الى الأسلحة التي يعتمد عليها سكولاري وبيكرمان لحسم القمة، فإن الرهان يدور حول اسمين فقط: نيمار وجيمس.
الأفضلية تنصب لمصلحة جيمس رودريجز ، نجم موناكو ، هداف المونديال بخمسة أهداف وصاحب تمريرتين حاسمتين، والذي عوض كولومبيا غياب فالكاو، واختير كأفضل لاعب في دور المجموعات ودور الـ16.
جيمس أبهر العالم بمهاراته وأهدافه وشخصيته القيادية رغم صغر سنه، حيث سجل في المباريات الأربعة التي لعبها فريقه، وأبرزها ثنائيته امام أوروجواي التي حسمت التأهل لدور الثمانية، ليثبت أنه النجم الأول للمونديال.
في الجهة المقابلة، كان نيمار عند حسن ظن شعبه به، فظهر بمستويات جيدة في معظم المباريات رغم الشكوك التي أثيرت حوله لضعف مردوده مع برشلونة، وسجل أربعة أهداف، جعلته وصيفا لجيمس في قائمة الهدافين، مناصفة مع النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والألماني توماس مولر.
وربما يكون نيمار هو النجم الأوحد بالسيليساو أو أكثرهم ثباتا في المستوى خلال المونديال، ويأتي من بعده الحارس جوليو سيزار الذي تألق في التصدي لركلات الترجيح امام تشيلي، أما باقي اللاعبين فمستواهم ضعيف أو متذبذب.
على النقيض، فإن جيمس هو الأكثر بريقا بين مجموعة منسجمة من اللاعبين المتألقين، حيث يحظى بمعاونة الجناح الخطير خوان كوادرادو، والمهاجم جاكسون مارتينيز، والظهيرين أرميرو وزونيجا.
وسيركز سكولاري في الضغط على قلبي دفاع كولومبيا ماريو يبيس وكريستيان زاباتا، فرغم أنهما لم يختبرا كثيرا في المونديال، الا أنهما يعتبران أضعف حلقتين لدى "صناع القهوة".
في المقابل تملك البرازيل قلبي دفاع منسجمين وأقوى في المستوى: تياجو سيلفا وديفيد لويز، غير أن المساحات التي يخلفها الظهيران داني ألفيش ومارسيلو ورائهما ستكون نقطة ضعف يسعى لاستغلالها جيمس ورفاقه.
وتملك كولومبيا الهجوم الأقوى في البطولة بـ11 هدفا، مقابل ثمانية للبرازيل التي تعاني من ضعف مستوى أفراد الخط الأمامي فريد وهالك وأوسكار وويليان.
يراهن البرازيليون على تطور منتخبهم تدريجيا رغم تواضع الأداء فيما سبق، ويبررون ذلك بالضغط العصبي الواقع على اللاعبين، فيما يؤمن الكولومبيون بقدرتهم على الفوز، ولن يعتبرونه مفاجأة اذا تحقق.