كيف يمكن للجزائر أن تصنع المفاجأة أمام ألمانيا؟

كيف يمكن للجزائر أن تصنع المفاجأة أمام ألمانيا؟

كأس العالم 2014

الاثنين، ٣٠ يونيو ٢٠١٤

تفوقوا على أنفسهم وبذلوا مجهودا كبيرا خلال لقاءات دور المجموعات ليتأهلوا بجدارة لمواجهة ألمانيا في ثمن النهائي. فماذا تمتلك الجزائر أمام "المانشافت"، وهل بإمكان رفاق بوقرة تحقيق المفاجأة؟ ما أن أطلق الحكم التركي جنيد تشاكر صافرة نهاية مباراة الجزائر مع روسيا، والتي انتهت بتعادل إيجابي أوصل الجزائر إلى الدور ثمن النهائي، حتى نسي الكثيرون المباراة وبدأ الحديث عن المواجهة القادمة، والتي تحدد طرفها الأول قبل ثلاث ساعات من ذلك. ألمانيا تصدرت المجموعة السابعة وستواجه الجزائر مساء الإثنين. إنها مرحلة خروج المغلوب. إنها لقاء جديد في المونديال بين الجزائر وألمانيا، لم يتكرر منذ مونديال 1982. وعندما يذكر مونديال 1982، تقفز لذاكرة الجزائريين صورة الأخضر بلومي محتفلا بهدف الفوز في مرمى هارالد شوماخر، حارس ألمانيا الغربية. الصحافة الألمانية تتحدث عن "الثأر" تتوالى التحليلات والمقالات في الصحافة الألمانية وكذلك العربية والعالمية التي تتحدث عن ما يعرف بـ"مؤامرة خيخون". يومها تآمر منتخبا النمسا وألمانيا الغربية لإخراج الجزائر من مونديال 1982، بعد أن حقق المنتخب العربي فوزين ثمينين على ألمانيا بهدفين لهدف وعلى تشيلي بثلاثة أهداف لهدف، ولكن النمسا سمحت لألمانيا بتسجيل هدف وحيد، ثم أمضى الفريقا يتبادلان الكرة طيلة المباراة، ليتأهلا معا، فيما خرج رفاق بلومي. موقع شبيغل الإلكتروني، واسع الانتشار، عنون: "إنهم يريدون الثار لخيخون". فيما قالت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه: "لم يسبق لنا الفوز على الجزائر". وهو ما أكد عليه، رابح ماجر، أحد نجوم الجزائر في مونديال 1982، الذي قال عقب نهاية مباراة روسيا: ستكون "مقابلة ثأر"، في إشارة إلى اللقاء أمام الألمان. ولكن المحلل الكروي الجزائري عبد العالي اريدير ينصح منتخب بلاده بتجنب التفكير بذلك. "يجب أن ننسى مسألة الثار. لأنها ستكون في صالح الألمان. يجب أن يحرص لاعبونا على أن لا يكونوا تحت الضغط، من أي نوع كان". أما المدرب المساعد للمنتخب الجزائري لكرة القدم، نور الدين قريشي، فيرى أن موقعة بورتو اليغري أمام المانيا في ثمن النهائي ستكون "مختلفة" عن تلك التي جمعت المنتخبين في مونديال إسبانيا. "سيكون لقاء مختلفا عن مواجهة 1982، فنحن لسنا في وضع مماثل لكننا سنخوض هذه المباراة بمعنويات ممتازة، ليس لدينا ما نخسره أمام منتخب ألماني قوي أعتبره واحدا من أحسن المنتخبات في العالم". قريشي (60 عاما) كان واحدا من الكوكبة التي حققت فوزا تاريخيا على ألمانيا الغربية 2-1 في 16 حزيران/ يونيو 1982 في مدينة خيخون، في الوقت الذي لم يكن أي أحد يرشح الجزائر للفوز وحتى نجوم ألمانيا مثل بول برايتنر وكارل هاينتس رومينيغه وبيار ليتبارسكي استخفوا بممثل العرب الوحيد في تلك البطولة. هل يمكن للجزائر أن تفوز؟ سؤال طرحناه على الخبير الكروي الجزائري عبد العالي اريدير، الذي يشغل أيضا منصب مساعد مدرب المنتخب القطري الأول، فأجابنا بأنه، بداية، يراها "مباراة صعبة .. صعبة للغاية" ولكن هناك أمل، كما قال في حديث لـDWعربية. ووفقا لاريدير، إذا أراد المنتخب الجزائري مجاراة ألمانيا في المباراة، فيجب أولا أن "يستعيد اللاعبون لياقتهم، بعد المجهود الخارق الذي بذلوه خلال مباريات الدور الأول"، وخاصة مباراة روسيا. ولهذا فإن العبء الأكبر الآن يقع على عاتق مدربي اللياقة والجهاز الطبي لتجهيز اللاعبين قبل موقعة الإثنين. الاستعداد للقاء ألمانيا سيكون بطريقة "احترافية"، بحسب الرجل الثاني في الجهاز الفني للمنتخب الجزائري نور الدين قريشي. وأضاف "الأمر يتعلق بلقاء تاريخي، وعلينا أن نجعل من اللاعبين أبطالا في هذا اليوم". "مفاجأة البطولة" الصحف الجزائرية احتفت بتأهل منتخب بلادها إلى الدور ثمن النهائي، واصفة إياه بـ"الإنجاز التاريخي". وهذا الإنجاز أعادته لتألق رفاق بوقرة وارتفاع مستواهم. وأشادت صحيفة "الشروق" بدور المدرب خليلحوجيتش الذي عاش فترة صعبة مؤخرا مع مسؤولي الكرة والصحافة. نجم نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، إسلام سليماني، حظي بإشادة خاصة من عديد الأطراف في الجزائر وخارجها، بعد تألقه في البطولة وإحرازه ثلاثة أهداف حتى الآن، أحدها كان هدف التعادل أمام روسيا. عبد العالي اريدير، مساعد مدرب المنتخب القطري الأول، يعتبر أن أي مدرب يحتاج إلى عنصرين من أجل النجاح: رأس حربة يترجم "أنصاف الفرص إلى أهداف" وحارس مرمى يمنع الأهداف. وهو "ما توفر لدى الخضر، عبر سليماني المتألق، وكذلك حارس المرمى مبولحي" الذي يعتبره اريدير من أفضل حراس البطولة، لأنه "تصدى خلال المباريات الثلاثة في الدور الأول إلى 12 كرة محققة للتسجيل، أي أنه منع دخول 12 هدفا". ويخص بالإشادة مبولحي، الذي كان سابقا عصبيا ويسبب توترا للاعبي فريقه، أما الآن وبعد اكتسابه الخبرة وذهاب العصبية، بات مبولحي بيت الأمان والعامل المهدئ لباقي الفريق. ولكن لا ينسى اريدير الإشادة ببقية اللاعبين، مثل المتألق سفياني والواعد بنطالب (19 عاما) وكذلك ماندي. صحيفة "لوبيتور" اختارت عنوانها الرئيسي مما كان يردده اللاعبون في غرف خلع الملابس وكتبت: "مازال مازال ألمانيا". كما أوردت نفس الصحيفة تصريحا لسفيان فيغولي نجم الفريق يؤكد فيه عدم خوفه من مواجهة لألمانيا بالقول "عندما نرتدي قميص الجزائر لا نخشى أحدا". والآن ينتظر الجميع اللقاء على أحر من الجمر، فهل ستنجح الجزائر، أم أن لمنتخب "الماكينات" رأي آخر؟