في بطولة المفاجآت والنتائج المتقاربة وسقوط الكبار...الآتزوري والأسود الثلاثة والسيليسيون أبرز الضحايا

في بطولة المفاجآت والنتائج المتقاربة وسقوط الكبار...الآتزوري والأسود الثلاثة والسيليسيون أبرز الضحايا

كأس العالم 2014

الاثنين، ٧ يوليو ٢٠١٤

 ثلاثة أبطال غادروا مونديال السامبا على عجل فسقطوا من الدور الأول فلم يقاوم بطل العالم الإسباني أكثر من جولتين وانهزم مرتين بقسوة ليتنازل عن عرشه، ولم يكن منتخب الأسود الثلاثة الإنكليزي أفضل حالاً على الرغم من عروضه القوية فلحق سريعاً بأبطال النسخة الأخيرة، ثالث الأبطال كان الآتزوري الإيطالي بطل العالم 4 مرات الذي احتفظ بآماله حتى الجولة الأخيرة من الدور الأول إلا أنه سقط بدوره بعدما ساهم بخروج الإنكليز وسار المدرب برانديللي على درب مارشيللو ليبي في مونديال جنوب إفريقيا.
رابع أبرز الساقطين كان المنتخب البرتغالي الطامح لدخول نادي الكبار عبر قيادة نجم الكرة العالمية كريستيانو رونالدو إلا أن الخيبة من جديد كانت عنوان مشاركة الطوربيد للمرة الثالثة وبشكل أكثر غرابة عن النسختين السابقتين، ولا يمكننا وصف خروج السيلستي الأورغوياني إلا بالمفاجأة وإن تأخر إلى الدور الثاني.
 
للمرة الثانية
أكثر ما يثير الدهشة في هذه البطولة التراجع الشديد للمنتخب الإيطالي زعيم القارة الأوروبية في العرس العالمي وصاحب أربعة ألقاب آخرها عام 2006 على الرغم من البداية النموذجية بالفوز على إنكلترا 2/1 بعد مباراة متقاربة أعادت إلى الأذهان الصورة الزاهية للإسكوادرا أزورا وقد تفاءلت جماهير الكالشيو بتلك النتيجة على اعتبار أنها فاتحة خير لفريق عازم على العودة إلى وضعه الطبيعي بين الكبار.
إلا أن السيناريو جاء كارثياً لبرانديللي ونجومه فقد خسر من التيكوس الكوستاريكي على نحو مفاجئ نظرياً ومنطقي عملياً ذلك أن بالوتيللي ورفاقه لم يقدموا ذلك الأداء الذي يؤهلهم للفوز فكانت الخسارة مستحقة فانحصرت بطاقة التأهل بين السيلستي والآتزوري بعدما حجز التيكوس البطاقة الأولى.
وفي المباراة الحاسمة لم يقدر بيرلو والبقية على الحسم على الرغم من أن التعادل كان كافياً لتأهلهم فانقلبت الطاولة على رؤوسهم وتلقوا خسارة جديدة بهدف يتيم أيضاً كان كافياً لحجز أول طائرة عائدة إلى روما ونكبة جديدة لأباطرة الكرة الدفاعية الذين لم يتعودوا على الحلول الوسط، إما إنجازات رنانة وصاخبة وإما سقوط من الدور الأول مثلما حدث في مونديالات 1950 و1954 و1962 و1966 و2010.
 
تراجع شامل
سقوط الطليان وإن كان غريباً إلا أنه واقعي قياساً على التراجع الكبير الذي تعانيه الكرة في بلاد السباكيتي على الصعد كافة بدءاً من البنية التحتية وليس انتهاءً بالمواهب الصاعدة، حيث عانت الكرة الإيطالية الفساد والتلاعب بالنتائج والمنشطات ردحاً طويلاً من الزمن ومن الأنظمة البالية لشؤونها ولذلك لم يكن غريباً استقالة رئيس اتحاد الكرة الإيطالي بعد كارثة الخروج من الدور الأول.
وقد وصلت المشاكل إلى صلب المنتخب الذي سجل إنجازاً مهماً قبل عامين بوصوله إلى نهائي يورو 2012 إلا أن ذلك لم يكن أكثر من حقنة تخدير على ما يبدو وخاصة بعد السقوط الأخير والذي كان من أسبابه تخبط المدير الفني شيزاري برانديللي المحب للكرة الهجومية الذي لم يلعب بأكثر من مهاجم واحد وغيب أكثر من اسم مهم واعتمد على أسماء جديدة تنقصها الخبرة وحتى الخبراء الذين استدعاهم لم يشركهم أساسيين.
أمر آخر يأخذ على المدرب (المدافع السابق لليوفي) وهو تبديله للتشكيل في كل مباراة بحيث تسبب بارتباك واضح بتخبط اللاعبين وقد أثر سلباً في الأداء بالمجمل ولا ننسى خذلان بعض النجوم للمدرب والجماهير الذي أدى مع الأمور الأخرى إلى خسارتين على الطريقة الإيطالية.
 
أسود دون مخالب
خروج بطل من المجموعة الرابعة كان متوقعاً بوجود ثلاثة فيها إلا أن مفاجأة التيكوس وفوزه على كل من الأورغواي وإيطاليا وضع الثلاثة البقية على كف عفريت وبعد الخسارة من إيطاليا بات لزاماً على أسود إنكلترا الفوز على السيلستي للإبقاء على فرصتهم لكن سواريز كان له رأي مغاير فسجل هدفين رائعين تكفلا بإخراج أم الكرة من عرسها الأكبر من الدور الأول للمرة الأولى منذ عام 1958 والغريب أن سقوط الفريق الذي قاده روي هودجسون جاء بعد عروض قوية لم يقدمها الأسود الثلاثة منذ حلوا بالمركز الرابع في مونديال 1990.
وقد عزا البعض خروج الإنكليز إلى أخطاء المدرب على صعيد التشكيلة الأساسية التي بدأ بها المباراتين الأولى والثانية وهو ما أدى إلى قلة الغلة التهديفية واقتصارها على هدف في كل مباراة على الرغم من الأرقام الجيدة على صعيد الوصول إلى مرمى الخصوم.
واستغرب النقاد إصرار هودجسون على إشراك كل من روني وستوريدج وويلبيك معاً ما أثر سلباً في الأداء الهجومي، وقد أخذ البعض على المدرب اعتماده على خماسي ليفربول وخاصة سترلينغ وستوريدج وهندرسون بحجة قلة خبرتهم الدولية أو في البطولات الكبرى على وجه الدقة.
 
مشكلة أساسية
لم يكن خروج الإنكليز غريباً وإن جاء مبكراً بشكل مفاجئ فالمنتخب عانى مشاكل على صعيد المشاركات الكبيرة منذ زمن بعيد فلم يصل إلى نصف نهائي المونديال أو اليورو سوى مرة واحدة منذ تتويجه العالمي الوحيد قبل قرابة نصف قرن والأسباب كثيرة ومنها عدم راحة الأندية في منتصف الموسم حسب بعض المحللين فيصل لاعبو المنتخب إلى البطولات المجمعة مرهقاً، وكذلك اهتمام النجوم بأنديتهم أكثر من المنتخب وهذا الكلام صرح به منذ وقت بعيد عدد من اللاعبين الذين خاضوا أكثر من بطولة عالمية وقارية على غرار المنتخب الإسباني الذي عانى سطوة الريال والبرشا طويلاً.
 
خيبة رونالدو البرتغالي
شكل عدم تجاوز المنتخب البرتغالي للمجموعة السابعة صدمة كبيرة لبرازيليي أوروبا وعشاق النجم الأعلى كريستيانو رونالدو على وجه الخصوص وقد رسموا في مخيلتهم حلماً وردياً قبل البطولة بخوض نهائي المونديال والفوز بلقبه.
إلا أن الطوربيد الذي كان له اليد الطولى بالتأهل وصل إلى البطولة وقد عانى الأمرين من الإرهاق والتعب قبل أن تلاحقه ذيول الإصابة اللعينة والأهم أنه وقع تحت ضغط المطالبة الجماهيرية بالكثير منه وهو نجم نجوم العالم في عام 2013.
إلا أن الذي حصل كان عكس التوقعات فتلقى الفريق صدمة كبيرة أمام الألمان كانت نتائجها أن السيلسيون بقيت آماله معلقة بأقدام الغير ولذلك لم يقدر على الاستمرار فبعد التعادل مع الأميركان حقق الفوز الصعب على الغانيين لكنه لم يكن كافياً فكان الخروج من الدور الأول للمرة الأولى في عهد رونالدو.
 
مشكلة النجم الأوحد
عانى المنتخب البرتغالي مشكلة الاعتماد على رونالدو فالنجم الأوحد حمل فوق طاقته ولم يكن في الموعد فكان سقوطه طبيعياً على الرغم من أنه أكثر لاعبي الدور الأول إهداراً للفرص ولم يسجل سوى هدف يتيم.
هي مشكلة مزمنة للفرق التي يتمحور لعبها حول لاعب واحد وإن كان بقيمة رونالدو الهداف الأثير لريال مدريد في المواسم الأخيرة وخاصة أنه لم يكن بالفورمة فكان أن واصل المنتخب البرتغالي تراجعه، من مربع الكبار في المونديال الألماني 2006 إلى ربع نهائي 2010 وها هو يخرج من الدور الأول لمونديال 2014.
 
الانهيار المعنوي
السيلستي كان آخر المنتخبات التي غادرت مبكراً وإن جاء خروجه من الدور الثاني فبعد تجاوزه قطوع المجموعة الرابعة بصعوبة وبطريقة دراماتيكية جاء سقوط فريق تاباريز سهلاً ومن دون مقاومة تذكر فكان طريق الفريق الكولومبي نحو ربع النهائي الأسهل بين جميع الذين وصلوا إلى ذاك الدور.
ويبدو أن لاعبي السيلستي تأثروا كثيراً بغياب نجمهم سواريز فاستسلموا أمام ضربات الكولومبيين الأفضل في المباراة بكل المقاييس علماً أن السيلستي دخل البطولة مرشحاً للمنافسة على اللقب وتعزز هذا الكلام عقب التأهل القيصري إلى الدور الثاني، إلا أن الأمر لم يتعد حدود الكلام فسقط كافاني ورفاقه سريعاً.