مباراة فرنسا وألمانيا تعيد ذكريات

مباراة فرنسا وألمانيا تعيد ذكريات "مأساة اشبيلية"

كأس العالم 2014

الخميس، ٣ يوليو ٢٠١٤

لم يدخل الفرنسي باتريك باتيستون تاريخ كأس العالم لكونه سجل هدفا رائعا او قام بحركة فنية رائعة، بل لكونه سقط ارضا مغشيا عليه لدى التدخل العنيف من جانب حارس مرمى المانيا الغربية هارالد شوماخر في المباراة التي جمعت الفريقين في قبل نهائي مونديال اسبانيا 1982.
يشغل باتيستون (57 عاما) حاليا منصب المدير المسؤول عن اكاديمية نادي بوردو للفئات العمرية، وهو احتفظ باسرار تلك الحادثة التي وقعت في الدقيقة 57 اي بعد 7 دقائق على نزوله احتياطيا ، لفترة طويلة. وقد ادى التدخل العنيف لشوماخر عليه باسقاطه ارضا مغمى عليه ليفقد اثنين من اسنانه، وتعرض لجروج في اضلاعه ورضوض في عاموده الفقري.
وفي الوقت الذي تستعد فيه فرنسا لمواجهة المانيا غدا الجمعة في دور الثمانية بمونديال البرازيل 2014، في اول لقاء بينها في هذه البطولة منذ قبل نهائي بطولة عام 1986 ، سلطت الصحف الضوء على تلك الحادثة الشهيرة في تلك الامسية السوداء في اشبيلية.
ودافع باتيستون عن الوان منتخب بلاده في ثلاث نهائيات لكأس العالم وكان احد افراد فريقه عندما توج بطلا لاوروبا عام 1984.
واعتبر باتيستون بانه من الخطأ تذكر هذه الحادثة فقط في تلك المباراة المشهودة والتي دخلت التاريخ ايضا لاسباب عدة اولها انها كانت الاولى التي يتم فيها اللجوء الى ركلات الترجيح في نهائيات كأس العالم، وشهدت تقدم المنتخب الفرنسي 3-1 في الوقت الاضافي ثم ادراك المانيا التعادل 3-3 قبل ان يحسم المانشافت الامور في مصلحته بركلات الترجيح بطريقة دراماتيكية.
ولم يكن باتيستون الخاسر الوحيد في تلك المباراة بل فريقه ايضا، لانه في تلك الفترة لم يكن مسموحا اجراء اكثر من تبديلين في المباراة، وبالتالي اجبر مدرب المنتخب الفرنسي على اجراء تبديله الثاني الاخير في تلك اللحظة.
ويقول باتيستون عن تلك الحادثة "الصورة العالقة في اذهاننا هي خروج شوماخر من مرماه واسقاطه الفرنسي الصغير. هكذا هي الحال. لا زال الناس يتحدثون معي عن تلك الحادثة".
ويروي باتيستون الذي خاض 56 مباراة دولية كيف تنبه الى تصرفات شوماخر الغريبة قبل دخوله ارضية الملعب بديلا لبرونو جنجيني حيث كان الحارس الالماني متحمسا اكثر من اللزوم وقال في هذا الصدد "اتذكر تصرفاته عندما كنت جالسا على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين. راقبت سلوكه عندما اصطدم بدومينيك روشتو وديدييه سيكس، واعتقد بانه كان هائجا اكثر من اللزوم".
اما اسف شوماخر الوحيد بانه لم يدر مدى خطورة الاصابة التي الحقها بباتيستون وبدل ان يهرع باتجاهه، تجاهله تماما حتى ان الحكم الهولندي تشارلز كورفر لم يعاقبه وعلل ذلك بقوله بانه كان "يتابع مسار الكرة".
لكن باتيستون امتعض من تصريحات شوماخر الذي قال في مؤتمر صحفي بعد المباراة ، بعد أن أعلمه أحد الصحفيين بأن اللاعب الفرنسي تعرض لاصابة خطيرة وفقد بعض اسنانه ، فاجاب الحارس الالماني بتهكم "سأقوم بدفع ثمن العملية التي سيخضع لها".
وقال باتيستون "لا اعتقد بان كلام شوماخر كان ذكيا. حتى ايامنا هذه لا زالت سني مكسورة واعاني من مشكلة في ضلوعي".
بيد ان شوماخر وبعد ان واجه سيلا من الانتقادات في بلاده طلب عقد مؤتمر صحفي يجمعه بباتيستون للاعتذار علنا منه علما بان الاخير كان قد سامحه على فعلته.
وختم باتيستون "ربما شعر بانه مذنب، يستطيع المرء التوصل الى عدة استنتاجات عما يشعر في داخله. كل ما اعرفه بان شوماخر كان شخصا يريد الفوز باي ثمن وحتى لو تخطى الحدود في تلك الامسية".