«جنيف 2»: هل من جولة ثالثة؟

«جنيف 2»: هل من جولة ثالثة؟

مؤتمر جنيف 2

الجمعة، ١٤ فبراير ٢٠١٤

استنجد الأخضر الإبراهيمي برعاة «جنيف 2» لإنقاذ المحادثات المتعثرّة. حضر ممثلو الأصيل، الأميركي والروسي، ويندي شيرمان عن الأول وغينادي غاتيلوف عن الثاني، اللذين وعدا خيراًَ، لكن الإبراهيمي قال إن «احتمال الفشل كبير»... ما قد يطيح الجولة الثالثة المنتظرة
جرعة مورفين عمل الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي على إضافتها الى محادثات «جنيف 2». ممثلان عن موسكو وواشنطن حاولا إحياء المفاوضات المحتضرة، لكن «احتمال الفشل ماثل» أمام عيني الإبراهيمي، الذي قال إنّ الولايات المتحدة وروسيا وعدتا بالمساعدة على تحريك المحادثات.
واجتمع الإبراهيمي مع وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف على أمل أن يتمكنا من التأثير في المعارضة والحكومة السورية لمواصلة مفاوضات السلام وعدم التعنت. وقال الإبراهيمي إنهما «أكدا من جديد دعمهما لما نحاول إنجازه، ووعدا بأنهما سيساعدان هنا وفي عاصمتيهما وغيرها في تحريك الموقف، لأننا حتى الآن لا نحرز تقدماً يذكر في هذه العملية».
ورداً على سؤال بعد الاجتماع عمّا إذا كانت العملية كلها قد فشلت، قال «الفشل يحدق بنا دائماً». وسئل عمّا إذا كانت مواقف الجانبين المتحاربين قد تقاربت، قال: «أعتقد أن كل جانب أصبح معتاداً أكثر قليلاً وجود الجانب الآخر. لا أعتقد أن صداقات تطورت بينهما بعد».
لكن عضو وفد «الائتلاف»، بدر جاموس، قال «اطلعنا على الاجتماع، ولم يكن ناجحاً». ورأى، أيضاً، أنّه «لن تكون هناك جولة ثالثة من جنيف قبل أن يعرض الإبراهيمي تقريراً عن المفاوضات على مجلس الأمن».
بدوره، قال مسؤول أميركي في جنيف إنّ الاجتماع مع الإبراهيمي وغاتيلوف تركّز على «عدة قضايا صعبة»، مضيفاً أنّ «العمل الصعب لهذه الدبلوماسية مستمر وستواصل الولايات المتحدة دعم هذا العمل من أجل المضي قدماً». وقال عضو وفد المعارضة، أنس العبدة، من جهته، إنّ «ما شهدناه حتى الآن أنّ النظام ليس جاداً. من الأفضل أن يسارع الروس لفرض ضغوط كافية على جانب النظام السوري. وهم في وضع يؤهلهم لذلك».
وبعد لقاء الوفد المعارض مع مساعدة شيرمان، في وقت متأخر أمس، قال عضو وفد «الائتلاف» بدر جاموس إنّ «الأمور ليست إيجابية». وأضاف: «يعود إلى الإبراهيمي تقرير ما سيحصل، لكن على الأغلب أن يكون غداً اليوم الأخير». وأوضح أنّ الإبراهيمي سيعقد اليوم جلستين منفصلتين، الأولى مع الوفد الحكومي، والثانية مع الوفد المعارض.
وأعرب عن اعتقاده أن الجلستين «ستكونان لإغلاق الدورة، والتقرير ما إذا سنستمر أو لا نستمر».
في سياق متصل، أكّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أثناء لقائه غاتيلوف، أنّ «سوريا مستمرة في هذه الجولة بكامل الجدية والجاهزية والمسؤولية لتطبيق بيان جنيف واحد ومواصلة الحوار حول إنهاء العنف ومكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أنّ «وفد الحكومة سيحضر الجولة المقبلة عندما يتم الاتفاق معه على موعدها».
إلى ذلك، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن مفاوضات «جنيف 2» لم تؤدّ الغرض منها حتى الآن، بسبب تمسك الطرفين بموقفيهما، مطالباً بإتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية. وأوضح أنّه «كان الهدف من جنيف الذي لا تزال اجتماعاته مستمرة حالياً أمرين، وهو تنفيذ ما اتفق عليه في جنيف واحد وبدء مرحلة انتقالية، والثاني تشكيل حكومة بصلاحيات كبيرة يتفق على تشكيلها بين الحكومة والمعارضة وتكون لها صلاحيات كاملة».
وأشار إلى أنه «حتى الآن ما زالت المعارضة تصرّ على أن نبدأ بتشكيل الحكومة الانتقالية، والحكومة تصرّ على أن تبدأ المفاوضات بما يطلق عليه مكافحة الإرهاب».

موسكو قدمت «مشروعيْها»

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إنّ موسكو قدّمت مسودة قرارين لمجلس الأمن بشأن إدخال المساعدات الإنسانية و«محاربة الإرهاب» في سوريا. وأضاف، في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيره المصري نبيل فهمي، «الإرهاب بالتأكيد ليس مشكلة أقل حدّة» من الأزمة الإنسانية، معتبراً أنّه «يسبّب المعاناة للسوريين ولدول الجوار». وقال لافروف إنّ نسخة روسيا من مسودة قرار وصول المساعدات تعرض «رؤيتنا عن الدور الذي يمكن مجلس الأمن أن يلعبه إذا أردنا التوصل إلى حلّ للمشكلات لا أن نستعدي طرفاً أو آخر».
بدوره، أشار فهمي إلى أنّه «توافقنا خلال اللقاء على أهمية إيجاد مناخ سياسي في سوريا بما يحقق تطلعات السوريين». وأوضح أن «مناقشتنا للقضايا الاقليمية كانت بغرض إيجاد حلول سلمية لهذه القضايا».