الإبراهيمي رفض إدانة مجزرة «معان»، جنيف٢: جولة ثانية بصفر نتائج

الإبراهيمي رفض إدانة مجزرة «معان»، جنيف٢: جولة ثانية بصفر نتائج

مؤتمر جنيف 2

الثلاثاء، ١١ فبراير ٢٠١٤

وسط تشنج سياسي وتصعيد ميداني، تمثل بالهجوم الذي شنته مجموعات مسلحة تابعة للنصرة على بلدة معان بريف حماه، قامت خلاله بارتكاب مجزرة ذهب ضحيتها عشرات المواطنين السوريين، وقصف مسلحي المعارضة العنيف الذي استهدف مدينة حلب منذ يومين، وعلى الرغم من التجاوب الرسمي السوري الواضح بتنفيذه بنود الاتفاق مع الأمم المتحدة لإجلاء المدنيين من أحياء حمص القديمة، وتزامناً مع عودة التفجيرات التي تستهدف المدنيين من المواطنين، وصل وفد القيادة السورية مساءً أمس لبدء الجولة الثانية من المحادثات التي، على ما يبدو، ستكون ضارية  لاسيما بعد تصريح رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا إثر لقائه وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، والذي طلب خلاله التفاوض مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
وتزامناً مع عقد محادثات الجولة الثانية، أصدر وفد الجمهورية العربية السورية الى محادثات جنيف بياناً طالب فيه الأمم المتحدة ممثلة بموفدها الى سوريا الأخضر الإبراهيمي بإدانة مجزرة معان في ريف حماه، ولفت البيان الى "تورط حكومات بعض الدول في الإرهاب في سوريا وعلى رفضها لأي حل سياسي" مشيراً الى المجزرة التي  ارتكبت فيمعان في حماه.
واعتبر البيان أن المجزرة هي رسالة "ضربت عرض الحائط كل الجهود الرامية لإنجاح اجتماع جنيف٢."
وطالب الوفد السوري في بيانه " الدول الداعمة بالتوقف عن هذه السياسة تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وهو أول بند يجب الاتفاق عليه لتهيئة الأرضية والمناخ للبدء بالتفاصيل الأساسية أياً كانت".
"لقراءة نص البيان كاملاً : اضغط هنا"
جدول أعمال الجولة الثانية، بدأ بمحادثات جانبية جمعت الوفدين -كل على حدى- بالإبراهيمي، واختتمت بتعليق المؤتمر الصحفي المقرر سابقاً للإبراهيمي، وبتصريحات لأعضاء في الوفدين، كان الوفد الرسمي برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم قد استبقها بالتشديد على أولوية مناقشة "مكافحة الإرهاب" ووقف العنف، وإيجاد حلولاً إنسانية للصراع ، يتمسك وفد المعارضة بضرورة البحث في "هيئة الحكم الانتقالية" ، وهذا ما يرى فيه مراقبون  أمميون فشلاً  في إحراز أي  تقدم خلال الجولة الثانية؛ نظراً لاستحالة إتمام أي عملية سياسية أو انتقالية من دون وقف العنف أو محاربته، هذا  على الرغم من الجهود التي وعد الإبراهيمي  ببذلها "من أجل المضي قدماً في بحث الملفات واستكشاف النقاط التي يمكن إحراز أي تقدم فيها".
وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لفت في تصريح بعد المحادثات، الى  أن "القرارات الناتجة عن جنيف 2 ستعرض على استفتاء شعبي" ، مشدداً على أن  "وفد الجمهورية العربية السورية مخول بالنقاش والحوار في كل القضايا والمواضيع"، لكنه أشار الى أن "القرار النهائي يعود إلى السوريين".
من جهته، أوضح المتحدثُ باسم الاِئتلاف السوري المعارِض لؤي الصافي،أن " "وفد الإئتلاف قَدّم إلى الإبراهيمي تقريرين يتعلقان بداريا وحمص ". مضيفاً أن : "مَلفَّينِ سيُطرحان خلال الجولة الثانية من المفاوضات هما الهيئة الانتقالية والعنف".
المساعي الدولية لإنجاح المفاوضات تواصلت على هامش المحادثات، حيث أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن لقاء ثلاثيّ- بمشاركة نائبي وزيري الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والأيمركي ويندي شيرمان، إضافة إلى المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي - سيعقد على هامش المفاوضات يوم 14 من الشهر الجاري، لافتاً الى أن بلاده  اقترحت "عقد اجتماع لمسؤولين روس وأميركيين وأمميين بالاضافة الى وفدي النزاع السوري ".
محادثات جنيف2 التي تستكمل اليوم، بدأت بعد تأجيل ومماطلة ومحاولات لعرقلة انعقادها، في موعد تأخّر أشهر عن التاريخ الذي سعت الوساطة الدولية لتحديده والحد معه من النزيف الدموي السوري.
وفي تاريخ 22 كانون الثاني 2013، عقد المؤتمر بحضور طرفي النزاع السوري، الوفد السوري الرسمي  كان بقيادة وزير الخارجية وليد المعلّم يرافقه المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري والمستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري بثينة شعبان بالإضافة الى المستشارة الإعلامية للرئيس السوري لونا الشبل، ووفد المعارضة بقيادة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا يرافقه هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف بالاضافة الى ميشيل كيلو و10 من أعضاء الائتلاف.
والجدير ذكره أن وفد الائتلاف لا يضم أقطاب المعارضة كافة،  أبرزها المعارضة الداخلية، كما ترى كل من سوريا الرسمية وروسيا أنه "لا يمثل كل المعارضة".
وقد ركزت المحادثات في جولتها الأولى على الزاوية الإنسانية للصراع السوري وتوصيف الحرب الميدانية وما تكبدته سوريا من خسائر إنسانية ومادية في ظل التواطؤ الدولي ضدها قيادة وشعباً كما لفت الوفد الرسمي الى مسؤولية الائتلاف في المماطلة ووضع شروط سياسية تعجيزية تخدم أعداء سوريا، هذا فيما طرح الائتلاف المعارض حلولاً لسلطة انتقالية وولادة حكومة جديدة لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد فيها.
ومع ارتفاع منسوب التوتر بين الطرفين الذين رفضا التفاوض المباشر وانسحاب كلاً من رئيسي الوفدين، انتهت الجولة الأولى من دون نتائج سوى تلك الانسانية التي  قضت بإجلاء مواطنين من حمص القديمة بحسب اتفاق بين الأمم المتحدة والنظام السوري، والتي نصت على إرساء هدنة بين الأطراف المتحاربة إفساحا بالمجال أمام هيئات الإغاثة لإجلاء المحاصرين ، وعلى الرغم من خرق المجموعات المسلحة لتلك الهدنة الا ان عملية الإجلاء تمت بنجاح و قد أخرج ما يقارب ال700مواطناً.