جنيفيات .. بقلم: علي مخلوف

جنيفيات .. بقلم: علي مخلوف

مؤتمر جنيف 2

الخميس، ٣٠ يناير ٢٠١٤

السجاد التبريزي سيغيب عن جنيف الفاخرة فيما العكال البدوي سيكون متصدراً للموائد السويسرية بنهمه المعهود لكل بهرجة خاوية، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح ولن يكون جمل أعور أو شاة جرباء كالفيل، فيما الخيل السوري الأصيل يتقدم نحو جمهرة المفترسين بثقة المنتصر صاحب القضية.
عندما نتحدث عن دماء الشهداء.. لتسكت كل كاميرات الدنيا.. ولتذهب كل الشراشف البيضاء على الطاولات الفاخرة إلى الجحيم.. لا مساومة ولا مفاوضات على دماء شهداء سورية، ففوهة بندقية يمسكها فارس ملكوتي هي الورقة الرابحة في جنيف المخملية.
عندما نرفع صوتنا بمعاناة شعب تمرس عشق الحياة في موته وتضحياته، تخبو كل الأضواء، وتتحول حفلات الكوكتيل الدبلوماسية في الأروقة السويسرية إلى اجتماعات مجون أرستقراطية.
في جنيف.. ليصمت قرع الكؤوس الكرستالية.. عندما يعزف الجيش العربي السوري موسيقا قداس القيامة، ويرفع آذان نصر وتكبيرة فتح برصاص الحق الخارق لصدر الوغد.
عندما يذهب وفدنا الوطني إلى المائدة السويسرية فهو يضع في عينيه هدفاً واحداً.. أن يرمي على تلك المائدة المرزكشة ورقةً خُطّ عليها بدماء جنود السماء في الجيش عبارة "نحن الأعلون وأصحاب العشاء الرباني الفاخر والأخير.. نحن المتوسدون للتراب كي يحيا الأطفال.. نحن الماسكون بتلابيب الموت.. الرافضون لسماسرة الأرواح المنمقين ببذلات فاخرة اشتراها لهم عدو جدنا بالأمس"
فلا تفاوض على وطن ينزف ولا مساومة على دموع أيتام وأرامل وثكالى.. لا متاجرة بقضية دفع شعب ثمنها أمنيات وأحلام.. لا ابتسامات مجاملة صفراء.. ولا مصافحات جانبية في الخفاء.. لا لخرق كرامة وطن يئن من غدر الأعراب.