الوفد السوري يفرض إيقاعه ولن يتراجع عن حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب...دمشق مرتاحة لموقف موسكو.. ومفاوضات جنيف بلا تقدم

الوفد السوري يفرض إيقاعه ولن يتراجع عن حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب...دمشق مرتاحة لموقف موسكو.. ومفاوضات جنيف بلا تقدم

مؤتمر جنيف 2

الخميس، ١٣ فبراير ٢٠١٤

بدأ يوم أمس وهو اليوم الثالث للجولة الثانية من مفاوضات جنيف، بتردد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي في عقد جلسة مفاوضات قبل أن يقرر عقدها قبل ساعة واحدة من الموعد المحدد وذلك بعد الخلاف الكبير الذي تفجر أول من أمس حول جدول الأعمال ومحاولة الإبراهيمي فرض جدول أعمال خاص به ينص على البحث في مسارين بالتوازي وهما مكافحة الإرهاب والحكومة الانتقالية.
ورفض الوفد السوري اقتراح الإبراهيمي على اعتبار أنه لا يحق أولاً للإبراهيمي فرض جدول أعمال بل يجب أن يكون بالتوافق بين السوريين أي بين الوفدين، وثانياً من المفترض أن يكون جدول الأعمال متلائماً مع بيان جنيف1 وبنوده التسلسلية التي لم تضع عشوائياً من قبل المبادرين (روسيا وأميركا).
وكان الحدث الإعلامي بعد ظهر أمس هو في زيارة نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف للوزير وليد المعلم وعقد جلسة مباحثات استمرت قرابة الساعتين خرج بعدها المعلم ليعلن عن ارتياحه العميق للمباحثات مع غاتيلوف وقال: أجرينا مباحثات مفيدة ومثمرة تركزت على التعاون بين بلدينا وتناولنا قضايا جنيف وكيفية التقدم بهذا المؤتمر وتنفيذ وثيقة جنيف. وأضاف: أنا مرتاح لزيارة الصديق غاتيلوف.
ورداً على سؤال لـ«الوطن» عما يطرحه الائتلاف من هيئة انتقالية قبل البحث في الإرهاب قال: «نحن نعتقد أن مكافحة الإرهاب أمر من واجب كل سوري أن يقوم به حفاظاً على أرضه ووطنه، ومن يتوان عن ذلك يضع إشارات استفهام عديدة حول حقيقة سوريته»، معتبراً أن التوافق على بند مكافحة الإرهاب يجعلنا نطمئن إلى أن من يريد أن يكون شريكاً في بناء المستقبل بقلبه وعقله وجهده ينصب مع عودة الأمن والأمان إلى سورية.
من جهته وصف غاتيلوف الاجتماع بـ«البناء» وقال: إن اللحظة حرجة جداً والحل السياسي هو الحل الوحيد لمكافحة العنف ووقف الإرهاب، ونأمل أن يستمر هدف المباحثات على قاعدة بيان جنيف كما نأمل أن يواصل الوفد السوري التصرف بطريقة بناءة.
وبالعودة إلى مجريات المفاوضات بين الوفدين في جنيف، فقد خصص الإبراهيمي جلسة أول من أمس للبحث في مكافحة الإرهاب وطلب أن تكون جلسة أمس للبحث في الهيئة الانتقالية، الأمر الذي لم يوافق عليه الوفد السوري على اعتبار أن بند مكافحة الإرهاب يحتاج إلى بحث جدي وإلى حلول واقعية، ولا يجوز الانتقال إلى بند آخر قبل الانتهاء من البند الأول، وعلى إثر ذلك رفع الإبراهيمي جلسة أول من أمس دون أن يحدد جلسة لاحقة.
وانطلقت جلسة أمس بـ«تكتيك» إداري من قبل الإبراهيمي الذي افتتحها مانحا الكلام لوفد الائتلاف في حين كان من المفترض أن يمنح للوفد السوري، وانطلق وفد الائتلاف بتقديم رؤيته لهيئة الحكم الانتقالي كما يتمناها وحين جاء دور الكلام للوفد السوري كان الحديث عن الإرهاب، وما يعانيه الشعب السوري يومياً، وقدم بالأرقام والإثباتات ما حاول الائتلاف نفيه طوال الأيام الماضية بأن لا وجود للإرهاب في سورية!
وعلمت «الوطن» أن الوفد السوري استمر في حديثه عن الإرهاب وضرورة التحرك الآن لوقف نزيف الدماء السورية وحماية المدنيين وأن على المجتمع الدولي أن يتحرك فوراً لوضع حد لمن يمول ويسلح ويرسل الإرهابيين إلى سورية.
وعلمت «الوطن» أن الإصرار على بند مكافحة الإرهاب هو استجابة لتطلعات الشعب السوري بعودة الأمن والأمان والاستقرار، ودعوا الجميع إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم وقفة واحدة قوية ضد الإرهاب.
كما أكد الوفد السوري أنه لا يمكن أن يقبل شعبنا أي حل سياسي لا يداوي جراحه ويعيد له الطمأنينة والأمان ومن هنا ينبع إصرارنا على مناقشة مكافحة الإرهاب انسجاماً مع بيان جنيف دون أن يكون هناك أي تحفظ على نقاش أي ند آخر لكن في وقته.
واستمرت جلسة أمس قرابة ساعتين خرج منها الإبراهيمي دون أن يعقد مؤتمره الصحفي المعتاد، ودون أن يحدد جلسة اليوم علماً أن لقاء تشاورياً بين الإبراهيمي وشيرمان وغاتيلوف كان مقرراً غداً تم تقديمه لليوم دون بيان الأسباب في حين سارت معلومات أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة يريد الاستعانة بـ«المبادرين» الروسي والأميركي لإحراز أي تقدم ممكن في مفاوضات جنيف.