ما الذي تغيّر في الجولة الثانية؟

ما الذي تغيّر في الجولة الثانية؟

مؤتمر جنيف 2

الأربعاء، ١٢ فبراير ٢٠١٤

 استؤنفت أمس في سويسرا الجولة الثانية لمباحثات «جنيف - 2». سبق البدء بجولة المباحثات الثانية مواقف لا تشي بإمكانية التوصل إلى تحقيق تقدم في المباحثات المقررة، وعند بدء المحادثات في اليوم الأول عادت التصريحات من وفد «الائتلاف» لتؤكد أن إمكانية الحل لا زالت بعيدة، كذلك الفترة التي فصلت ما بين الجولة الأولى والثانية لم تكن كافية بالنسبة لـ»الائتلاف» الذي عول خلال هذه الفترة على إحداث تغيير في موازين القوى في الميدان تساعده في تحسين موقعه التفاوضي في جنيف، مقارنة بالموقع المتقدم للقوات الحكومية السورية.
أسئلة عديدة تطرح في هذه الجولة، وربما أهمها: ما الذي يمكن توقعه من هذه الجولة؟ وهل هناك أي أمل في التوصل إلى أي اتفاق من شأنه أن يساعد على تحقيق نهاية للأزمة السورية؟
الآمال والتوقعات حول نجاح الجولة الثانية من مباحثات «جنيف- 2» ليست كبيرة، فالتصريحات التي أطلقها أعضاء وفد الائتلاف قبيل انطلاقهم إلى جنيف لا توحي بأنّ هذا الفريق لديه رغبة حقيقة وصادقة في الوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية، ولا يمكن أن تكون هذه التصريحات من باب رفع السقف، لأن من يود رفع السقف يضع برنامجاً واضح المعالم ويضغط باتجاه تحقيقه، وهذا لم يحصل حتى الآن. كذلك بقاء وفد الائتلاف كما هو عليه من دون أن يطرأ عليه أي تغيرات لجهة توسيعه ومشاركة هيئة التنسيق الوطنية، ولم تصل المحادثات التي جرت في ما بينهم في اليومين السابقين لعقد الجولة الثانية إلى نتيجة، وهذا الأمر هو في غاية الأهمية، حيث من الثغرات الأساسية التي توقع المراقبون أن يعالجها الائتلاف هي توسيع وفد الائتلاف المشارك في المحادثات.
كما لم يعالج الائتلاف ثغرة أخرى أظهرت ضعفه في الجولة الأولى، وأعاقت التوصل إلى الحد الأدنى من الاتفاق على بعض النقاط وهي عدم وجود جدول أعمال وخطة عمل واضحين، وجل تركيزه كان وسيبقى، في ظل عدم وجود برنامج، على البدء بمناقشة الفقرة 8 من «جنيف -1»، ولكن هذا التركيز يواجه بتركيز مماثل من قبل وفد الحكومة السورية على مناقشة مقررات جنيف 1 فقرة- فقرة بدءاً بالفقرة 1 وصولاً إلى الفقرة 8، وطرح موضوع معالجة الإرهاب كنقطة انطلاق نحو مختلف المواضيع الأخرى. غياب البرنامج لا يعاني منه فقط الائتلاف بل أيضاً الإبراهيمي.
ربما النقطة الوحيدة التي يجمع عليها الطرفان وتكون محلّ مناقشة في الجولة الثانية من المحادثات هي مسألة وقف إطلاق النار ومواصلة ايصال المعونات الإنسانية إلى مناطق أخرى، بعد ايصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في حمص التي تم ايصالها يوم الخميس الماضي بموجب اتفاق في ما بين الحكومة والمعارضة أو في ما بين الحكومة والأمم المتحدة، على الرغم من أن ادخال المساعدات إلى حمص أثبت أن ايصال المساعدات بالتنسيق مع الائتلاف عمل غير مشجع اطلاقا، بعد احتجاز المسلحين قافلة الإغاثة والمساعدات الإنسانية وممثل الأمم المتحدة المقيم يعقوب الحلو في حمص.
إذاً، بحسب ما صدر أمس من تصريحات بعد اجتماع المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إلى وفدي الحكومة السورية والائتلاف تشير إلى عدم إمكانية طرح الهيئة الانتقالية في هذه الجولة من المحادثات، وإن تمسك بها وفد الائتلاف وذكرها أعضاؤه في كل تصريح.
نجاح هذه الجولة من سلسلة «جنيف- 2» المتتالية مرهون بما يتوافق فيه وفد الائتلاف من مقترحات الحكومة السورية، أهمها التوصل إلى اتفاق في شأن مكافحة الإرهاب، ومن ثم البدء بمقررات جنيف 1 فقرة- فقرة. ومع ذلك، تبقى الأنظار مشدودة نحو المفاجآت التي عادة ما تكون في صدد الاتفاق عليها في المحادثات الجانبية.

 أحمد عبد السلام مرعي- البناء