جنيف2 انتهى.. وجنيف3 بعد أسبوع ومشاركة دمشق تتأكد بعد «التشاورات»...المعلم: لم نتوصل لنتائج.. والسبب واشنطن وأوهام الائتلاف

جنيف2 انتهى.. وجنيف3 بعد أسبوع ومشاركة دمشق تتأكد بعد «التشاورات»...المعلم: لم نتوصل لنتائج.. والسبب واشنطن وأوهام الائتلاف

مؤتمر جنيف 2

السبت، ١ فبراير ٢٠١٤

انتهى جنيف2، وبعد ظهر اليوم يعود وفد الجمهورية العربية السورية إلى أرض الوطن بطائرة «إيرباص» تابعة لمؤسسة الطيران العربية السورية أوفدت خصيصاً لتقل الوفد السوري السياسي والقانوني والإعلامي دون أن تحتاج للتوقف بأي دولة للتزود بالوقود تفادياً للاستفزازات السياسية التي تعرض إليها الوفد في طريقه من دمشق إلى جنيف.
ومن المرجح أن يقام جنيف3 في العاشر من شباط الجاري أي بعد 8 أيام، كما أعلن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي ووافقه وفد الائتلاف في حين طلب الوفد السوري القليل من الوقت لإجراء بعض الاستشارات في دمشق، وتفادياً للتعداد سيسمى «الجولة الثانية لجنيف2» الذي أسف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين ورئيس الوفد السوري إلى جنيف وليد المعلم «أنه لم يتوصل إلى أي نتائج ملموسة».
وقال المعلم في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر أمس في مقر الأمم المتحدة اختتم فيه فعاليات واجتماعات جنيف2: إن وفد الائتلاف المسمى المعارضة رفض كل ما قدمناه من اقتراحات لا يمكن لأي سوري أن يرفضها، مشككاً بجدية نوايا وفد الائتلاف ومن خلفهم في الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وفي المعلومات المتداولة في أروقة جنيف أن واشنطن قررت زيادة ضغوطها على دمشق العسكرية والسياسية نتيجة رفض سورية تسليم السلطة إلى الائتلاف، ونشرت صحيفة «الديلي تيليغراف» في عددها الصادر أمس أن أسلحة أميركية جديدة وصلت أمس إلى محافظة درعا قادمة من الأردن استلمتها مجموعات إرهابية مكلفة زيادة حدة الاشتباك مع الجيش السوري وتدمير مزيد من البنى التحتية وقتل الأبرياء.
وحسب مراقبين فإن «الإجراء التصعيدي الأميركي الأخير يدل على أن سياسة واشنطن تجاه سورية تنص على الاستمرار في المسارين العسكري والسياسي في حين أن أهم عوامل إنجاح جنيف هو وقف تدفق المال والسلاح والجهاديين والمقاتلين إلى سورية».
وقالت المصادر: إن «واشنطن تقرأ في الحل السياسي «تسليم السلطة» وحصراً لوفد الائتلاف الذي ترعاه وتديره وهذا ما كان واضحاً طوال فترة التفاوض حيث لم يكن وفد الائتلاف الذي يديره السفير الأميركي روبرت فورد قادراً على اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليه، كما كان كل تركيزه على البند الثامن من جنيف1 وهو تأسيس هيئة الحكم الانتقالي دون أن يكترث للإرهاب الذي يعاني منه السوريون منذ 3 سنوات والدمار الهائل الذي سببته المجموعات الإرهابية، رافضاً توجيه أي نقد لها أو لمن يدعمها».
وبعد قرابة أسبوع من التفاوض سألت «الوطن» الوزير المعلم إن كان الوفد السوري المفاوض قد لمس أي إمكانية لدى وفد الائتلاف في إلزام كل من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو «الجبهة الإسلامية» أو «جبهة النصرة» بأي اتفاق يمكن التوصل إليه في جنيف فكان جواب الوزير: «هذا يعني إلباس (الائتلاف) بدلة أكبر من مقاسه بكثير، فأنا قرأت منذ يومين على مواقع داعش والجبهة الإسلامية والنصرة أنها تتبرأ من الائتلاف وتقول إن هدفها إقامة دولة الخلافة الإسلامية وتدمير سورية، لذلك أشك كثيراً في أن يكون لدى وفد الائتلاف أي تأثير أو اتصال بهؤلاء، وسبق أن ذكرت أنهم حتى على خمسة فصائل بحمص القديمة لا يمونون، وإذا كانوا يمونون فهذه مشكلة أيضاً».
وجاء في المؤتمر الصحفي للمعلم قوله: «إن السبب الأول لعدم التوصل لنتائج يعود إلى عدم نضج وجدية الطرف الآخر وتهديده بنسف الاجتماع أكثر من مرة والتعنت على موضوع واحد كما لو أننا قادمون إلى هنا لساعة واحدة نسلمهم فيها كل شيء ونعود وهذا يدل على عدم النضج الذي تحدثت عنه ويدل على الأوهام التي يعيشونها»، مضيفاً: «إن السبب الثاني هو الجو المشحون والمتوتر الذي أرادت الولايات المتحدة أن تغلف به اجتماع جنيف بظهورها العلني وتدخلها السافر في شؤون الاجتماع وتحديداً في تسيير الطرف الآخر منذ افتتاح الاجتماعات في مونترو وصولاً إلى قرار التسليح الذي تزامن مع انعقاد هذا الاجتماع». ولفت المعلم إلى أنه التقى الإبراهيمي قبل بداية الحوار وأبلغه أنه «من الصعب تقرير مستقبل سورية مع مجموعة تمثل تياراً صغيراً تسمي نفسها معارضة فهناك أيضاً معارضة وطنية في الوطن لماذا لم تدع».
وفي مؤتمره الصحفي اليومي، قال الإبراهيمي: «إن المحادثات لم تحقق أي تقدم حقيقي يستحق الحديث عنه إلا أن هناك بعض الخطوات الإيجابية التي يمكننا البناء عليها من أجل التقدم نحو الأمام في حال وجدت الإرادة السياسية من أجل إيجاد الحل للأزمة في سورية».