الكرة السورية.. إستراتيجية غائبة والتغيير والتبديل المستمران سمة وهوية اتحاد اللعبة..!!

الكرة السورية.. إستراتيجية غائبة والتغيير والتبديل المستمران سمة وهوية اتحاد اللعبة..!!

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ٢٤ مارس ٢٠١٥

الأزمنة – خاص:
الوهم أسوأ أمراض الدنيا وبعضنا تنسل إليه هذه العلة دون أن يدري فيبتلى بها ربما العمر كله... ومريض الوهم يحتاج إلى من ينبهه إلى حقيقته المرّة.. ومادام الأمر فيه فائدة لهذا المريض فلا يهم أن تأتي هذه الفائدة من صديق أو عدو.. ويبدو أن اتحاد كرة القدم واحد من الاتحادات المصابة بمرض الوهم.. ولكنه (( أي الاتحاد )) يحاول استثمار هذا المرض لإيهام نفسه بأنه صح وأن كل ما يكتب عنه كان بداعي العداوة والبغضاء والمصالح الشخصية حتى وإن كان صحيحاً.   ونحن نعتقد أن القادرين على استثمار حتى الأمراض ذاتها هم المرضى بالفعل وهم لن يبرؤوا من مرضهم حتى تمتد إليهم يد الجراح الذي يعرف أسرار الجسم الإداري الرياضي فيستأصل الآفة ويقضي على الألم وبغير ذلك لن تعود كرة القدم ولا بعض ألعابنا التي كانت مبتلاة باتحاداتها العاجزة إلى أسرتنا الرياضية القوية وهي سالمة معافاة.  لقد بات الكلام عن واقع الكرة السورية وبالأخص مستوى المنتخبات الوطنية والمسابقات الرسمية يدخل في متاهات عذاباتنا وهمومنا وبحثنا عن علاج طال وربما لا وجود له إلا في الاستسلام لهكذا قدر وواقع.
إستراتيجية العمل الرياضي المنظم مازالت غائبة عن عمل اتحاد اللعبة ولا ندري كيف تتم شؤونه وكيف تسير أموره ولنا أن نتساءل عن سر الغموض الذي يحكم قراراته ومن الذي يملك مقاليد الأمور فيه وهو صاحب القرار؟
ما يهمنا في الأمر أن نرى اتحاداً كروياً مثل بقية الاتحادات العالمية حازماً في مواعيده واضحاً في نشاطه مقدساً لكل برامجه وروزنامة عمله.
لكن وجه هذا الاتحاد لم يتغير فالاضطراب في العمل مازال حاله والتغيير والتبديل المستمران مازالا سمته وهويته ولعل هذه العادة الموروثة عن الاتحادات السابقة صارت تعويذة اتحادنا فلم يقو أحد حتى الآن على تصحيح مسارها والتخلص من ذيولها وإجبار الفرق وغيرهم على احترام المواعيد والبرامج مهما كانت المستجدات وحالة الطوارئ.
وربما مثالنا الواضح هو الدوري غير المنتظم الذي يضع أنديتنا في أعباء مالية وفنية مكلفة لا يمكن لجميع الفرق أن تتحمل تكاليفها وتبعاتها.
وهاهي مباريات الكأس تلقي بظلال ثقيلة على الأندية من خلال التبديل والتغيير المستمرين في المواعيد وملاعب المباريات لدرجة أن القرارات تصدر متلاحقة في هذا الشأن بواقع أكثر من قرار في اليوم الواحد وبتنا بحاجة إلى عرافين لنعرف من انسحب، ومن تأخر ومن فاز وفي أي ملعب تجري المباريات؟
من هنا فإن إنقاذ اللعبة مما هي فيه الآن يجب أن يتم الآن.. فكفانا ما أهدرناه من وقت وكفى جمهورنا الرياضي برمته ما دفعه من أعصابه وهو ينظر إلى ما يجري في أروقة هذا الاتحاد ولطالما كتبنا عن ضرورة عقد مؤتمر للعبة لا يحدد بيوم يكون نواة انطلاق نحو عمل سريع واثق وجاد على كل المستويات.
 وفي سياق هذا المفهوم لا بد أن يأتي أي مؤتمر قادم لها ترجمةً حقيقيةً لنبض الجماهير وللآمال والتطلعات التي نريدها من كرتنا الوطنية فمهما ينتابها من أحوال، فالحقيقة تؤكد أننا باقون في همها واهتمامها نرجو لها الخير والجديد من أجلها.
وعلى هذا فالمطلوب دراسة واقع اللعبة بسلبياتها وإيجابياتها وأن يشبعها المهتمون بحثاً ومعالجة ودراسة مفيدة فلا يتحول أي مؤتمر لها إلى اجتماع خاص ببعض التفاصيل وينسى الكثير من الأساسيات مما يجب دراسته والوقوف عنده فلا نريد من أحد خطابات أو مداخلات استعراضية ولا كلمات منمقة بل نريد دخولاً في عمق المسألة الكروية وأن يتعامل اتحاد الكرة ما يتخذه من قرارات على أنها نافذة وملبية وطموحة في ظل تطبيق نظام احتراف يناسب والظرف الصعب الذي يمر به بلدنا الحبيب وهذا ما يدعونا لإعادة النظر باللوائح الخاصة بالمسابقات والمشاركات والسعي لاتخاذ المبادرات الإيجابية المدروسة التي تحمي مسابقاتنا من الانزلاق وعدم الاستقرار وتعزيز الثقة بكوادر اللعبة بوجود إدارات أندية ولجان قوية وفاعلة.