بعد الخروج المخيب للآمال من الآسياد..حان وقت التجديد والضرب بيد من حديد ومحاسبة المقصرين

بعد الخروج المخيب للآمال من الآسياد..حان وقت التجديد والضرب بيد من حديد ومحاسبة المقصرين

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ٢١ أكتوبر ٢٠١٤

خاص – الأزمنة:
خيبة كبيرة تركتها معظم ألعابنا المشاركة بدورة الألعاب الآسيوية التي جرت في مدينة أينشيون الكورية في نفوس عشاق رياضتنا بعد أن خرجت من الأدوار الأولى وأثبتت للقاصي والداني بالعشرة أنها لا تقوى على المنافسة فرغم العدد القليل للبعثة الذي لم يتجاوز الـ 40 لاعباً ولاعبة على اعتبار أنهم نخبة الرياضيين السوريين إلا أن الحصاد كان صفراً في أسوأ نتيجة للرياضة السورية حتى الآن ما يضع رياضتنا على المحك وفي مأزق كبير يجب ألا يمر مرور الكرام.
ما يعيب هذه المشاركة هو اللامبالاة وعدم المسؤولية من قبل عدد من اتحادات الألعاب واللاعبين فمنهم لم يحقق رقمه الشخصي ومنهم من سلم بالأمر الواقع عندما اكتشف أن البطولة حقيقية وليس كما تعود بمشاركات هزيلة ومستويات فنية ضعيفة في دورات أقل ما يقال عنها إنها خلبية لا تتعدى مشاركة الدول فيها أصابع اليد الواحدة والصدمة الكبرى تجلت في إخفاق أبطالنا بتحقيق المأمول منهم، وخصوصاً أولئك الذين كنّا نعوّل عليهم الكثير وقد سنحت لهم فرص التمرين الجيد والمعسكرات الخارجية القوية والمفيدة والطويلة، والصدمة تجلت في إخفاق هؤلاء بتحقيق أرقامهم القياسية، ولو حققوها لنالوا ميداليات متنوعة رفعوا بها علم الوطن الغالي أولاً، ورفعوا رصيدهم من الإنجازات على المستوى الشخصي.. ما يضع الكثير من إشارات الاستفهام حول عمل اتحادات الألعاب والجهاز الإداري والفني ويكشف مدى الترهل الذي تعيشه ألعابنا وسوء التخطيط والبرمجة.
الواقع الرياضي غير مرضٍ والجميع يتحملون المسؤولية والكل بدأ يتساءل أين الهدف الذي تطمح إليه رياضتنا؟ والذي لم تحدده حتى الآن ولا تعرف إلى أين تتجه وهذا ما يجعل مستقبل رياضتنا غامضاً وغير معروف في ظل غياب التخطيط والوضوح وعدم تحديد المسؤوليات.!!
للأسف بعد كل استحقاق نعِدُ باتخاذ قرارات ومحاسبة المقصرين إلا أن ذلك يبقى كلاماً على الورق فقط، وهذا ما يجعل رياضتنا تراوح في مكانها وتعتمد على الطفرات فهل سيكون لامتحان كوريا آثاره الإيجابية على رياضتنا بالإضافة إلى وضع الأمور في نصابها وإعطاء اتحادات الألعاب كامل صلاحياتها لتنفيذ خططها ومحاسبتها أم أننا سنبقى ندور في الحلقة نفسها؟!.
أسياد أينشيون كان بمثابة الامتحان الحقيقي لرياضتنا وإنّ تغني بعض اتحادات الألعاب بميدالياتها الكثيرة في بطولات متواضعة لا تتعدى فيها المشاركة أصابع اليد الواحدة لا يعطي المستوى الحقيقي لرياضتنا وما تحقق من نتائج في الأسياد يحتاج إلى وقفة مطوّلة وإعادة الحسابات وإلا على رياضتنا السلام.
بعض المحللين يرى أن مشكلة معظم ألعابنا لا تكمن فقط بتأمين المعسكرات والمشاركات الخارجية وإنما في عدم قدرة اتحاداتنا على ترتيب أوراقها الداخلية جيداً بل وعجز بعضها عن قيادة دفة ألعابه بالشكل الصحيح بعد أن وضع نصب عينيه من ليس معنا فهو ضدنا إضافة لتخبطاته الفنية التي نجمت عن غروره وإبعاده لبعض الخبرات الناجحة وتدخلاته غير الموضوعية بعمل المدربين سواء بخطتهم التدريبية أو بكيفية انتقاء اللاعبين المؤهلين لمثل هذه الاستحقاقات ؟‏
استعداد ارتجالي
استعدادات بعثتنا للأسياد لم تخرج عن العمل الارتجالي الذي يغيب عنه التخطيط بعيد المدى فأغلب اتحادات الألعاب تتعامل مع هذه الأحداث بطريقة تقليدية دون وجود خطة متكاملة واضحة الأهداف مع اندثار أو غياب المشاريع والمبادرات الرياضية التي يجب أن تكون ضمن إستراتيجية دقيقة والتي قدمتها دول كثيرة متطورة، ولعل أبرزها الصين التي تبدأ ورشات عملها قبل فترة طويلة تمتد حتى ثمان أو عشر سنوات تتزامن مع تحضير بدني وذهني وفني وعلمي بدأت تحصد ثماره في أهم الاستحقاقات الأولمبية والعالمية.
وعلى القائمين على رياضتنا أن يبحثوا عن الحلول القادرة على الاستفادة من كل إمكاناتنا وتوظيفها بالشكل الصحيح واستثمار الوقت والمال بما يخدم الرياضة السورية خاصة مستقبلها.
خيبة أمل
اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام عبّر عن خيبة أمله بسبب النتائج المحققة وقال: أنا غير راضٍ عن الأداء والنتائج، شاركنا ضمن هدفين، الهدف الأول تحقق من خلال المشاركة ورفع العلم الوطني في سماء الأسياد، والهدف الثاني لم يتحقق وهو متعلق بالنتائج وكنا نرضى بالحد الأدنى وهو تحطيم المشاركين لأرقامهم القياسية.
وأمام ذلك فإننا سنجتمع مع الاتحادات الرياضية المعنية بحضور رؤساء المكاتب لتقييم المشاركة ووضع النقاط على الحروف وبعد هذه الاجتماعات سنصدر القرار المسؤول الذي سيصحح ما حدث، ولو اضطررنا لعقوبات مؤلمة بحق البعض أو تغييرات ضرورية على صعيد الاتحادات الرياضية وهذه المشاركة لن تمر مرور الكرام!
وبعد
الكل مسؤول عن النتيجة المخيبة في الأسياد ولابد من إعادة ترتيب الأوراق من جديد ووضع خطط عمل منهجية وعلمية تعتمد على رعاية الموهوبين والاهتمام بالقاعدة التي هي نواة الرياضة السورية مستقبلاً... أيام المشاركة من أجل المشاركة انتهت ..ولابد من نتائج توازي ما يصرف على الرياضة ولاعبيها والقائمين عليها.