بين الفرق والمنتخبات... «سكيزوفرنيا» اللاعبين

بين الفرق والمنتخبات... «سكيزوفرنيا» اللاعبين

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ١٥ أكتوبر ٢٠١٨

تكثر في كرة القدم حالات التّضارب بمستوى اللّاعبين بين الفرق التي يمثّلونها والمنتخب. تقف الكثير من العقبات أمام تألّقهم عند تمثيلهم أيّاً من اللّونين. تشكّل البيئة السّليمة للّاعب، العنصر الأساسي لحفاظه على مستواه في فريقه ومنتخبه، وهي الّتي تعنى بخلق الأجواء المماثلة لإبراز إمكاناته وقدراته، فيما يشكّل غيابها انتكاسة لأداء اللّاعب. هذا ما يعيشه بول بوغبا ــ المنتظر الثلاثاء أمام ألمانيا ــ تحديداً مع مدرّبه جوزيه مورينهو. بوغبا مانشستر يونايتد ليس بوغبا فرنسا. اللّاعب الّذي كسر الرّقم العالمي في كرة القدم لأغلى لاعبي العالم عام 2016، يبدو تائهاً في قلعة الأولد ترافورد. مستوى متخبّط للنّجم الفرنسي في المواسم الثّلاثة الماضية، جعلته مادّة دسمة للصّحافة. اللّاعب الّذي دخل أفضل تشكيلة في العالم مع يوفنتوس، لم يعد أفضل لاعب في وسط مانشستر يونايتد حتّى. مشاكل كثيرة عانى منها بوغبا بعد عودته لليونايتد من جديد، بدأت بالدوّامة التي دخل فيها إثر الرّقم الضّخم القادم به إلى يونايتد. رقم كبير أثقل كاهل بوغبا بالضّغوطات، والمطالبة المستمرّة لتقديم أداء يليق بالـ 100 مليون المدفوعة لأجله، وهو ما لم يحدث بعد أن فشل اللّاعب في التّأقلم مع أسلوب اللّعب، على الرّغم من مرور ثلاثة مواسم. اللّاعب الّذي كان حرّاً في يوفنتوس أرينا، حصر في إنكلترا أمام مرمى دي خيا. صلاحيّاتٌ كثيرة تمتّع بها بول في اليوفي، أظهرت إمكاناته الكبيرة بعد أن شغل أغلب المراكز الهجوميّة، فأدى دور المراوغ، صانع الألعاب والمسجّل على حدّ سواء. في اليونايتد، وجد اللّاعب نفسه في أجواء بعيدة عن التي ألفها. حريّةٌ مطلقة حدّها المدرّب جوزيه مورينهو، مرغماً إيّاه على أن يلعب في مركزٍ مغاير. الفكر الّذي يتّبعه مورينهو في اليونايتد لم يلائم بوغبا، أسلوبٌ دفاعي بحت لم يعجب اللّاعب الفرنسي، الذي لم يتوانَ بدوره عن شنّ الحرب الإعلاميّة على مدرّبه انتقاداً لطريقته الدّفاعيّة. الأمر مختلف في فرنسا، أسلوبٌ هجومي للمنتخب يظهر إمكانات اللّاعب الحقيقيّة. وجد اللّاعب في المنتخب الحرّيّة الّتي كانت متوافرة له في إيطاليا، حيث قدّم ديدييه ديشامب له ما أراده، بوضع لاعبي ارتكاز خلفه لتأمين الدّفاع، وترك الحريّة الكاملة له في الأمام. صلاحيّات أثّرت باللّاعب فنيّاً ونفسيّاً بعد أن وجد بيئة مشابهة للتي كان يعيش بها في إيطاليا، ما أعاد بريق النّجم الفرنسي. الحل أحياناً بالثقافة، وأحياناً بالتكتيك. وأحياناً، بالصدفة! فبوغبا ليس وحيداً!
محمد صلاح
يعيش اللّاعب الأفضل في الدّوري الإنكليزي العام الماضي، أيّاماً عصيبة مع ليفربول. اللّاعب الأكثر تسجيلاً في موسم واحد في تاريخ البرييميرليغ، يواجه صعوبة اليوم في هزّ شباك الخصوم. أداءٌ باهت يظهر به النّجم المصري مع الرّيدز، جاء وليدة المشاكل الّتي عاناها مع بداية الموسم، حيث أتت أزمة الثّقة وليدةً للضّغوطات ومشاكله مع الاتّحاد المصري وخيبته من «الفيفا»، بعد أن وجد نفسه خارج تشكيلة العام، على الرّغم من ترشّحه بين ثلاثة أفضل لاعبين في العالم. مستوى جيّد يقدّمه اللّاعب مع المنتخب، حيث لا ضغوطات إعلاميّة عليه.
هاكان شالهانوغلو
لم يستطع اللّاعب التّركي أن يسجّل أي هدف حتّى الآن مع إي سي ميلان، بل إنّ أرقامه اقتصرت على صناعة هدفٍ واحد في 8 مباريات شارك بها بين محلّيّة وأوروبيّة. تراجعٌ كبير عرفه هاكان هذا الموسم، بعد أن قدّم أداءً جيّداً في الموسم الماضي. أداءٌ مخيّب جعل من مدرّب الفريق غاتوزو يستبدله في 5 مناسبات من 6 مباريات بالدّوري. على الرّغم من أدائه السّيئ في الفريق، يقدّم هاكان مستوى جيّداً في المنتخب، قد يعود السّبب في ذلك إلى شخصيّة اللّاعب، إذ إنّه يعدّ النّجم الأوّل في تركيا، على عكس ميلان.
ماركو أسينسيو
بعد أن كان أحد أهمّ العناصر تحت إمرة زيدان، وجد الشّاب الإسباني نفسه في تراجع كبير في حقبة المدرّب الجديد لوبيتيغي. اللّاعب الّذي كان إحدى أبرز مفاجآت زيدان خلال ولايته في ريال مدريد، يبدو اليوم تائهاً في نسخة ريال مدريد الجديدة. يعود السّبب وراء ذلك إلى عدم الاستقرار الفنّي بعد مجيء المدرّب الجديد، إذ إنّ أغلب لاعبي الرّيال يعانون من انحدار في مستواهم. مستوى مغاير تماماً يقدّمه اللّاعب في منتخب إسبانيا، حيث إنّ الاستقرار الفنّي في تشكيلة لويس إنريكي تظهر جودة اللّاعب الحقيقيّة، التي ظهرت في مباراة كرواتيا بعد أن سجّل هدفين وصنع ثلاثة.
روميلو لوكاكو
لاعبٌ آخر كان ضحيّة أسلوب جوزيه مورينهو الدّفاعي. اللّاعب الّذي كان أهمّ عنصر في هجوم إيفرتون، وجد نفسه محطّة هوائيّة يعتمد عليها المدرّب البرتغالي، لإنزال الكرات للقادمين من الخلف. العقم في أداء المنظومة والضّعف في تمويل اللّاعب بالكرات، ساهما بتراجع أداء اللّاعب.
مستوى مغاير يعيشه اللّاعب مع بلجيكا، حيث تمكّن من تسجيل 28 هدفاً في آخر 26 لقاء، كان آخرها هدفين في مرمى سويسرا، وذلك لاتّباع المنظومة أسلوب هجومي يموّل اللّاعب دائماً بالفرص.