بوغبا يبقى، لا يبقى؟

بوغبا يبقى، لا يبقى؟

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ١٣ أغسطس ٢٠١٨

ما إن تصبح بوابة سوق الانتقالات قريبة من الإغلاق، يبدأ وكلاء اللاعبين باستعمال «السلاح» نفسه، خصوصاً أولئك الذين يُعَدّون من الأسماء البارزة على الساحة العالمية. سلاحهم هو الطلب من اللاعب إبداء رغبته في الرحيل أو البحث عن عروض انتقال له من أندية أخرى. الهدف في بعض الأحيان يكون زيادة راتب اللاعب. في الأيام الأخيرة تناقل الإعلام الرياضي حول العالم اهتمام إنتر ميلانو بالتعاقد مع لوكا مودريتش، حيث أبدى الفريق الإيطالي الرغبة الشديدة في ضم اللاعب. لكنه في النهاية قد يبقى في ريال مدريد، وتقول الشائعات إنه حصل على زيادة في راتبه، رغم أن اللاعب لم يُخفِ أنه يريد الرحيل ليلعب بجنب زملائه في المنتخب لاعبي «النيراتزوري». لكنّ تلك شائعات، وما نعرفه أنه يريد اللعب في إيطاليا فعلاً.
ماكس ماير إحدى المواهب الألمانية، حيث يلقب في بلده بـ«ميسي ألمانيا» لم يذهب إلى أرسنال ولا ليفربول، لكنه فضل كريستال بالاس حيث يتقاضى أجراً يقارب 10 ملايين يورو. أغلقت سوق الانتقالات في إنكلترا، ومخاوف مانشستر يونايتد لم تنتهِ حول قضية بوغبا، إذ أبدى وكيل أعماله مينو رايولا رغبته في إخراجه من «مسرح الأحلام»، وارتبط اسم اللاعب ببرشلونة حيث لا يزال يملك الفرصة للانتقال دون إمكانية تعويضه من «الشياطين الحمر». لكن السؤال: هل يريد بوغبا فعلاً الرحيل؟ أم أنها القضية المعتادة من وكلاء اللاعبين للزيادة في راتبه؟ محبو الدوري الإنكليزي يتمنون أن يكون بوغبا يريد «زودة عالمعاش». والواقعيون، يمكنهم أن يتفهموا رغبة بوغبا باللعب في فريق يفوز، إلى جانب ميسي ربما، أو في ريال مدريد.
في الواقع، دخل بوغبا مباراة فريقه الأولى في الدوري الإنكليزي الممتاز أمام ليستر سيتي (2ــ1)، وهو يحمل على ذراعه شارة القيادة. أظهر بوغبا شخصية احترافية، إذ لم يبخل في تقديم ما لديه في المباراة، رغم أنه سجل من ركلة جزاء، لكنه قدم مباراة جيدة على أقل تقدير. لم يكن بوغبا يوفنتوس. ذلك بوغبا لم يتكرر بعد. لكن ما يمكن أن يقال عن لاعب خاض نهائي كأس العالم ولم يأخذ فترة الراحة كافية أنه قدم مباراة مثالية. لم يكن من المعتاد أن يقود بوغبا الفريق أو يسدد ركلات الجزاء. يبدو أنها محاولة من جوزيه مورينيو لإرضاء صانع الألعاب الفرنسي، حيث استمرت هذه المحاولات وظهرت في تصريحات مورينيو الذي لم نعتده وهو يغازل بول إذ قال: «بوغبا كان وحشاً في الملعب، فقد ظهر بمستوى متميز خلال شوطي اللقاء». كل هذه الأمور والتصرفات من البرتغالي لم تفلح مع بوغبا الذي صرح بعد المباراة: «كما أقول دائماً، أقدم أفضل ما لدي دائماً للمشجعين، لزملائي، للأشخاص الذين يضعون ثقتهم بي». وإذا أردنا الغوص في أبعاد هذا التعليق، فإن بوغبا غير سعيد، لكنه يؤدي واجبه ويحترم العقد الذي يربطه بالنادي الذي هو فيه. 
«إذا لم تكن سعيداً، فلا يمكنك أن تقدم أفضل ما لديك» بهذه الكلمات اختتم بوغبا مؤتمر للصحافة المكتوبة بعد مباراة فريقه، ما دفع أحد الصحافيين إلى سؤاله عمّا إذا كان سعيداً في مانشستر، ليردّ اللاعب الفرنسي: «ثمة أمور، وثمة بعض الأمور التي لا يمكنني أن أقولها، وإلا فسأتعرض لغرامة». لكن، ما الغرامة التي قد يتعرض لها غير تلك المالية التي سيفرضها النادي؟ هذه الإجابة وكأن بوغبا أراد أن يشير إلى المشاكل التي يعانيها مع مدربه، وقد تكون الغرامة التي ستفرض على بوغبا هي الجلوس على مقاعد الاحتياط، والأمر ذاته عانى منه الموسم الماضي مع مدربه مورينيو. اللاعب ضاق ذرعاً بالانتقادات التي وجهها إليه مورينيو على خلفية التفاوت بين أدائه مع المنتخب الفرنسي وأدائه مع يونايتد، لكنه لا يريد أن يقولها مباشرةً ليضمن مكانه في حال عدم رحيله عن يونايتد. وبطبيعة الحال، فإن المدرب مجبر على إرضائه، لأن النادي لم يكن نشيطاً في سوق الانتقالات ولا يملك أي خيارات يمكن وضعها ومقارنتها بقيمة بوغبا الكروية لا السوقية. كل هذه الاحتمالات المتعلقة في العلاقة بين بوغبا ومورينيو لا يمكن تأكيدها إلا في حال مغادرة بوغبا لناديه الحالي وكشفه لحقيقة الأمور. 
في سياق متصل، كما كانت بداية الموسم سعيدة لبوغبا وزملائه بحصد النقاط الثلاث الأولى، فإن الوافد الجديد ماوريسيو ساري نجح في تحقيق انتصاره الأول مع ناديه الجديد تشلسي، لكنه لم يبدو مرتاحاً كثيراً بالقرب من مقاعد البدلاء، لم يظهر «البلوز» بشكل مقنع لكنه فازوا على هدرسفيلد (3ــ0). مباراة مثيرة جمعت ولفرهامبتون وإيفرتون حيث انتهت بالتعادل (2ــ2). ولعل اللقطة الأبرز في هذه المباراة، أن ريتشاردسون (21 عاماً) سجل هدفين، وكأنه أراد القول: «لهذا انتقلت بـ50 مليون جنيه إسترليني». وعلى ملعب «سانت جيمس بارك» استطاع توتنهام الذي لم ينتدب أي لاعب جديد في سوق الانتقالات تحقيق الفوز على نيوكاسل (2ــ1). لم تفلح محاولات فولهام الـ15 بإنقاذه من الخسارة الأولى، فولهام العائد إلى «دوري الأضواء» خسر بهدفين دون مقابل أمام كريستال بالاس.