الأسود الثلاثة لحفظ سمعة الكبار في الطريق إلى نهائي المونديال … الكوفيتيروس لتخطي العقد وكتابة التاريخ

الأسود الثلاثة لحفظ سمعة الكبار في الطريق إلى نهائي المونديال … الكوفيتيروس لتخطي العقد وكتابة التاريخ

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ٣ يوليو ٢٠١٨

 خالد عرنوس
تختتم منافسات الدور الثاني لمونديال 2018 فيغادر فريقان جديدان الأراضي الروسية ملتحقين بكل الكبار الذين سبقوهم على أن يكمل الثمانية الباقون منافسات بطولة لم تعرف قيمة للكبار (فمسحت بكرامة بعضهم عشب ملاعب المدن الروسية فخرج بعض المرشحين جارّين وراءهم أذيال الخيبة كما حدث مع منتخبات الأرجنتين والبرتغال وإسبانيا وربما ونحن نقرأ هذه السطور نكون ودعنا آخرين، وينتظر أن يكون ختام ثمن النهائي مسكاً بمواجهة بين فريقين يمثلان القارتين الكبيرتين (أميركا الجنوبية وأوروبا).
فيلتقي منتخب كولومبيـا متصـدر المجموعــة الثامنــة مع نظيره الإنكلـيزي ثاني المجموعــة السابعــة بدايــة من الساعة التاسعة على أرض ملعب سبارتاك في موسكو تحت قيادة الحكم الأميركي مارك غيغر في مباراته المونديالية السادسة وسبق له قيادة مباراة واحدة لكولومبيا وفازت فيها على اليونان بالمونديال الماضي.
 
بالمقلوب
هي ليست قمة بين مرشحين للقب العالمي إلا أنها تجمع مرشحين لتجاوز الدور الأول وقد فعلا بطريقة مثيرة وخاصة بالنسبة للكوفيتيروس الكولومبي الذي بدأ بخسارة أمام اليابان ذكّرت الجميع بفريق (فالديراما وإسكوبار) الذي رشحه بيليه للظفر بكأس العالم 1994 ثم سقط بعد مباراتين، لكن الفريق الذي يقوده المدرب الأرجنتيني الخبير بيكرمان استوعب الخسارة غير المنصفة بعدما خاض مباراة كاملة تقريباً بعشرة لاعبين، وعاد من بعيد فصحح المسار بفوز صريح على بولندا ممثل أوروبا في المجموعة الثامنة قبل أن يقلب الطاولة على أسود التيرانغا ويغلبهم بهدف وبتأهل من مقعد الصدارة.
بالمقابل دخل ممثل أم الكرة المونديال المرشح للمنافسة على اللقب من دون ضجيج وخاصة أنه بعيد عن (بهرجة) النجوم الكبار وبالفعل ضمن مقعده في ثمن النهائي بأقل مجهود يذكر بفوز الدقيقة الأخيرة على تونس ثم الفوز الساحق بشوط واحد على بنما، ولم يتبقَّ عليه سوى اللعب مع بلجيكا على الصدارة وقد تخلى عنها بالخسارة صفر/1 وربما كان تخلى عنها بحثاً عن المسار الأسهل في الأدوار التالية وهو أمر منطقي حتى الآن.
مواجهة بين جيلين
هو جيل كولومبيا الذي وصل معها إلى ربع نهائي مونديال 2014 كأفضل إنجاز في تاريخ كرة الكوفيتيروس بعدما تفوق على جاره الأورغوياني في دور الـ 16 وعقب وصوله إلى ثمن النهائي في المونديال الحالي كبرت الأحلام وارتفع سقف الطموحات إلى مربع الكبار لكن على رودريغيز وفالكاو وبقية (القهوجية) تجاوز عقبة الأسود الثلاثة الذين لا يقلون تطلعاً إلى إنجاز يعيد الهيبة لأصحاب اختراع جميل اسمه كرة القدم، وإذا كان الجيل الكولومبي اقترب معظم رموزه من الثلاثين وقد شارك في المونديال البرازيلي فإن جيل الأسود الثلاثة يبحث أكثره عن بداية مثالية في العرس العالمي على الرغم من أن عدداً غير قليل فوق الخامسة والعشرين من العمر لكنهم يخوضون مونديالهم الأول.
 
أسلحة ودروع
شكلت عودة خيمس رودريغيز دفعة معنوية هائلة لبيكرمان وفريقه بعدما شكل قوة داعمة لرفاقه وكان أحد أسباب الفوز الكبير على بولندا بصناعته لهدفين وحتى خروجه مصاباً في المباراة الثالثة كان قد أبلى بلاء حسناً، وتشير آخر الأنباء إلى إمكانية غيابه بعدما تغيب ليومين عن تمرينات فريقه وهو ما قد يشكل ضربة قوية أمام فريق يملك لاعبين بارعين في كل المراكز.
ورغم ذلك فإن بيكرمان الواثق من لاعبيه صرح بأنه لا يخشى الفريق الإنكليزي القوي وأن فريقه سيؤدي ما عليه في مباراة لا يمكن أن تنتهي بالتعادل، ويعول المدرب الأرجنتيني على خط هجومه المرعب بقيادة فالكاو أحد أفضل المهاجمين في العالم حسب إلى جانب كوادرادو وربما كارلوس باكا ولا ننسى لويس مورييل وكذلك كوينتيرو.
وأبدى المدافع الشاب ياري مينا صاحب هدفين في البطولة استعداده لمواجهة هاري كين هداف إنكلترا والبطولة حتى الآن قائلاً: لن يكون في نزهة، نحن ندرك نجومية كين وقدراته التهديفية العالية، وأشار مدافع برشلونة الإسباني إلى أن زميله ديفنسون سانشيز الذي يجاور كين في توتنهام أعطى رفاقه الكثير من المعلومات المفيدة عنه.
 
فريق متوازن
ويدرك الكولومبيون قبل غيرهم أن الأسود الثلاثة لا يمكن اختصارهم بهاري فهناك الكثير من الأوراق المهمة القادرة على تعويضه أو مساندته في الأوقات الحرجة وخاصة ديل آلي زميله في السبيرز أو سترلينغ أو راشفورد وهناك أيضاً قلبا هجوم آخران جاهزان بالمرصاد لأي طارئ ونعني هنا جيمي فاردي وداني ويلبيك.
ويبقى الهم في خط الوسط الذي يقوده هندرسون ويضم المتألقين كيرون داير وجيسي لينغارد وينبغي عليه السيطرة على وسط الملعب وعدم إفساح المجال أمام رفاق كوادرادو الذين يحاولون بدورهم السيطرة على وسط الملعب والرابح في هذا المجال سيكون له الكلمة العليا في النهاية.
ومع رجحــان كفــة الإنكليـز نظرياً خاصة بمقعد احتياط جيد يمكن لساوثغيت استعماله عند اللزوم إلا أن المهمة لن تكون سهلة وخاصة أن الفريق الكولومبي يعتبر من أصحاب الخبرة بعدما وصل إلى ربع نهائي مونديال البرازيل ويومها فشل الإنكليز بتجاوز الدور الأول.
 
مؤشرات
– 5 مواجهات جمعت إنكلترا بكولومبيا وكانت الغلبة للإنكليز في ثلاث مناسبات وتعادلتا مرتين ومنها لقاء رسمي وحيد ضمن مونديال 1998 بالدور الأول وفاز يومها الأسود الثلاثة بهدفين للاشيء سجلهما أندرتون وبيكهام، وسبق للإنكليز الفوز ودياً عام 1970 (4/صفر) و2005 (3/2) وسيطر التعادل 1/1 على لقائهما 1988 وسلباً عام 1995 في اللقاء الشهير وحركة العقرب الشهيرة من الحارس الكولومبي هيغييتا.
– 17 مباراة هي حصيلة إنكلترا في الأدوار الإقصائية ففازت بـ8 وخسرت 6 مرات وتعادلت بثلاث قبل أن تخسرها جميعاً بالترجيح، وأولاها أمام ألمانيا في نصف نهائي 1990 (1/1 ثم 3/4) وأمام الأرجنتين بالدور الثاني لمونديال 1998 (2/2 ثم 3/4) وأمام البرتغال في ربع نهائي 2006 (صفر/صفر ثم 1/3).
– 17 مرة واجهت إنكلترا منافساً من أميركا اللاتينية ففاز بـ8 وتعادلت بـ3 وخسرت 6 مرات بينها 4 في الأدوار الإقصائية.
– لعبت كولومبيا 3 مباريات إقصائية بالمونديال فخسرت أمام الكاميرون 1/2 بعد التمديد في الدور الثاني لبطولة 1990 وأمام البرازيل في ربع نهائي مونديال 2014، وفازت على الأورغواي 2/صفر في النسخة الأخيرة.
– 10 مباريات جمعت كولومبيا بمنافسين أوروبيين وآخرها الفوز على بولندا في المونديال الحالي وهو أحد ثلاثة انتصارات فقط لها، والأول على سويسرا 3/صفر بمونديال 1994 والثاني على اليونان 3/صفر في مونديال 2014، وبالمقابل وخسرت 5 وتعادلت مرتين ولم يسبق لكولومبيا أن وصلت إلى ركلات الترجيح.