رونالدو… يواجه الإسبان و مصر تواجه الأوروغواي

رونالدو… يواجه الإسبان و مصر تواجه الأوروغواي

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ١٥ يونيو ٢٠١٨

التاريخ و«التشاؤم» حاضران في «القمة الأيبيرية»
 
لم يكن أشد المتشائمين الإسبان يتوقع أن تستهل بلاده مسعاها في «مونديال» روسيا 2018، لتعويض خيبة الخروج من الدور الأول لنسخة 2014 في البرازيل، بوضع مهزوز بعد تبديل على رأس الجهاز الفني لـ «لا روخا» قبل ساعات من مباراته المرتقبة مع البرتغال اليوم ضمن المجموعة الثانية.
 
«القمة الايبيرية» التي تشكل أبرز عنوان الدور الأول لكأس العالم، تدخلها اسبانيا الفائزة باللقب في 2010، بقيادة فنية جديدة بعد اقالة جولن لوبيتيغي واستبداله بفرناندو هييرو. وسيكون قلب الدفاع الاسباني السابق، على موعد مع تحد لا يحسد عليه، عندما يقود «لا روخا» في أول مباراة ضد كريستيانو رونالدو ورفاقه أبطال أوروبا 2016.
 
وسيكون هييرو أمام مهمة صعبة في مجموعة تضم أيضا ايران والمغرب، وتعتبر اسبانيا فيها من المرشحين للعبور بسهولة نسبية. الا انه بدا حذرا في تصريحاته الأولى بعد تعيينه، اذ أكد ان الاسبان سيكونون «مخطئين إذا واصلنا التفكير في الماضي، وليس بالمستقبل». وأضاف «نحن نعرف الظروف، لكن الماضي هو الماضي. يمكن أن نتحدث عنه لعدة أيام لكن علينا أن نكون إيجابيين، شجعان، المضي قدما. لدينا مجموعة رائعة من اللاعبين، طاقم رائع، وجئنا الى هنا للتنافس. نحن قادمون للتنافس على كأس العالم. إنها فرصة لا تعود إلا بعد أربعة أعوام». وشدد ان الأولوية هي التركيز «على الجانب الرياضي. لا يمكننا الحديث عن كل ما حدث، سنهدر الطاقة والتركيز. يجب أن نركز على البرتغال».
 
في سوتشي، ستجمع القمة الاولى في «المونديال» بين بلدين قاما بترويض المحيطات وبناء إمبراطوريات بعدما وضعا خطا لتقسيم العالم بفضل معاهدة تورديسياس الشهيرة، قبل 500 عام.
 
وعلى الصعيد الرياضي، ستجمع المواجهة بين نجم البرتغال رونالدو و6 من زملائه في ريال المتوج بلقب دوري أبطال اوروبا لثلاثة مواسم متتالية، هم راموس وداني كارفاخال وناتشو ولوكاس فاسكيز وماركو اسينسيو وايسكو. وتجسد هذه المواجهة بين اللاعبين نوعا من انعكاس لتاريخ البلدين: فبين الجارين اللذين عاشا في كنف مملكة واحدة في الفترة بين 1580 و1640، ثقافات متشابهة وشغف مشترك للكرة المستديرة. البلدان ليسا قريبين جغرافيا وحسب بل رياضيا أيضا.
 
مصر – الأوروغواي… دقّت ساعة الحقيقة
 
ستدق ساعة الحقيقة أمام منتخب مصر بعد غياب 28 عاما عن كأس العالم، عندما يواجه بطل افريقيا سبع مرات الاوروغواي، اليوم الجمعة، في ايكاتيرنبورغ ضمن الجولة الاولى من المجموعة الأولى لمونديال روسيا.
 
وشاهد نجوم مصر في ربع القرن الاخير، على غرار محمد ابو تريكة وأحمد حسام «ميدو» ومحمد زيدان وحسام غالي وأحمد حسن، كأس العالم على شاشات التلفزة، لكن جيل صلاح وتريزيغيه وكهربا ورمضان صبحي سيكون أمام فرصة أتيحت لمصر مرتين فقط (1934 و1990)، حيث لم ينجح بالفوز في اي من مبارياته الاربع.
 
وتتركز الانظار على إمكانية مشاركة محمد صلاح، افضل لاعب افريقي وفي انكلترا لعام 2018، بعد تعرضه في 26 ايار الماضي لاصابة قوية بكتفه في نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول الإنكليزي وريال مدريد الاسباني.
 
وعاد صلاح تدريجا الى التمارين، أولا لوحده تحت اشراف المعالج الفيزيائي لليفربول روبن بونس ثم بتمرين جماعي جزئي، الاربعاء، في غروزني حيث تعسكر بلاده. وفي غياب صلاح، تعادلت مصر مع كولومبيا سلبا، وخسرت ضد بلجيكا بثلاثية نظيفة في آخر مباراتين قبل المونديال.
 
كما تتركز الانظار على هوية الحارس الاساسي، حيث يتوقع ان يكون التنافس بين محمد الشناوي وعصام الحضري، علما ان الأخير (اذا لعب) سيصبح بعمر الـ 45 اكبر لاعب يشارك في تاريخ المونديال.
 
ويتوقع ان يدفع المدرب الارجنتيني هكتور كوبر بتشكيلة تضم قلبي الدفاع أحمد حجازي وعلي جبر والظهيرين أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي، وفي الوسط الدفاعي محمد النني وطارق حامد، وفي صناعة اللعب عبدالله السعيد، بينما يلعب على الجناح محمود حسن «تريزيغيه» وفي الهجوم مروان محسن.
 
وطالب النني لاعب أرسنال الانكليزي الجماهير بدعم المنتخب: «استمروا في الهتاف من أجلنا… نسمعكم ونشعر بكم ونستمد قوتنا من حماسكم… فاجعلونا أقوياء».
 
ويبقى مركز بديل صلاح، في حال غيابه، حيث تبدو حظوظ رمضان صبحي، المنتقل حديثا من ستوك سيتي الانكليزي الى هادرسفيلد، مرتفعة الى جانب عمرو وردة.
 
وقال نجم الاهلي الدولي والمدرب السابق مصطفى يونس: «غياب صلاح سيكون مؤثرا جدا، لكني لست من هواة فريق اللاعب الواحد، يجب ان يكون للمدير الفني حلول بديلة حتى في حال وجود صلاح، لانه سيتعرض للضغط من لاعبين او ثلاثة». وتابع: «لا ينبغي ان يغير المدرب طريقة لعبه في حال غياب لاعب معين، هناك أسلوب لا يستغني عنه كوبر. حتى في حالة صلاح فهو ملتزم تماما بالجهة اليمنى، خلافا لتموضعه في ليفربول حيث يلعب حرا نوعا ما».
 
بدوره، قال لاعب وسط الزمالك الدولي السابق محمد أبو العلا: «لا يؤثر غياب صلاح فنيا بل نفسيا ايضا، ويزرع الخوف في الفرق المنافسة لان المنتخبات تحسب له الف حساب وسيعطل لاعبين او ثلاثة من الخصم».
 
وعن هوية البديل في حال غياب صلاح، قال يونس: «يجب أن يكون البديل (محمود عبد الرازق) شيكابالا»، متابعا «قد يستغرب البعض هذا الامر، إلّا ان شيكابالا يملك حلولا فردية مثل صلاح، واعتقد انه بحال غيابه يجب ان يخوض (شيكابالا) على الاقل شوطا واحدا».
 
أما طبيب المنتخب محمد ابو العلا فرأى «في حال غياب صلاح، اعتقد ان كوبر لن يلجأ الى تغيير الطريقة، لانه عودنا على الناحية التقليدية. يعمل بالمجموعة نفسها والخطة نفسها. كان يفترض ان يبدل الى 4-3-2-1 او 4-4-2 بدلا من 4-2-3-1 لكنه يميل الى النواحي التقليدية كي لا يعرض استقرار الفريق للاهتزاز. وفي هذه الحالة قد يلجأ الى (محمود عبد المنعم) كهربا او عمرو وردة او رمضان صبحي». وتابع: «رمضان ووردة يميلان للنواحي الدفاعية وكوبر يحب اللاعبين الذين يميلون الى الدفاع، خصوصا وان مباراة الاوروغواي سيكون فيها عمل دفاعي كبير».
في المقابل، يشكّل هجوم الاوروغواي، بطلة العالم 1930 و1950، حماوة حقيقية لدفاع مصر في ظل تواجد الهدافين لويس سواريز (برشلونة الاسباني) وادينسون كافاني (باريس سان جرمان الفرنسي) هداف التصفيات الاميركية الجنوبية.
 
وقال قلب الدفاع دييغو غودين الذي سجل احد هدفي الـ «سيلستي» في المواجهة الوحيدة بين المنتخبين في 2006 في الاسكندرية، ان «مصر منتخب صعب ومنظم ولديه مدرب بأفكار واضحة». وأضاف: «غياب صلاح او مشاركته لن يغير من خططنا وتحضيراتنا. هو لاعب مهم واللاعبون الحاسمون يصنعون الفارق».
 
ويعوّل المدرب «المايسترو» أوسكار تاباريز الذي يعد من المدربين القلائل الذي قاد منتخبا واحدا الى النهائيات أربع مرات، على نواة مؤلفة من الحارس فرناندو موسليرا وغودين، المدافع خوسيه خيمينيز، لاعب الوسط ماتياس فيسينو الى سواريز (51 هدفا في 98 مباراة دولية) وكافاني (42 هدفا في 100 مباراة دولية).
 
الاوروغواي التي فازت على اوزبكستان بثلاثية بيضاء الاسبوع الماضي وديا، تشارك للمرة الثالثة عشرة وقد حلت رابعة في نسخة 2010 وبلغت الدور الثاني في البرازيل 2014. واللافت ان الاوروغواي لم تستهل مواجهاتها في المونديال بانتصار منذ 1970، اذ خسرت 4 مرات وتعادلت في مثلها.
 
يقود المباراة الحكم الهولندي بيورن كويبرس.