محمد السباعي : مشروع (بكرا إلنا) انبثق من هول الإحساس بالأزمة … نتعامل مع الأنشطة الرياضية وفق منظور وطني

محمد السباعي : مشروع (بكرا إلنا) انبثق من هول الإحساس بالأزمة … نتعامل مع الأنشطة الرياضية وفق منظور وطني

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٦

ناصر النجار
الرياضة في نادي المحافظة فرضت اسمها بجدارة في كل الساحات والميادين من خلال الأبطال الذين رعاهم النادي أو الذين تخرجوا من صفوفه.
ونادي المحافظة من خلال تفوقه الرياضي ساهم بدعم المنتخبات الوطنية ورفدها بالكثير من اللاعبين واللاعبات، بل إن بعض الألعاب كان منتخبها الوطني بجله من نادي المحافظة كوادر ولاعبين.
واختارت إدارة النادي من الألعاب الرياضية التي اختصت بها طوال ربع قرن منذ زمن التأسيس ومن الألعاب التي تملك صالاتها وملاعبها وكوادرها كي تكون البنية التحتية عاملاً مساعداً على التفوق والنجاح.

كرة القدم ليست وليدة اليوم وتفوقها في السنوات الأخيرة كان ثمرة تعب سنوات من البناء الصحيح والعناية بالقواعد، والمشوار مازال طويلاً وصولاً إلى المنافسة بعيداً عن مسميات الفريق الجاهز فالاحتراف بنظر النادي له مفهوم آخر.
اللافت في نادي المحافظة عنايته بالشأن الاجتماعي والثقافي والفني، وهو شعار رفعه منذ تأسيسه وتطور مع توالي السنوات.
والأهم هو مشروع (بكرا إلنا) الذي يدخل مرحلته الثالثة بنجاح.
الأستاذ محمد السباعي عضو مجلس الشعب والمسؤول الأول عن نادي المحافظة، تحدث إلى «الوطن» في حوار شامل، بعد تقديمه التهنئة لإدارة الصحيفة وكوادرها بمرور عشر سنوات من العمل الإعلامي المتميز.

بكرا إلنا مشروع إستراتيجي حيوي، أين وصلتم به، وما العقبات التي تعترضكم؟
بكرا إلنا… فكرة وطنية انبثقت من الإحساس بهول الأزمة التي عانى منها الشعب السوري وبشكل خاص أجيال الوطن..
هذه الفكرة طرحتها محافظة دمشق بتاريخ 4/12/2013 بدعم لا حدود له ومتابعة مستمرة ومتواصلة واهتمام كبير من د. بشر الصبان محافظ دمشق فغدت مشروعاً وطنياً بامتياز.
بكرا إلنا.. هو التعاون والتشبيك مع كل الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالأجيال، ووضع خطط وبرامج وإستراتيجية عمل لإعادة النظر ببناء الجيل من عمر 3 سنوات وحتى 15 سنة وذلك ضمن الأسس التالية:
تعميق حب الوطن والحفاظ على خيراته واحترام رموزه.
ترسيخ التلاقي والمحبة بين كل الشرائح بعيداً عن أي اعتبارات لا وطنية وصولاً لبناء أسرة سورية واحدة.
زرع الثقة في نفوس الأجيال وخاصة ثقتهم بدولتهم وأنها ستقدم لهم كل مستلزماتهم وتعمل على اكتشاف مواهبهم وتسعى لتطويرها وصولاً بهم ليكونوا هم بناة سورية المستقبل المشرق.
انطلق المشروع بشكل رسمي بتاريخ 24/4/2014.. وضم 9841 طالباً وطالبة من مدارس دمشق ومن مدرستي أبناء وبنات الشهداء ودور الأيتام ومراكز الإيواء.
استمر العمل في المرحلة الأولى حتى 30/9/2015 وبدأت مرحلة التقييم من 1/10 ولغاية 30/11/2015 وأقيم الحفل النهائي بتاريخ 13/12/2015 حيث تم اكتشاف /1640/ موهبة ذكوراً وإناثاً منها /517/ موهبة رياضية بمختلف الألعاب الممارسة في المشروع وهي /كرة القدم- كرة السلة– الكرة الطائرة– كرة اليد– كرة المضرب– كرة الطاولة– الريشة الطائرة– ألعاب القوى- الجمباز الفني والإيقاعي– الشطرنج– الدراجات/، وهذه المواهب تم تنسيبها إلى الاتحاد الرياضي العام حيث ستتم متابعة رعايتها بإشراف لجنة عليا تم تكليفها بقرار من رئيس الاتحاد الرياضي العام تضم بعض أعضاء المكتب التنفيذي وخبرات رياضية متميزة إضافة للجان تمثل اتحادات الألعاب واللجان الفنية بدمشق وإدارة المشروع، وهي مشرفة على مراكز المشروع وعددها حالياً /32/ مركزاً رئيسياً ولكل مركز مراكز فرعية تشمل كل مناطق مدينة دمشق إضافة لمناطق ضاحية الأسد وضاحية قدسيا وجرمانا بريف دمشق.
الجهات المشاركة في هذا المشروع هي:
وزارات الإدارة المحلية والبيئة والتربية والثقافة والإعلام والشؤون الاجتماعية والعمل والأوقاف.
منظمات الاتحاد الرياضي العام والشبيبة والطلبة وطلائع البعث.
فريق شباب دمشق التطوعي.
استفدنا من تجربتنا في المرحلة الأولى، أخطأنا، أصبنا، إلا أننا في النهاية كنا سعداء جداً في ابتسامة الأطفال واكتشاف مواهبهم وبتلاقيهم ومحبتهم لبعضهم ولتلاقي أهاليهم معاً والتعبير عن حبهم للوطن ولقائد الوطن.
أقمنا دورات لكل الأنشطة الممارسة بالمشروع وتميزت هذه الدورات بأنها شملت (الاختصاص- الإدارة والتنظيم– طرائق التدريس والتعامل مع الطفل– أهداف المشروع وضوابطه).
وبلغ عدد المتخرجين من هذه الدورات بحدود /650/ مدرباً ومدربة من خريجي الجامعات والمعاهد المختصة وأصحاب الخبرة في الأنشطة التالية:
الأنشطة الرياضية /11/ لعبة رياضية:
الفنون البصرية والتطبيقية: رسم- نحت- أشغال يدوية- إعادة تدوير- تصوير ضوئي- خط عربي.
الفنون الموسيقية: عزف- غناء- كورال.
الفنون المسرحية: رقص- تمثيل- كتابة نص مسرحي.
فنون الإعلام: إخراج- إعداد- تقديم- مراسل صحفي.
قسم حالات الإبداع والتميز: اختراع- شعر- خطابة- تفوق علمي.
قسم الدعم النفسي لمعالجة أي حالات تستدعي إخراج الأطفال من تداعيات الأزمة.
قسم الطبابة والعلاج الفيزيائي.
قسم الإدارة والتنظيم لمتابعة العمل في المشروع.
أطلق د. بشر الصبان محافظ دمشق المرحلة الثانية بدار الأسد للثقافة والفنون «دار الأوبرا» بتاريخ 13/8/2016 ومن مشاريعنا للمرحلة الثانية:
وضع خطط تطويرية للمواهب التي تم انتقاؤها من المرحلة الأولى.
وضع برامج للطلاب والطالبات الجدد إضافة للقدامى الذين لم يتم انتقاؤهم.
البدء بإعداد مكتبة خاصة ببكرا إلنا وكذلك إصدار مجلة «بكرا إلنا» من إعداد وتنفيذ الأطفال.
الإعداد لبرنامج مسابقات عبر قناة دراما الفضائية وقناة التربوية الفضائية «خاص بأطفال المشروع»
البدء ببرنامج تزيين وتجميل المدارس التابعة لمشروع بكرا إلنا والأحياء المحيطة بها، ومشاركة الأهالي بذلك.
بنهاية هذا العام سيصدر النظام الداخلي «دليل العمل» للمشروع وأتوقع نقله إلى باقي المحافظات خلال العام القادم.

هناك الكثير من الألعاب غابت عن ناديكم في السنوات الأخيرة، ما المبررات التي أدت إلى إلغاء هذه الألعاب؟
لدينا 12 لعبة رياضية نمارسها في النادي وهي كالتالي:
كرة القدم ، ذكوراً وإناثاً، /250/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /50/ مدرباً وإدارياً.
كرة السلة، ذكوراً وإناثاً، /100/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /10/ مدربين وإداريين.
كرة الطاولة، ذكوراً وإناثاً، /20/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /5/ مدربين وإداريين.
كرة المضرب، ذكوراً وإناثاً، /20/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /5/ مدربين وإداريين.
الريشة الطائرة ، ذكوراً وإناثاً، /20/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /4/ مدربين وإداريين.
ألعاب القوى، ذكوراً وإناثاً، /50/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /10/ مدربين وإداريين.
الجمباز الفني والإيقاعي، ذكوراً وإناثاً، /30/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /6/ مدربين وإداريين.
الشطرنج، ذكوراً وإناثاً، /30/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /6/ مدربين وإداريين.
الدراجات، ذكوراً وإناثاً، /40/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /6/ مدربين وإداريين.
القوس والسهم، ذكوراً وإناثاً، /12/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /3/ مدربين وإداريين.
البلياردو والسنوكر، ذكوراً وإناثاً، /20/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /5/ مدربين وإداريين.
رفع الأثقال، ذكوراً وإناثاً، /30/ لاعباً ولاعبة إضافة إلى /6/ مدربين وإداريين.
ولهذه الفرق طاقم طبي وعلاجي، أي لدينا بحدود 700 لاعب ولاعبة و/125/ مدرباً وإدارياً ومعالجاً.
إلغاء الألعاب وعدم إدخال ألعاب أخرى، السبب الرئيسي عدم توافر مواقع للتدريب لهذه الألعاب، إضافة لعدم وجود خطط وبرامج واضحة لدى اتحادات الألعاب وعدم توافر الكادر التدريبي الجيد.

هناك الكثير يقول: إنكم تسحبون اللاعب الجاهز في الأندية الأخرى لتكسبوا بالقليل من الدعم بطولات صنعها غيركم؟
مقولة إننا نسحب اللاعب الجاهز من الأندية هي بالأساس مقولة خاطئة مثلها مثل مقولة «أنتم مدعومون أكثر من باقي الأندية» وأؤكد لكم أننا نعطي الأندية اللاعبين الجاهزين وبكل محبة وتعاون ولو تأكدتم من الوثائق لتبين أننا نعطي بنسبة 80% وكنا نأخذ بنسبة 20%، وأكبر دليل يعلمه الاتحاد الرياضي العام أن المواهب الرياضية من مشروع بكرا إلنا هي لكل الأندية وليست لنادي المحافظة فقط، أما الدعم فهذه كلمات من لا يعمل- ولا يريد أن يعمل، لأن من يعمل بصدق وثقة ووضوح يعلم كيف يدعم نفسه بالمال والاهتمام والنتائج.. نحن حين ندعم المنتخبات ونقدم ما يلزم للأبطال ذكوراً وإناثاً وبكل فئاتهم نشعر أننا نقوم بواجب وطني ولا منة لنا بذلك بل إن لم نقم بذلك فنحن مخطئون ومقصرون.

البعض يروج بأن ناديكم يتجه للاهتمام بالجوانب الاجتماعية والثقافية والفنية أكثر من اهتمامه بالرياضة، ما تعليقك؟
الجوانب الاجتماعية والثقافية والفنية هي ضرورة لكل إنسان وضرورة لكل رياضي بطلاً كان أم هاوياً وأكبر دليل على ذلك رأيناه على أرض الواقع بمشروع بكرا إلنا، فهذه الأنشطة تخلق حالة وطنية اجتماعية تسهم بتطور المجتمع نحو الأفضل، والمشاريع الإنشائية متوقفة بسبب الأزمة التي تمر على الوطن ونحن مؤمنون أن هناك أولويات للمحافظة تجاه المواطنين.
أما المشاريع الاستثمارية فنحن نرحب بأي جهة لديها هذه الأفكار.

كرة القدم حققت نجاحات محدودة، ولم تصل إلى الطموح، ما الأسباب في ذلك؟
كرة القدم بالنسبة لنا لعبة رياضية جماهيرية لكنها لن تكون وحدها بل هي لعبة من الألعاب الرياضية ولا نقصر مع كوادرها ولا نميزهم، وما نقدمه لكرة القدم قانعون به ونطمح لمزيد من الجهد والعطاء من اللاعبين والكوادر الفنية والإدارية، وأعتقد أننا نسير بخط بياني جيد نحو التطور، ولدينا قواعد بكل الفئات ستكون إشراقة المستقبل.

البعض يرى أنكم تتعاملون مع أندية الجوار بفوقية، ما مساحة التعاون مع أندية الجوار؟
التعاون مع كل الأندية السورية وليس أندية الجوار فقط هو قائم ومستمر، ولم ولن نتعامل مع أي ناد بفوقية لأنها ليست من أخلاقنا، ونحن إخوة لكل الكوادر الرياضية وليست لدينا مشكلة مهما كان حجمها مع أي إنسان، نحن في نادي المحافظة نحب الإنسانية ونعشق كل مواطن سوري يحب وطنه ويحافظ على خيراته ويحترم رموزه وندعو إلى المحبة ونمد يدنا دائماً حتى إلى من يسيء لنا.

هناك تعاون متفاوت مع اتحادات الألعاب الرياضية، ويقال إن مفهوم الرضا عن أي اتحاد ينبع من مفهوم السيطرة عليه، ما تعليقك؟
التعامل مع اتحادات الألعاب يأتي من خلال الاحترام المتبادل والسعي لتطوير اللعبة ونحن تعودنا في نادي المحافظة على التنظيم الجيد والتخطيط السليم والتنافس الرياضي الشريف، أما أن نسيطر فلا أعتقد إلا أننا نحن بمقدمة المتعاونين والمتسامحين مع الجميع ولا يسيطر علينا أحد ولا نسيطر على أحد، نحن مع كوادرنا نتعامل بكل احترام ومحبة فلماذا نتعالى على الآخرين؟