ألعاب الريو الأولمبية تنطلق غداً على أنغام «السامبا»

ألعاب الريو الأولمبية تنطلق غداً على أنغام «السامبا»

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٤ أغسطس ٢٠١٦

ساعات قليلة ويصبح «كوب القهوة» البرازيلية جاهزاً، ستفوح منه رائحة البن لتجوب الملاعب والساحات وليكون حديث العالم أجمع، وسيبدأ الجميع بالرقص على أنغام السامبا، عندما تدقّ الساعة في استاد ماراكانا معلنة انطلاق أولمبياد «الريو».
الجميع يتحضّر في القرية الأولمبية وملاعب التدريب وفي القاعات المجهّزة الرديفة وعلى مضمار الاستادات وفي أحواض السباحة، استعدادات وتدريبات بانتظار حصد الذهب. إنها اللحظة الأكثر إثارة، فغداً يوم آخر للبرازيل والعالم بأكمله، حيث تشخص العيون وتتسمر النظرات حيث المتعة والإبداع.

مرض «زيكا»
سيكون فيروس «زيكا» و «التهديدات» بالتخريب والإساءة الى الحدث وضرب البعثات وتعكير الأمن والافتراء على المشاعر والأحاسيس، ستكون هذه الأمور «وراء ظهر» المتابعين الذين حجزوا أماكنهم داخل الاستاد أو وراء الشاشات العملاقة والصغيرة، لقد حانت الساعة التي انتظرها العالم أربع سنوات عندما توقفت ساعة «بيغ بن» في لندن ليبدأ العد العكسي لـ «الماراكانا» ويصبح في لحظاته الأخيرة.
«زيكا أم لا» وتهديدات أو غيرها؛ البعض ضرب كل ما يُقال بعرض الحائط ولم يغير في قناعاته أي شيء، لكن البعض الآخر انتابه الخوف وقرر العودة الى بلاده.
وهناك مجموعة من اللاعبين تركوا الريو خوفاً من العدوى وفي طليعتهم مجموعة من لاعبي الغولف من بينهم الأول عالمياً جايسون داي.
بعكس الأول، فإن أسطورة السباحة الأميركية مايكل فيلبس المشارك في اولمبياده الخامس والباحث عن تعزيز رصيده أكثر من 22 ميدالية، سيشجعه في ريو زوجته المستقبلية وطفله الحديث الولادة: «زيكا أم لا، سيكونان هنا».
ينتاب الجميع هاجس الأمن بعد التهديدات لكن بالدعوات يرى هؤلاء أن الأمور ستمر بسلام، رغم معرفتهم انه في مثل هذه المناسبات فإن الأمن يكون مشدداً، وما التهديدات الا نوع من الشائعات التي يراد منها النيل من هذا الحدث.
خوف ولا مبالاة، وكأن الناس، حسب ما تقوله وكالات الأنباء، بدأت تتوق لرؤية المنافسة العالية بأجواء مناسبة رافقتها دعوة البابا فرانسيس الى خوض «المعركة الجيدة» من خلال التطلع ليس الى إحراز الميداليات وحسب، وإنما الى التضامن في عالم «مريض من الفظاعات».
وصرّح البابا قبل يومين من الافتتاح، بحسب وكالة «فرنس برس»، «أتمنى أن تكون روح الالعاب الاولمبية قادرة على الإيحاء للجميع، مشاركين ومشاهدين، بخوض حرب جيدة وإنهاء السباق سوياً مع رغبة الحصول كثمن لذلك ليس على ميدالية وانما على شيء أثمن: تحقيق حضارة يسود فيها التضامن».
لم تغيّر التظاهرات شيئاً، رغم أنها اعترضت في وقت سابق مسار الشعلة الأولمبية قرب ساو غونسالو، حيث أوقف ثلاثة متظاهرين، كما قالت الشرطة في بيان تلقت «فرانس برس» نسخة منه.
وعبرت الشعلة الأولمبية، التي يفترض ان تدخل ستاد ماراكانا في ريو دي جانيرو غداً كل البرازيل وقد شهدت بعض الصعوبات في رحلتها التي بدأت في برازيليا، وخصوصاً تظاهرات في إطار إجراءات إقالة الرئيسة ديلما روسيف.
والشهر الماضي حاول رجل في ولاية ماتو غروسو دو سول، إطفاء الشعلة بصب المياه عليها، لكنه أخفق.

الكبار والذهب
وكالعادة، فإن الكبار سيخطفون الذهب وسيكون الصراع عليه بين القوتين العملاقتين الولايات المتحدة والصين، وقد تليهما بريطانيا ثم روسيا.
لن تنفع المظاهرات التي تتجدد كل يوم، وبحسب التوقعات فإن الرياضيين الأميركيين سيحصدون حوالى الـ 45 ذهبية، مقابل 36 للصين و23 لبريطانيا و14 لروسيا التي تطاردها فضيحة المنشطات التي نالت من عدداً رياضييها.

السباح الأميركي فيليبس
كل البعثات تستعدّ في الوقت المناسب وتتحضّر وتشارك في «بروفة الافتتاح وحمل الأعلام قبل البدء بالحفل الرسمي وسيتولّى أسطورة السباحة مايكل فيلبس مهمة حمل علم الولايات المتحدة خلال حفل الافتتاح، فهو الرياضي الأكثر تتويجاً في تاريخ الألعاب الأولمبية (22 ميدالية بينها 18 ذهبية)، واتخذ القرار بعد تصويت من قبل أعضاء المنتخب الأميركي المشارك في ألعاب ريو، وهو علّق على هذا الأمر قائلاً: «يشرفني هذا الاختيار، أشعر بالفخر لتمثيل الولايات المتحدة»، متحدثاً عن أهمية معنى أن يحمل المرء العلم الوطني في حدث من هذا النوع.
وتابع فيلبس الذي يخوض منافسات 3 سباقات فردية في ريو وهي 100 م. و200 م. فراشة و200 م. متنوعة: «في لندن (2012) أردت صناعة التاريخ. والآن، اريد الدخول الى حفل الافتتاح والاستمتاع الى اقصى حد وانا أمثل أميركا بأفضل طريقة ممكنة وأن أجعل عائلتي فخورة».
وختم: «هذه المرة الأمر أهمّ بكثير من الميداليات».
وكان فيلبس أعلن اعتزاله بعد حصد 6 ميداليات خلال أولمبياد لندن 2012، ثم عاد عن قراره قبل عامين، وهو يسعى في ريو إلى الفوز باللقب الأولمبي الرابع على التوالي في سباقَي 100 م. فراشة و200 م. متنوعة، علماً بأن هناك أميركيين وحيدين توّجا بأربع ذهبيات متتالية وهما ال اورتر في رمي القرص (من 1956 حتى 1968)، وكارل لويس في الوثب الطويل (من 1984 حتى 1996).
وفي معسكر الصين، سيحمل بطل المبارزة شينغ لي العلم خلال حفل الافتتاح، بحسب ما كشفت وسائل إعلام صينية عدة ومن بينها وكالة الصين الجديدة الرسمية «شينخوا».
وأصبح شينغ لي (32 عاماً) في 2012 أول صيني يُحرز ذهبية سلاح الشيش بفوزه في المباراة النهائية على المصري علاء الدين أبو القاسم 15-13.
واعتادت الصين على اعتماد لاعبي كرة السلة من أجل حمل العلم الأولمبي في الألعاب الصيفية باستثناء مشاركتيها الأوليين عامي 1932 (ألعاب قوى) و1936 (كرة القدم) قبل أن يتسلّم عمالقة الكرة البرتقالية المهمة في 1948 ثم منذ عام 1984 حين عادت الصين الى المشاركات الأولمبية وصولاً الى لندن 2012 حين اختارت لاعب الدوري الأميركي للمحترفين السابق جيانليان يي.
وتشارك الصين في ريو 2016 بأكبر بعثة في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، وذلك بهدف تعزيز حظوظها في إزاحة الولايات المتحدة عن العرش.
ويتضمّن الوفد الصيني إلى ألعاب ريو 411 رياضياً ورياضية. وهي تعوّل بشكل خاص على رياضات كرة الطاولة والبادمنتون والجمباز ورفع الأثقال والرماية والغطس من أجل حصد الذهب.

 بيليه مدعو لإيقاد الشعلة
أكد اسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه أنه لا يعرف ما إذا كان سيقبل الدعوة لإيقاد الشعلة الأولمبية في ملعب ماراكانا في حفل الافتتاح مؤكداً أنه يتعين عليه استشارة رعاته لكي يكون حراً في هذا اليوم.
وقال بيليه في تصريح لقناة «أو غلوبو»: «تلقيت العديد من الاتصالات بهذا الخصوص. الرئيس (اللجنة الأولمبية البرازيلية، كارلوس ارثر) نوزمان ورئيس اللجنة الاولمبية الدولية (توماس باخ) قاما بدعوتي شخصياً».
وأضاف «الملك»: «لدي عقدان وسأكون يومها مسافراً. اذا نجحت في إلغاء التزاماتي، أحب ان احظى بهذا الشرف. هل سأكون هنا لإيقاد الشعلة، لا يمكنني تأكيد ذلك الان».