بطولة أوروبا: ربع النهائي يَعٍد بتشويق أكبر مع ضيفة جديدة

بطولة أوروبا: ربع النهائي يَعٍد بتشويق أكبر مع ضيفة جديدة

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ٢٨ يونيو ٢٠١٦

ستبقى نهائيات بطولة اوروبا 2016 محفورة في ذهن الشعب الأيسلندي: منتخب كرة القدم في باكورة مشاركاته القارية يتخطى الدور الاول، ثم يقصي العملاقة إنكلترا ويضرب موعداً مع فرنسا المضيفة في ربع النهائي.
لا تبدو باقي المواجهات جاذبة جداً باستثناء مباراة العملاقين الألماني والإيطالي، فبعد خروج إسبانيا وإنكلترا وكرواتيا، ضربت بلجيكا موعداً مع ويلز والبرتغال مع بولندا.
بعد يومي راحة أمس واليوم، سيمتدّ ربع النهائي بين يوم غد الخميس والأحد المقبل.
لا يمكن اختصار المنتَخبات المتأهّلة بنجومها، لكن في الأولى يلتقي كريستيانو رونالدو البرتغال مع روبرت ليفاندوفسكي بولندا، وفي الثانية إدين هازار بلجيكا مع غاريث بايل ويلز.
وفي الثالثة، يقود الحارس العملاق جانلويجي بوفون إيطاليا أمام الألماني توماس مولر ورفاقه، فيما يتوعّد انطوان غريزمان منقذ فرنسا في الدور الثاني أمام أيرلندا، الضيف الأيسلندي الخارق ومهاجمه كولبين سيغثورسون.
يمتلك سيغثورسون، اللاعب رقم 9، وجهاً طفولياً، لكنه دمّر طموحات الإنكليز في نيس مساء الاثنين (2 - 1)، وتسبّب باستقالة مدرب «الأُسود الثلاثة» روي هوجسون بعد المباراة مباشرة.
قال مدافع أيسلندا كاري ارناسون: «لقد أذهلنا العالم»، إثر زلزال جديد ضرب بريطانيا بعد يومين على تصويت الخروج من الاتحاد الأوروبي.
لم يتوقع مدرب فرنسا ديدييه ديشان ان يواجه ايسلندا في ربع النهائي الاحد على ارض ملعب «استاد دو فرانس» في ضاحية سان دوني الباريسية.
لكن بعد صدمة الاثنين، لن يستهين لاعبوه بفريق الجزيرة الشمالية الصغيرة البالغ عدد سكانها 330 الف نسمة، خصوصاً بعد تخلفهم بهدف امام أيرلندا وانتظارهم لمحتين ماهرتين من غريزمان في غضون ثلاث دقائق لقلب النتيجة.
يقول المدافع الأيسلندي راغنار سيغوردسون صاحب هدف التعادل في الدقيقة السادسة من مباراة إنكلترا: «فرنسا؟ انتظر مواجهة فريق جيد، مشابه لإنكلترا ربما. لم تقدّم فرنسا بعد أفضل مستوياتها. يجب أن نهاجم أكثر».
نجاح ايسلندا الباهر يزيد من فداحة تصريحات البرتغالي رونالدو، الذي اعتبر بعد تعادله معها (1 – 1)، في الدور الأول أنها لا تجيد سوى الدفاع ووصف لاعبيها بأصحاب «العقلية الضيقة» الذين لن يحققوا شيئاً في البطولة ما فتح عليه نيران الانتقادات.
لكن رونالدو والبرتغال أبعدتهم القرعة عن أيسلندا و «شرها» في الأدوار الإقصائية، إذ تستعد البرتغال بعد تخطيها المفاجئ نوعاً ما لكرواتيا، لمواجهة بولندا التي بلغت ربع النهائي لأول مرة في تاريخها على حساب سويسرا بركلات الترجيح.

ألمانيا والعقدة الإيطالية
لم تبتسم البطولات الكبيرة أبداً لالمانيا في مواجهة إيطاليا، وهي تنوي حل هذه العقدة السبت في بوردو.
في كأس العالم، فاز الطليان (4 ـ 3)، في نصف نهائي العام 1970 في مباراة مشهودة، و(3 – 1)، في نهائي العام 1982 عندما أحرزت إيطاليا لقبها الثالث ثم (2 – صفر)، في نصف نهائي العام 2006 على الأراضي الألمانية في طريقها الى اللقب الرابع. وفي نصف نهائي النسخة الأخيرة من بطولة أوروبا فاز الطليان (2 ـ 1)، بهدفي ماريو بالوتيلي.
لم يسبق لألمانيا، بطلة العالم في العام 2014، أن تفوّقت على إيطاليا في بطولة كبيرة، وقد خسرت أمامها 15 مرة في مجمل مواجهاتهما في 33 مباراة وفازت ثماني مرات فقط.
إيطاليا المتّهمة دوماً بتقدّم لاعبيها في السن، خصوصاً خطها الخلفي مع الحارس جانلويجي بوفون (38 عاماً)، وثلاثي الدفاع المرعب جورجيو كييليني (31 عاماً)، واندريا بارزاغلي (35 عاماً)، وليوناردو بونوتشي (29 عاماً)، وضعت حداً لحقبة إسبانية ذهبية وأقصت حاملة اللقب بهدفي كييليني وغراتسيانو بيلي.
بعد توسيع عدد المشاركين إلى 24، شهد الدور الثاني مشاركة بعض الوجوه غير الاعتيادية على غرار بولندا وسويسرا وأيرلندا الشمالية والمجر وأيسلندا وجمهورية أيرلندا وسلوفاكيا، لكن بحال حققت المنتخبات الكبيرة انتصارات في ربع النهائي، قد يشهد المربع الأخير مواجهتين ناريتين بين ألمانيا وفرنسا أو إيطاليا وفرنسا وبلجيكا مع البرتغال.
يطمح رونالدو إلى مواصلة مفاجآت «سيليساو» وتسجيل هدفه التاسع في أربعة نهائيات ليعادل الرقم القياسي للفرنسي ميشال بلاتيني (سجلها كلها في 1984).
لكن مباراة مرسيليا غداً لن تبدو سهلة أمام بولندا الطامحة وصاحبة دفاع قوي إذ لم تهتزّ شباكها سوى مرة واحدة في أربع مباريات، ولو أن نجمها الأول روبرت ليفاندوفسكي لم يعرف بعد طريق الشباك.
أما ويلز، فتحلم بيوم جيد لهدافها ونجمها غاريث بايل الذي نقل موسمه الرائع مع «ريال مدريد» الإسباني الى المنتخب الويلزي طري العود في البطولة القارية، والذي تخطّى أيرلندا الشمالية بصعوبة في الدور الثاني بهدف عن طريق الخطأ.
لكن مشوار «التنانين» سيصطدم بـ «شياطين» بلجيكا صاحبة أفضل ترسانة على الورق والباحثة عن لعب جماعي يقودها الى لقب اول في البطولات الكبيرة.
الجمعة في ليل، سيحتشد البلجيكيون على مقربة من حدودهم، حيث احترف نجمهم الأول هازار لخمس سنوات مع الفريق الشمالي قبل انتقاله إلى «تشلسي» الإنكليزي.
تطمح بلجيكا بعرض هجومي ناري على غرار الفوز الكاسح على المجر (4 ـ صفر)، حيث أصبح رجال المدرب مارك فيلموتس أول من يسجل أربعة أهداف في مباراة واحدة في هذه النهائيات.