النسخة المئوية لبطولة «كوبا أميركا»..منافسة مفتوحة على اللقب والأرجنتين والبرازيل تحت الضغط

النسخة المئوية لبطولة «كوبا أميركا»..منافسة مفتوحة على اللقب والأرجنتين والبرازيل تحت الضغط

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٢ يونيو ٢٠١٦

تبلغ المنافسة ذروتها بين الغريمين التقليديين والجارين منتخبي الارجنتين والبرازيل في جميع المباريات والبطولات سواء منها الودية والرسمية، أو مشاركتهما في النسخة المئوية لبطولة «كوبا اميركا» لكرة القدم التي تستضيفها الولايات المتحدة ابتداء من فجر السبت المقبل الى 26 حزيران الحالي، ومشاركتهما لن تخرج عن هذا الاطار.
لكن المنافسة في النسخة المئوية للبطولة القارية لن تقتصر على الغريمين اللدودين بل ستمتد الى ثلاثة او اربعة منتخبات اخرى بالنظر الى تألقها اللافت في الآونة الاخيرة وتحديدا في التصفيات الاميركية الجنوبية المؤهلة الى «مونديال روسيا 2018»، في مقدمتها الاوروغواي حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب في «كوبا اميركا» (15 لقبا)، والتي تتصدر التصفيات مع الإكوادور (13 نقطة من 4 انتصارات وتعادل واحد وخسارة واحدة)، وتشيلي حاملة لقب النسخة الاخيرة وهي باكورة ألقابها في البطولة اضافة الى كولومبيا والباراغواي.
ويدخل عملاقا الكرة الاميركية الجنوبية والعالمية البطولة القارية تحت ضغوط كبيرة بسبب الفشل الذريع سواء في «كوبا اميركا» او نهائيات كأس العالم الاخيرة في البرازيل بالذات في العام 2014 حيث ودع منتخب «سيليساو» بخسارة مذلة امام ألمانيا (1 ـ 7)، في نصف النهائي، فيما اهدرت الارجنتين فرصة التتويج بلقب عالمي ثالث عندما خسرت امام الـ «مانشافت» (صفر ـ 1)، بعد التمديد في النهائي ومن ثم نهائي النسخة الاخيرة في «كوبا اميركا» بركلات الترجيح على يد تشيلي.
وتدرك الارجنتين والبرازيل جيدا ان الخطأ ممنوع عليهما في «كوبا اميركا» حيث تسعى الاولى الى وضع حد لقحط في الالقاب دام 23 عاما، وتمني الثانية النفس بتلميع صورتها وطمأنة جماهيرها في افق استعداداتها لحجز بطاقتها إلى «مونديال 2018» حيث ستسعى الى الظفر باللقب العالمي السادس.
وما يزيد في الطين بلة ان المنتخب الارجنتيني لم يذق طعم الالقاب منذ تتويجه بـ «كوبا اميركا» في العام 1993 في الإكوادور عندما ظفر بلقبه الـ14، وخسر نهائي نسخ الاعوام 2004 و2007 امام البرازيل بركلات الترجيح و(صفر ـ 3)، على التوالي و2015 امام تشيلي بركلات الترجيح، ونهائي «مونديال 2014» امام ألمانيا.
ويتساءل الارجنتينيون كثيرا عن عدم قدرة منتخب بلادهم على الظفر بالالقاب وصفوفه تضم افضل لاعب في العالم خمس مرات نجم «برشلونة» الإسباني ليونيل ميسي وسيرخيو اغويرو وغونزالو هيغواين وانخل دي ماريا وخافيير ماسكيرانو وخافيير باستوري وإزيكييل لافيتزي.
وتكتسي البطولة اهمية كبيرة بالنسبة للارجنتين وخصوصا نجمها ميسي الذي يسيل الكثير من المداد حوله قبل كل بطولة كبيرة، ويكثر النقاش حول المقارنة بينه وبين اسطورة الارجنتين دييغو ارماندو مارادونا ومن بينهما صاحب اكبر شعبية في البلاد.
صحيح ان ميسي الملقب بـ «البرغوث» ظفر بالعديد وجميع الألقاب الممكنة الفردية منها والجماعية مع فريقه «برشلونة» لكنه لم يحقق حتى الآن اي لقب مع «البيسيليستي» رغم خوضه ثلاث مباريات نهائية في «كوبا اميركا» (2007 و2015)، وفي كأس العالم (2014)، ولو انه قاده الى ذهبية دورة الألعاب الاولمبية العام 2008 في بكين.
ووقع المنتخب الارجنتيني ضمن المجموعة الرابعة الى جانب تشيلي التي حرمته من لقب النسخة الماضية في العام 2015 وستكون المواجهة الاولى لميسي ورفاقه ضد حاملي اللقب قبل مواجهة بنما وبوليفيا.
ولن تكون تشيلي التي ظفرت باللقب الاول في تاريخها في البطولة بعد فشل اربع مرات في المباراة النهائية، خصما سهلا ولن تتنازل عن اللقب بسهولة في ظل احتفاظها بالتشكيلة نفسها التي قادتها الى المجد القاري العام الفائت.
الاختلاف الوحيد في تشيلي هو غياب مدربها الارجنتيني خورخي سامباولي الذي ترك منصبه، بيد ان الاتحاد المحلي ابقى على الادارة الفنية الارجنتينية وعين مواطنه خوان انطونيو بيتزي.
وتعج التشكيلة التشيلية ايضا بالنجوم في مقدمتها نجم «بايرن ميونيخ» الالماني ارتورو فيدال ومهاجم «ارسنال» الإنكليزي اليكسيس سانشيز وحارس مرمى «برشلونة» كلاوديو برافو.
وتعتبر مهمة البرازيل بطلة العالم مرات ومرات والساعية الى اللقب القاري التاسع في تاريخها، سهلة نسبيا في الدور الاول حيث اوقعتها القرعة ضمن المجموعة الثانية الى جانب الإكوادور وهايتي والبيرو.
وتخوض البرازيل حاملة اللقب ثماني مرات في 19 نهائيا، العرس القاري في غياب نجمها و «برشلونة» الإسباني نيمار بعدما قرر النادي الكاتالوني السماح له بالمشاركة فقط في الالعاب الاولمبية التي تستضيفها ريو دي جانيرو من الخامس الى 21 آب حيث تعول البرازيل عليه كثيرا لاحراز الذهبية للمرة الاولى في تاريخها.
وتضم التشكيلة عددا لا بأس به من اللاعبين المعروفين الذين شاركوا في «مونديال 2014» في البرازيل ويلعبون في الاندية الاوروبية العريقة ومنها «برشلونة» و «ريال مدريد» و «اتلتيكو مدريد» (إسبانيا)، و «باريس سان جرمان» و «موناكو» (فرنسا)، و «ليفربول» و «تشلسي» (إنكلترا)، و «بايرن ميونيخ» و «فولسبورغ» (المانيا).
وكانت البرازيل خرجت من ربع نهائي النسخة السابقة لـ «كوبا اميركا» العام الماضي (2015) على يد تشيلي المضيفة.
وتبدأ البرازيل التي استضافت البطولة اربع مرات (1919 و1922 و1949 و1989، وستكون الخامسة في 2019)، حملة اللقب التاسع في الخامس من حزيران في مواجهة الإكوادور التي لم يسبق لها ان احرزت اللقب، وافضل نتيجة لها المركز الرابع على ارضها في العامين 1959 و1993.
وتهدف الإكوادور التي نظمت البطولة ثلاث مرات (الاعوام 1947 و1959 و1993)، بقيادة المدرب الارجنتيني غوستافو كوينتيروس (بدأ مهمته في كانون الثاني العام 2015)، الى تخطي الدور الاول وتحقيق نتيجة افضل من النسخة السابقة حيث حلت ثالثة ضمن المجموعة الاولى خلف تشيلي وبوليفيا، ولم تحقق سوى فوز واحد على المكسيك (1 ـ صفر)، وخرجتا معا من المنافسات.
ويبدو المنتخب الاوروغوياني مرشحا فوق العادة لتصدر المجموعة الثالثة التي ضمته الى جانب فنزويلا والمكسيك وجامايكا، في سعيه الى استعادة اللقب القاري وتعزيز رقمه القياسي من حيث عدد الالقاب (15 آخرها في العام 2011).
وستكون الاوروغواي اكثر المنتخبات الطامحة لاحراز لقب النسخة المئوية لانها «الاكثر احقية» في الاحتفال كونها المنتخب الاول الذي رفع كأس البطولة بصيغتها القديمة، بطولة اميركا الجنوبية، في العام 1916 حين تصدرت مجموعة البطولة امام المنتخبات الثلاثة الاخرى المشاركة وهي الارجنتين والبرازيل وتشيلي.
ويعول مدربها اوسكار تاباريز على مجموعة كبيرة من النجوم المحترفين في اوروبا وعلى رأسهم العائد لويس سواريز وإدينسون كافاني ودييغو غودين.
لكن قد يضطر «لا سيليستي» الى خوض الدور الاول او مباراة او اثنتين منه دون سواريز لان مهاجم «برشلونة» الإسباني يعاني من اصابة تعرض لها ضد «إشبيلية» في نهائي كأس إسبانيا.
صحيح ان الجارة الباراغواي احرزت لقب «كوبا اميركا» مرتين، لكنها لم تتذوق طعم النجاح منذ العام 1979.
كانت قريبة في النسخ الماضية، لكنها حلت ثانية في العام 2011 امام الاوروغواي (صفر - 3)، وحلت رابعة في «تشيلي 2015»، وذلك بعد بلوغها ربع النهائي ست مرات بين العامين 1991 و2007.
توجت «البيروخا» مرتين، الاولى بنظام البطولة القديم في العام 1953 في البيرو، ثم في العام 1979 على حساب تشيلي.
يعول المدرب الارجنتيني رامون دياز على مجموعة من المحليين والمحترفين في المكسيك، بالاضافة الى المهاجمين المخضرمين روكي سانتا كروز (ملقة الإسباني)، ونلسون فالديز (سياتل سوندرز الاميركي)، والمدافع باولو دا سيلفا (تولوكا المكسيكي)، لكنه لم يستدع المخضرم لوكاس باريوس (31 عاما)، مهاجم «بالميراس» البرازيلي الذي سجل هدفين في النسخة الاخيرة.
تحتل الباراغواي مركزا سابعا مخيبا في تصفيات «مونديال روسيا 2018» في اميركا الجنوبية، اذ لم تفز سوى مرتين في ست مباريات.
وتعول كولومبيا على نجم «ريال مدريد» الإسباني خاميس رودريغز وتألقها اللافت في «مونديال 2014» لتكرار انجاز النسخة الاخيرة على الاقل عندما بلغت ربع النهائي.