ميلانو على موعد مع نهائي إسباني خاص لدوري أبطال أوروبا … ديربي مدريد.. واجهة القارة وأحلام البداية لزيزو والأتلتي

ميلانو على موعد مع نهائي إسباني خاص لدوري أبطال أوروبا … ديربي مدريد.. واجهة القارة وأحلام البداية لزيزو والأتلتي

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٢٦ مايو ٢٠١٦

خالد عرنوس

يختتم فريقا العاصمة الإسبانية مدريد (الريال وأتلتيكو) الموسم الأوروبي 2015/2016 على مستوى الأندية بخوضهما نهائي دوري أبطال أوروبا وهي المرة الثانية التي يتقابل فيها الفريقان للتتويج بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين بعد نهائي 2014 الذي شهد عودة الفريق الملكي إلى منصة الألقاب في البطولة القارية الأمجد بعد غياب 12 عاماً ليرفع يومها لاعبو المدرب أنشيلوتي ألقاب الميرينغي إلى 10 معززين صدارتهم التاريخية للبطولة، ويطمح المدرب زيدان لتسجيل أول إنجازاته في حين يتطلع سيميوني إلى الثأر من خسارة لشبونة ومنح الروخي بلانكوس أول ألقابهم في البطولة.
المباراة يستضيفها ملعب سان سيرو في ميلانو بإيطاليا وتنطلق بصافرة الحكم الإنكليزي مارك غليتنبيرغ عند الساعة 9.45 دقيقة بتوقيت دمشق من مساء السبت، كيف وصل الفريقان إلى النهائي المنتظر؟ وما حظوظهما باللقب؟.. وما أهم ملامح النهائي؟.. نتابع في السطور التالية.

سيطرة إسبانية
لا شك أن وصول ناديي الريال وأتلتيكو مدريد إلى النهائي يعبر عن سيطرة أندية الليغا على البطولات الأوروبية وخاصة عقب تتويج إشبيلية بكأس اليوروباليغ للمرة الثالثة على التوالي في الأسبوع الماضي، معززاً الأرقام الإسبانية على صعيد البطولتين القاريتين بعدما ارتفع عدد ألقابها إلى 25 لقباً، وبالعودة إلى دوري الأبطال نجد أن الإسبان فازوا بستة ألقاب في المواسم العشرة الأخيرة وهاهما فريقا العاصمة يبقيان اللقب حكراً على الإسبان عاماً ثالثاً على التوالي، وكان الريال فاز على أتلتيكو في نهائي 2014 بنتيجة بلغت 4/1 بعد وقتين إضافيين عقب التعادل 1/1، قبل أن يتوج البرشا بلقب الموسم الماضي على حساب يوفنتوس 3/1.
وكانت خمسة أندية إسبانية دخلت نسخة الموسم المنصرم ونجح فالنسيا بتخطي الدور التمهيدي ليكون الخماسي كاملاً في دوري المجموعات وهناك أخفق فريق الخفافيش وقلده إشبيلية فحلا بالمركز الثالث في مجموعتيهما، وواصل الريال وأتلتيكو وبرشلونة الرحلة قبل أن توقع القرعة الأخيرين في مواجهة بعضهما ليسقط الكاتالوني ويفقد لقبه وتابع قطبا العاصمة طريقهما فتجاوزا في شبه النهائي كلاً من بايرن ميونيخ ومان سيتي ليسجلا النهائي الخامس لفريقين من بلد واحد.

المشهد السابع
وكان فريقا الريال وفالنسيا قد افتتحا هذا السيناريو في نهائي عام 2000 ويومها فاز الريال 3/صفر، ثم التقى زعيما إيطاليا (يوفنتوس وميلان) في نهائي 2003 وانتهى ميلانياً بركلات الترجيح 3/2 بعد التعادل السلبي، وفاز البايرن على مواطنه دورتموند 2/1 في نهائي 2013، وأخيراً فاز الريال على الأتلتي في 2014.
ويعتبر لقاء الفريقين هو النهائي السابع الذي شهدته البطولة لأكثر من مرة، وقد بدأت الحكاية في الخمسينيات عندما لعب الريال مع ريمس الفرنسي عامي 1956 و1958 وفاز الملكي بهما 4/3 و2/صفر، وفي عام 1990 التقى ميلان وبنفيكا للمرة الثانية بعد نهائي 1963 وكان الفوز حليف النييرازوري فيهما 2/1 و1/صفر، وفي عام 1995 تواجه أياكس مع ميلان وفاز أياكس بهدف، وسبق لميلان الفوز عام 1969 4/1، وفي عام 1996 التقى يوفنتوس وأياكس وانتهى اللقاء للأول بركلات الترجيح 4/2 بعد التعادل 1/1 وكان أياكس فاز بالنهائي الأول 1973 بهدف.
وفي الألفية الجديدة تقابل ميلان وليفربول مرتين في عامي 2005 و2007 ففاز الثاني بلقب 2005 بعد موقعة استنبول الشهيرة 4/3 بالترجيح بعد التعادل 3/3، وعلى المنوال ذاته التقى برشلونة مع مانشستر يونايتد عامي 2009 و2011 وفاز البلوغرانا فيهما 2/صفر و3/1، وهاهما فريقا مدريد يكرران المشهد للمرة الثامنة.

تاريخ وحاضر
انطلق ديربي مدريد مع بدايات انطلاق الليغا فتواجه الفريقان 212 مرة في كل المسابقات ففاز الريال بـ107 مقابل 54 مرة للأتلتي و51 تعادلاً والأهداف 355 مقابل 271 وسبق لهما خوض 4 مواجهات في دوري الأبطال ففاز الريال في نهائي 2014 وفي موسم 1958/1959 تقابلا في نصف النهائي ففاز الريال ذهاباً 2/1 وأتلتيكو إياباً 1/صفر وفي مباراة فاصلة جدد الملكي فوزه 2/1.
وعرفت مباريات الفريقين سيطرة ملكية في العقدين الأخيرين حتى إن الأتلتي لم يعرف الفوز طوال 14 عاماً ما بين 1999 و2013 وخاضا خلالهما 25 مباراة، ويشاء القدر أن ينهي الروخي بلانكو هذه السلسلة في نهائي كأس الملك الذي شهد عودته إلى منصات التتويج المحلية بعد غياب 17 عاماً، ومنذ ذلك الفوز انقلبت الأوضاع لمصلحته من خلال فوزه بـ7 مباريات من أصل 16 مقابل 4 هزائم و5 تعادلات، الرقم الأهم أنه لم يخسر أمام الريال بالليغا.

على أرض الملعب
بعيداً عن الأرقام والتاريخ نجد أن كفة الفريقين متساوية في النهائي المنتظر على الرغم من وجود الأسماء الكبيرة في صفوف الميرينغي، وخاصة نذكر أصحاب الخبرة في المسابقة أمثال بيبي وراموس وبنزيمة ومارسيللو وتوني كروس، ورونالدو صاحب الباع الأطول في هز الشباك وقد عزز أرقامه القياسية بمواصلته تسجيل أرقام خيالية هذا الموسم (16 هدفاً في 12 مباراة) رافعاً رصيده 74 هدفا بقميص الريال و93 هدفاً في 126 بالمجمل في الشامبيونزليغ وإلى جانب هؤلاء هناك جيمس رودريغيز وغاريث بيل ومودريتش وبعض الوجوه الشابة أمثال إيسكو وناتشو وكارباخال وخيسي ودانيللو، ووجود كل هؤلاء يجعل أنصار الملكي يتطلعون بأريحية كبيرة إلى اللقب الحادي عشر في البطولة.
بالمقابل لا يمكن الاستهانة بما يملكه الأتلتي من لاعبين أثبت معظمهم تألقه في المواسم الأخيرة ولاسيما في الموسم الحالي فما قدمه لاعبو سيميوني أجبر الجميع على رفع القبعة، ونخص بالذكر غريزمان وكوكي وغودين وفيليبي لويس والقائد غابي وخوان فران وتياغو منديز والحارس المتألق أوبلاك والعائد المخضرم توريس والوجوه الجديدة نيغويز وكاراسكو وأنخيل كوريا وسافيتش وإن كان معظم هؤلاء لم يكونوا حاضرين في نهائي 2014.

أفكار مترجمة
هذا على صعيد اللاعبين أما المواجهة الذهنية بين المدربين فهي حكاية أخرى ولا يمكن التكهن بما يفكر فيه زيدان وسيميوني، فالفريقان أظهرا شكلاً جديداً في عهديهما وإن كانت خبرة الأرجنتيني أرجح في هذا المجال بعدما أعاد الروح إلى الأتلتي منذ عودته مدرباً وهو الذي سبق له ارتداء قميص الروخي بلانكو لاعباً فتوج بطلاً لليوروباليغ وللدوري الإسباني ولكأس الملك ولكأسي السوبر المحلية والقارية ويبحث عن اللقب الناقص المتمثل بدوري الأبطال.
على الضفة الأخرى قدم زيدان صورة اقتربت من المثالية للريال خلال الفترة الوجيزة التي قاده فيها مدرباً علماً أنه كان لاعباً فيه بدوره، واستطاع زيزو في 26 مباراة تقديم نفسه كمدرب واعد بتسجيله نتائج باهرة ولديه الأدوات اللازمة لتسطير اسمه في قائمة المدربين أصحاب الإنجازات، وإذا كان الريال خسر الليغا قبل وصول زيدان نظرياً فإن الفرصة متاحة أمام الأسطورة الفرنسية لتسجيل اسمه بين الذين نالوا اللقب الأوروبي لاعباً ومدرباً.
المباراة على خط الملعب لن تقل إثارة عن داخله فالفلسفة الهجومية الخاطفة للريال يقابلها خليط بين متعة الهجوم الإسباني وصلابة الدفاع الإيطالي كما وصف لاعب أتلتيكو (سافيتش) طريقة لعب مدربه، وكان المدربان تواجها في إياب الليغا ففاز الأتلتي بهدف.

الطريق إلى ميلانو
خاض كل من الفريقين 12 مباراة في طريقهما إلى النهائي ففاز الريال بـ9 وتعادل مرتين وخسر بواحدة وسجل لاعبوه 29 هدفاً واهتزت شباكه 5 مرات فقط وتخطى كل من سان جيرمان ومالمو وشاختار وروما وفولفسبورغ (الوحيد الذي فاز على الريال) ومان سيتي، وبالنظر إلى خصوم أتلتيكو نجد أنه مر بطريق أصعب فقد فاز بـ6 مباريات وخسر 3 وتعادل بـ3 مباريات، ويسجل له أنه تخطى إيندهوفن وبرشلونة وبايرن ميونيخ في أدوار الإقصاء بعد صدارته لمجموعته التي ضمت بنفيكا وغلطة سراي وأستانة أما الأهداف فكانت 16/7.

اللقب الحادي عشر
سيكون ملعب سان سيرو شاهداً على اللقب السادس عشر في تاريخ الأندية الإسبانية المتصدرة أصلاً للمتوجين باللقب وهو اللقب الحادي عشر للعاصمة، فهل نشهد اللقب الأول للأتلتي الذي يخوض النهائي الثالث في تاريخه؟.. أم إن اللقب الحادي عشر في (14 نهائياً) سينتقل إلى خزائن برنابيه وتتويج أول لزيزو؟.. التكهن بالنتيجة صعب جداً وربما انقادت المباراة إلى وقتين إضافيين كما في 2014 وقد تصل إلى ركلات الحظ، إلا أنه من المؤكد سنتابع مباراة متميزة ومملوءة بالفنيات والمهارات وقليل من بهارات الديربي الأخرى.