كلمة حق..بقلم: ناصر نجار

كلمة حق..بقلم: ناصر نجار

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ١٢ مايو ٢٠١٦

الشارع الكروي مشغول بالمنتخب الوطني ومدربه، وبات هذا الأمر أهم من طعامه وشرابه، ومنذ فترة ليست بالقريبة يواجه اتحاد كرة القدم هجوماً شرساً من هذه الجماهير لأن الاتحاد كما يعتقد الجمهور لم يلب تطلعاته.
ونحن إزاء ذلك لا بد من إيضاح العديد من المسائل الضرورية التي تبين الحق بشكل واضح وتضع الأمور في نصابها.
أولاً: اتحاد كرة القدم لا يملك أي صلاحية لاستقدام مدرب يلبي تطلعات الجمهور لأن النظام الداخلي للاتحاد الرياضي لا يبيح له ذلك، فالسقف الموضوع للمدرب لا يتجاوز المئتي ألف ليرة سورية، ولا مجال للدفع بالعملة الصعبة، لذلك فالخيارات هي محلية بامتياز وتبدأ من فجر إبراهيم وأيمن الحكيم ومهند الفقير وغيرهم من المدربين العاملين داخل وطننا الحبيب.
ثانياً: القضية لا تتعلق بالمدرب ونوعيته فقط، فقضية تطوير المنتخب الوطني تحتاج للكثير من الأمور الأخرى، منها ما هو فكري وتنظيمي ونفسي وإداري، وقد تكون هذه في المقام الأول قبل البحث عن الأمور الفنية.
ثالثاً: وصولنا إلى هذه المرحلة المتقدمة من التصفيات لا تعني أننا صرنا على أعتاب روسيا، فالمرحلة القادمة أصعب بكثير من المرحلة السابقة، وكل مباراة تعادل بطولة بحد ذاتها، وتحتاج إلى فكر احترافي من الصعب الوصول إليه بزمن وجيز. ، لذلك علينا العمل بواقعية، والأهم اليوم أن نفكر بمونديال 2022، وأن نخطط له عبر برنامج طويل المدى.
رابعاً: يتحمل اتحاد كرة القدم المسؤولية بشأن المدرب في اتجاهين، أولهما أنه لم يحسب لما بعد فترة فجر أي حساب، والمفترض أن يبحث الاتحاد عن مدرب بديل قبل فترة كافية وربما كانت منذ إعادة انتخابه، وثانيهما: أنه تسرع بتسريح فجر ولم يقدم له الوداع اللائق، والأهم من ذلك أنه أعلى السقف بالحديث عن مورينيو في مزحة ثقيلة الدم! وهو يعرف العير والنفير.
آخر المطاف.. علينا أن نعمل بصدق وجد واجتهاد، ومن الضروري أن نكون واقعيين وأن نتعامل مع المرحلة القادمة بعقل لا بعاطفة، وأن نكون شفافين بتواصلنا مع الجمهور، ومن الضروري العمل وفق أجندة واضحة وصريحة تضمن تطور كرتنا في السنوات المقبلة حتى لا نقع بمثل هذا المأزق.