صندوق الاقتراع يحدّد اليوم في زوريخ مَن هو الرئيس التاسع للـ«فيفا»؟

صندوق الاقتراع يحدّد اليوم في زوريخ مَن هو الرئيس التاسع للـ«فيفا»؟

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ٢٦ فبراير ٢٠١٦

بحلول السابعة مساء اليوم، سيتم إعلان اسم الرئيس التاسع لـ«الاتحاد الدولي لكرة القدم ـ فيفا»، بعد انتهاء العملية الانتخابية في زوريخ، إن لم تحصل مفاجآت تنهي الانتخابات في وقت أقصر عبر فوز أحد المرشحين من الجولة الأولى، وهو أمر مستبعَد، لكنه غير مستحيل.
ومما لا شك فيه، فإن هذه الانتخابات ستكون الأكثر صعوبة في تاريخ الـ «فيفا»، نظراً لتوزع التحالفات في اتجاهات متعددة، وتجري في ظروف استثنائية على خلفية «زلزال الفساد» الذي ضرب المنظمة الأهم في العالم منذ 27 ايار 2015، وأطاح برؤوس كبيرة كان في مقدمها الرئيس السابق السويسري جوزيف بلاتر ورئيس «الاتحاد الأوروبي» الفرنسي ميشال بلاتيني اللذان أوقفا لمدة سنوات، ومن ثم حظيا أمس الأول بتخفيض عقوبة كل منهما إلى سنتين من لجنة الاستئناف.
حتى الآن، مايزال المرشحون الخمسة داخل السباق، رغم التفاوت المعلن لحظوظهم، حيث تظهر التوقعات والإحصاءات أن المنافسة ستنحصر فقط بين رئيس «الاتحاد الآسيوي» الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة والأمين العام لـ «الاتحاد الأوروبي» السويسري جياني إنفانتينو، على حساب الثلاثة الآخرين، نائب الرئيس السابق للـ«فيفا» رئيس «اتحاد غرب آسيا» و«الاتحاد الأردني» الأمير علي بن الحسين والفرنسي جيروم شامباني والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، مع توقع انسحاب شامباني وسكسويل قبل بدء العملية الانتخابية.

موازين القوى
تفيد المعلومات الواردة من زيوريخ، أن اتصالات المرشحين وماكيناتهم الانتخابية مع ممثلي الاتحادات الوطنية الـ 207 تتواصل بشكل تصاعدي، وتستمرّ يومياً حتى الفجر، وإذا تمّ الاعتماد على ما يُعلنه ممثلو هذه الاتحادات، فإن أياً من المرشحين الرئيسيين، الشيخ سلمان وإنفانتينو، يعتبر نفسه فائزاً بفارق كبير، وربما من الجولة الأولى، إلا أن القواعد المعتمدة في الانتخابات لا تأخذ ذلك كمعيار أساسي، لتشعّبها في اتجاهات عدة، وخصوصاً في هذه المرحلة بالذات، التي تشهد تدخلات سياسية وقضائية (إف بي آي)، ومالية و «شيطانية» وخلافها، من دون أن ننسى ما يروّجه بعض الأوروبيين تحديداً حول منع وصول «عربي مسلم» إلى سدّة الرئاسة، إلى الاتهامات التي تروَّج ضد الشيخ سلمان حول مشاركته بقمع تظاهرات البحرين، وكذلك حملة عضو «مجلس العموم البريطاني» داميان كولينز الذي اتهم فيها الشيخ سلمان بدفع رشى خلال مواجهته القطري محمد بن همام في انتخابات رئاسة «الاتحاد الآسيوي» في العام 2009، وهو ما نفاه الشيخ سلمان بالمطلق (...).

سلمان مرتاح جداً
معسكر الشيخ سلمان، المعتمد بشكل أساسي على دعم الشيخ الكويتي أحمد الفهد الأحــــمد الجابر الصباح الذي يتولى مناصب قارية وعالمية مهمة مـــنها رئيس «المجلس الأولمبي الآسيوي»، رئيس الـ«أكنو»، عضو اللجنة التنفــــيذية» في الـ«فيفا»، وكذلك إلى دعم الاتحادين الآسيوي والأفريقي، يبدو مرتاحاً جداً لدرجة أن ماكينته تتوقع فوزه في الجولة الثانية بفارق 7 إلى 20 صوتاً.

إنفانتينو لقرع الأجراس
في المقابل، فإن معسكر «صهر لبنان» إنفانتينو المدعوم بشكل كلي من «الاتحاد الأوروبي»، ومن «اتحاد أميركا الجنوبية»، وبدرجة أقل من الـ «كونكاكاف»، و«أوقيانيا»، مع نحو 20 صوتاً من أفريقيا وبعض أصوات آسيا، يعتبر أن أجراس النصر ستُقرع غداً لصاحب «القرعة الشهيرة» على عرش الـ «فيفا»، مع عدم استبعاد تحقيق ذلك من الجولة الأولى بخلاف التوقعات كلها.
ويعتمد معسكر إنفانتينو ايضاً على دعم دول الـ «كومنولث» التابعة للتاج البريطاني وعددها 15، وكذلك على الدول الـ «فرنكوفونية» المحسوبة على فرنسا وعددها 50 ومن بينها 18 أفريقية، علماً أن بريطانيا هي من أشد المعارضين للشيخ سلمان.
حسابات الحقل والبيدر
على قاعدة «حسابات الحقل لا تتطابق مع حسابات البيدر»، فإن كل الاحتمالات مفتوحة اليوم، ومنـــها أيضاً حدوث أمر قــــضائي مفاجـــئ قد يقلب الطـــاولة رأساً على عقب، إلا إذا مرّ فجــر اليوم من دون حدوث ذلك.
ففي مقابل ارتياح الشيخ سلمان ومعسكره للفوز، فإن معلومات من معسكر إنفانتينو (المتكتم عن إعلان أي أرقام لأصواته)، تشير إلى حصد ما بين 125 صوتاً إلى 145، موزعة كالتالي:
ـ 54 صوتاً من أصل 54 في أوروبا.
ـ 25 صوتاً من 54 في أفريقيا.
ـ 20 من 44 في آسيا.
ـ 10 من 10 في أميركا الجنوبية.
ـ 30 من 35 في الـ«كونكاكاف».
ـ 8 من 11 في أوقيانيا.
والاحتمال الأضعف لإنفانتينو هو الحصول على 125 صوتاً في الجولة الأولى، أما الاحتمال الأكبر فهو الفوز في الجولة الأولى بأكثر من نسبة الثلثين المطلوبة (137 صوتاً).
فمع مَن ستتطابق حسابات «صندوق الاقتراع»، مع حسابات حقل وبيدر الشيخ سلمان، أم مع حسابات حقل وبيدر إنفانتينو؟
«لغز» الأمير علي
حتى الساعة، ما يزال «لغز» الأمير علي يحيّر جميع المراقبين، وسط تكتّم شديد من معسكره، فماذا يخبئ، وماذا سيكون موقفه، وما هي حظوظه، هل يستمر أم ينسحب، أسئلة لا تلقى أي إجابات؟ وحده الأمير علي سيجيب عن ذلك، فلننتطر.

طريقة التصويت
يشارك في التصويت اليوم، 207 اتحادات وطنية من أصل 210، وتملك افريقيا اكبر عدد من الاصوات (54 صوتا)، امام اوروبا (53 صوتا، جبل طارق غير معترف بها من الفيفا)، وآسيا (46 صوتا)، يحق لـ44 فقط بالتصويت بسبب ايقاف الكويت واندونيسيا، الـ«كونكاكاف» (35 صوتا)، اوقيانيا (11 صوتا)، ثم اميركا الجنوبية (10 اصوات).
إذا لم يحرز أي مرشح نسبة الثلثين المطلوبة للفوز في الجولة الأولى (137 صوتاً)، على الأقل، يخرج من السباق بعد الجولة الاولى من التصويت المرشح الذي يحصل على العدد الاقل من الاصوات.
وفي الجولة الثانية، يفوز من يحرز نسبة النصف زائدا واحدا على الأقل، أي 104 أصوات.
الرؤساء السابقون: 7 أوروبيين وبرازيلي واحد
توالى على رئاسة الـ «فيفا» منذ العام 1904 وحتى الآن، ثمانية رؤساء، سبعة منهم من أوروبا مقابل برازيلي وحيد.
ووحدها إنكلترا، حظيت بثلاثة رؤساء، مقابل اثنين لفرنسا، وواحد لكل من بلجيكا و سويسرا والبرازيل.
ويعتبر الفرنسي جول ريميه صاحب أطول فترة في سدة الرئاسة بـ33 سنة، يليه البرازيلي جواو هافيلانج (24 سنة)، فالسويسري جوزيف بلاتر (17 سنة)، ثم الإنكليزي ستانلي راوس (13)، اما صاحب اقصر ولاية فكان البلجيكي وليام سيلدرييرز (سنة واحدة بسبب وفاته).
وهنا اللائحة الكاملة:
ـ 1904 / 1906: الفرنسي روبير غيران.
ـ 1906 /1918: الانكليزي دانيال وولفول.
ـ1921 / 1954: الفرنسي جول ريميه.
ـ 1954 /1955: البلجيكي وليام سيلدرييرز.
ـ 1955 /1961: الانكليزي ارثر دروري.
ـ1961 /1974: الانكليزي ستانلي راوس.
ـ / 1998: البرازيلي جواو هافيلانج.
ـ 1998 وحتى 2 حزيران 2015: السويسري جوزيف بلاتر.
ويرأس الـ «فيفا» حالياً الكاميروني عيسى حياتي بالإنابة، بانتـظار الرئيس العتيد اليوم