هل ما يحدث في كرتنا ثورة أم زوبعة في فنجان؟ … القيادة الرياضية على المحك والقرار من صلب اختصاصها

هل ما يحدث في كرتنا ثورة أم زوبعة في فنجان؟ … القيادة الرياضية على المحك والقرار من صلب اختصاصها

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٧ فبراير ٢٠١٦

ناصر النجار

فجر اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام قنبلة في احتفالية لجنة الصحفيين الرياضيين عندما أعلن عزمه إقالة اتحاد كرة القدم لسوء الأداء، وتبع هذا التصريح الساخن اجتماعان واحد مع اتحاد كرة القدم وآخر مع الزملاء الصحفيين مساء الثلاثاء الماضي مؤكداً عزمه على ذلك، وينتظر الضوء الأخضر لاتخاذ القرار المناسب.
اعتبر بعض المتابعين أن إقالة اتحاد الكرة بالكامل فيه شيء من الظلم وخصوصاً أن نصفه من الأعضاء الجدد الذين لم يأخذوا فرصتهم ولا ذنب لهم في ما يحدث لكرتنا، وخصوصاً في إخفاقات المنتخبات الوطنية، وهو أمر حق.
فما السبيل للوصول إلى الحل السليم؟

انتقاء
الحل يكمن في انتقاء الأعضاء الذين أثبتوا عدم قدرتهم على القيادة وفشلهم في المهام الموكلة إليهم، والقضية لا تحتاج إلى دليل أو برهان، فكل شيء في كرة القدم شاهد وبرهان على ما نقول من المسابقات إلى النشاطات إلى نتائج المنتخبات الوطنية، والحالة بلغت الإجماع والتواتر، فكل وسائل الإعلام تحدثت عن ضرورة التغيير، والشارع الرياضي الكروي غاضب من تصرفات اتحاد كرة القدم وتعامله مع كرة القدم باللامبالاة والعشوائية.
أول الأشخاص الذين يجب أن يقدموا استقالتهم رئيس الاتحاد لأنه المعني الأول بالنجاح والفشل، ولأنه سبق له أن تعهد بعدم ترشحه للانتخابات إن أخفق منتخبان، ولأنه لا يتابع مهامه على الشكل المطلوب ويترك الحبل على غاربه، ولأنه أحد أقطاب الصراع في الاتحاد من دون وجه حق.
ثاني الأعضاء: غزوان مرعي وهو طبيب محترم، من أشهر الأطباء، وله مكانته الطبية والعلمية، لكن مكانه ليس في كرة القدم، ووجوده يضر بكرة القدم، ويضر به كطبيب، والدورة الماضية لم يقدم أي إضافة لكرة القدم، وكان عالة على الاتحاد، ونعتقد أنه استولى على حق غيره.
ثالث الأعضاء: يوسف شقا، موظف محترم في التربية، غير متفرغ لكرة القدم، وتفرغه للتربية أجدى وأنفع من بقائه في اتحاد كرة القدم.
رابع الأعضاء: محمد كوسا، وهو من الجدد، لكنه كان في الدورة الماضية مسؤولاً عن التحكيم، وعمله في الدورة الماضية بان وظهر، وقد أوصلنا إلى تحكيم متهالك، هش، ضعيف، غير مقبول خارجياً بدرجة أن حكامنا لا يقودون البطولات الآسيوية الخاصة بالأندية والمنتخبات الأولى، ويقودون بعض المباريات من النخب الثاني، أما على الصعيد المحلي، فإن الأخطاء التحكيمية الفادحة والفاضحة في مباريات الدوري لم تعد خافية على أحد وباتت سمة الدوري وأحد رموزه وصفاته.
اختيار الكوسا ليتزعم العملية التحكيمية مرة أخرى أمر مثير للاستغراب وخصوصاً أن مجموعته ليست الأفضل، بل إن أكثر أعضاء لجنته أقل كفاءة ومستوى فنياً وعلمياً، والنقاد يرسمون إشارات استفهام عريضة على هؤلاء؟
عصا الفيفا

ليس هناك من طريقة إلا باستقالة من يريد الاستقالة أو يطلب منه، وأعتقد أن التوصيف الذي وضعناه طبيعي ومنطقي ويوافقنا عليه الكثير من النقاد والمحللين والمتابعين، ونأمل من الأعضاء الأربعة تقديم استقالتهم في الوقت العاجل.
من جهة أخرى فإن الاستقواء بالخارج أمر نستبعده لأنه صعب في هذا الزمن ولا يصب في مصلحة من يلوح به، لأنه عمل غير وطني بالتأكيد، وعصا الفيفا الذي يحاول البعض التلويح بها لا يمكن رفعها بوجه كرتنا إلا بوجود شكوى رسمية من أحد الأعضاء المستقيلين مرفقة بالوثائق، وهذا أمر كما قلنا نستبعده، وسبق أن تمت إقالة اتحاد سابق يرأسه العميد فاروق بوظو (رغم كونه في مطبخ القرار بالفيفا)، وكذلك اتحاد يرأسه الدكتور أحمد الجبان واتحاد يرأسه فاروق سرية، والأخيران قريبان جداً من عهدنا والجميع يتذكرهما لأنهما مرا بأحداث دراماتيكية كثيرة.
أعتقد أن العمل الوطني اليوم هو أن يبادر من يجد نفسه لم يخدم كرة القدم ولن يكون قادراً على خدمتها بالاستقالة من تلقاء ذاته، بعيداً عن المصالح الخاصة، أو ضغوط الشلل والمحسوبيات.

ثورة أم زوبعة؟
إذا كان ما يقوم به المكتب التنفيذي من إجراءات لتقويم اعوجاج الرياضة فنحن معه، أما إذا كان ما يقوم به عبارة عن زوبعة لتهدئة الشارع الرياضي ووسائل الإعلام فنحن ضد هذه الإجراءات التي لن تصب بمصلحة الرياضة.
ونحن نحلم فعلا بحالة ثورية تشمل كل مفاصل الرياضة فتبعد المستفيدين والمتنفذين عن مواقعهم الرياضية وتبقي على المخلصين، ونتمنى استقطاب الكثير من المظلومين الذين أبعدوا عن الرياضة لأسباب مصلحية في أوقات سابقة.
ونأمل أن يكون موسمنا الرياضي هذا الموسم تصحيحاً لكل اعوجاج رياضي في كل المؤسسات الرياضية.
الوطن