في ختام الجولة الأولى لمونديال الناشئين – تشيلي 2015 … نسورنا يبدؤون رحلة الأمل بمواجهة البيروخا

في ختام الجولة الأولى لمونديال الناشئين – تشيلي 2015 … نسورنا يبدؤون رحلة الأمل بمواجهة البيروخا

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ١٩ أكتوبر ٢٠١٥

خالد عرنوس :
«بويرتو مونتي» هل تعرفون هذا الاسم؟، بالتأكيد لا، أو بمعنى أدق فإن معظم سكان سورية لن يعرفوا الجواب، وأنا أحد هؤلاء بالطبع وقد تعرفت إلى هذه المدينة في تشيلي (بالاسم فقط) حيث ينزل منتخبنا للناشئين ضيفاً عليها وتقع وسط البلاد فهناك على أرض ملعب ريجونال دي شينكيو الذي يتسع لعشرة آلاف متفرج سيكون موعد فراخ نسورنا مع إطلالتهم الأولى في مونديال الناشئين بمواجهة البيروخا الصغير (البارغواي) بداية من الساعة الثانية (فجر الثلاثاء) ضمن منافسات المجموعة السادسة.

على وقع ذكريات جميلة
مباراتنا الافتتاحية في الحدث العالمي تذكرنا بما مضى فقبل ثماني سنوات (كوريا الجنوبية 2007) خاض منتخبنا الصغير أول لقاءاته في مشاركته الأولى ضد منافس من العينة ذاتها (فريق من أميركا اللاتينية) ومن حسن حظنا أن لاعبينا يومها تألقوا بمواجهة أبناء التانغو الأرجنتينيين واكتفوا بنقطة التعادل المستحقة التي ساهمت فيما بعد بتأهل نسورنا الصغار إلى الدور الثاني في تلك البطولة.
اليوم سيكون منافسنا منتخب البارغواي أحد منتخبات الكونيمبول وإن كان لا يقارن بعملاقي أميركا اللاتينية البرازيل والأرجنتين (بفئة 17 سنة) لكن لاعبيه بالتأكيد يتمتعون بالموهبة الفطرية التي تميز منتخبات تلك المنطقة، وعلى عكس الكبيرين (السامبا والتانغو) لا يتمتع منتخب البيروخا بسمعة كبيرة بفئة الناشئين وهو الذي لم يشارك بالمونديال سوى مرتين كانتا متقاربتين (1999 و2001) فتجاوز الدور الأول بالأولى وفشل بالثانية، وخاض بالمرتين 7 مباريات (4 انتصارات، تعادل، وخسارتان، الأهداف 15/12).

اعرف منافسك
البارغواي أو البيروخا الصغير لم يسبق له التتويج بكأس البطولة القارية (أميركا الجنوبية للناشئين) وأفضل إنجازاته فيها وصافة بطولة 1999 والمركز الثالث في 2001 والمركز الرابع 3 مرات آخرها في النسخة الأخيرة التي استضافتها بلاده مطلع العام الحالي ويومها نجح بتخطي الدور الأول متصدراً المجموعة الأولى من دون خسارة ففاز على فنزويلا 3/2 وعلى البيرو 2/صفر وتعادل مع البرازيل 2/2 وكولومبيا 1/1، وفي الدور النهائي الحاسم بدأ بالفوز على كولومبيا قبل أن تتعقد أموره بالخسارة أمام الأرجنتين 1/4 والتعادل مع الإكوادور 1/1 ثم الخسارة من البرازيل 2/3، وبات لزاماً عليه الفوز على الأورغواي للحاق بالمونديال وبالفعل أنهى المباراة متفوقاً 2/1 ليقطع رابع تذاكر نهائيات تشيلي.
يقوده الفريق مدرب خبير يدعى كارلوس خارا ساجير وهو الذي حاز الميدالية الفضية لأولمبياد أثينا 2004 برفقة البيروخا الكبير ويومها خسر النهائي من أبناء التانغو بهدف، ويتميز الفريق بقوة هجومية ضاربة تمثلت بتسجيله 19 هدفاً في 10 مباريات في التصفيات ويبرز في خط الهجوم سباستيان فيريرا لاعب أولمبيا الذي سجل 5 أهداف وكذلك لاعب خط الوسط سيرجيو دياز (بورتيناو) والمدافع رودي فيريرا (أولمبيا) والأخيران كان نصيب كل منهما 3 أهداف.
بالمقابل فإن الفريق يعاب عليه ضعف دفاعه والدليل تلقيه 15 هدفاً في البطولة القارية فكان على النقيض كصاحب أفضل هجوم وأسوأ دفاع، ويلاحظ أن الفريق سجل في كل المباريات واهتزت شباكه في تسع ولم يحافظ على عذريتها إلا أمام البيرو.

فراخ قيد التحليق
بالعودة إلى نسورنا الصغار نجد أن مجرد حضورهم في النهائيات العالمية يعد إنجازاً في ظل الظروف التي يعيشها بلدنا الحبيب، إلا أن ذلك لا يمنعنا من التطلع بآمال عريضة وخاصة أن منتخباتنا عودتنا تقديم أفضل ما لديها في مونديالي الشباب والناشئين ولم نخرج من بطولة على صعيد هاتين الفئتين دون فوز على الأقل وعليه فإن فوزنا في إحدى مباريات الدور الأول في تشيلي ربما يضعنا في الدور التالي وهو ما وعد به مدربنا الوطني محمد العطار صاحب إنجاز التأهل الذي عاد ليقود فريقنا بالمونديال.
فريقنا يتمتع بمواهب جيدة بدءاً من الحارس ويليام غنام وانتهاءً بالمهاجم عبد الرحمن بركات ومروراً بالمدافع أحمد كلاسي ولاعبي خط الوسط أنس العاجي ونعيم غزال، والمهم أن يكونوا في الموعد وأن يتعاملوا على أن منافسيهم ليسوا من العمالقة الذين لا يقهرون ولاسيما أن الفوارق بين اللاعبين في هذه السن ليست بالشاسعة.

واقع وأحلام
الوقائع تشير إلى صعوبة مهمة منتخبنا في البطولة على وجه العموم، وفي مثل هذه البطولات يكون لصورة المباراة الافتتاحية ونتيجتها وقع مهم على بقية اللقاءات، وليتذكر لاعبونا أن منافسنا في 2007 كان المنتخب الأرجنتيني وبفضل عزيمة وإصرار (مدنية ورفاقه) خطفنا التعادل يومها، واليوم لن يكون البيروخا الصغير أفضل كثيراً من التانغو (ثالث أميركا 2007)، أي إن العامل النفسي يعدّ أبرز أسلحتنا حسب المدرب والجهاز الفني المساعد، لكن الحذر مطلوب من لاعبينا وخاصة مع بداية المباراة والأهم عدم الانكماش في المواقع الدفاعية في حال كتب لنا التسجيل والاستسلام لمهارات المنافس والأهم عدم التخاذل في حال تلقي مرمانا هدفاً.
منتخبنا الذي وصل إلى مكان إقامته بعد رحلة طويلة ناهزت 60 ساعة نأمل ألا يتأثر بالإرهاق الذي نال من اللاعبين ونأمل أن يكون بالموعد وأن يكون لائقاً لمواجهة البارغواي.

بداية مميزة للبطل
وكانت منافسات البطولة انطلقت مساء أمس الأول وشهد اليوم الافتتاحي فوزاً جديراً للبطل النيجيري على نظيره الأميركي بهدفين نظيفين سجلهما شوكودي وأوسيمين (50 و61) فتصدر المجموعة الأولى عقب تعادل صاحب الأرض تشيلي مع الكرواتي 1/1 وسجل للأول ليفا (33) وللثاني مورو (6)، وفي المجموعة الثانية سجل الكوري الجنوبي أولى مفاجآت البطولة بتغلبه على البرازيلي بهدف جانغ جاي ونغ (79)، وسيطر التعادل على لقاء إنكلترا وغينيا وسجل للأول هيندز (61) وللثاني بانغورا (76) علماً أن إدواردز أهدر ركلة جزاء للإنكليز (35).
ويلتقي اليوم ضمن مجموعتنا السادسة منتخبا فرنسا ونيوزيلندا (11.00)، وفي التوقيت ذاته يلعب منتخبا جنوب إفريقيا مع كوستاريكا ضمن مباريات المجموعة الخامسة التي تشهد أيضاً مباراة روسيا وكوريا الشمالية (2.00 فجراً).