فضائح الفساد في الـ"فيفا": بلاتر يعزل نفسه بانتظار الأسوأ الذي وعد به

فضائح الفساد في الـ"فيفا": بلاتر يعزل نفسه بانتظار الأسوأ الذي وعد به

الأخبار الرياضيــة

السبت، ١٩ سبتمبر ٢٠١٥

ما زالت عبارة "انتظروا الأسوأ" التي رددها رئيس الـ"فيفا" جوزيف بلاتر تعليقاً على فضائح الفساد، بعد إعادة انتخابه لولاية خامسة قبل ان أن يعلن بعد أربعة ايام وضع استقالته بتصرف الجمعية العمةمية، ما زالت هذه العبارة تنتج جديداً بانتظار الأسوأ الذي سيصيب بلاتر نفسه، قبل انتهاء ولايته رسمسياً في 26 شباط 2016.
وتشير الدلالات على تورط بلاتر بالفساد، بعدما تم اتهام وايقاف نحو ثلثي اللجنة التنفيذية للـ"فيفا"، وجميعه من المقربين من بلاتر، جاء ابعاد الفرنسي جيروم فالك عن منصب الامين العام على خلفية اتهامات جديدة ، لتعزل اكثر فأكثر الرئيس الذي يبدو على العكس انه يريد اعطاء ضمانات الى العدالة، في ظل توقعات تشير إلى سقوط بلاتر قبل موعد الانتخابات في 26 شباط المقبل.
وكانت الصاعقة مدوية في وقت متأخر من ليل الخميس / الجمعة عندما اعلن الـ"فيفا "اعفاء الرجل الثاني في المنظمة العالمية جيروم فالك من مهامه لاتهامه من قبل الصحافة بالتورط في بيع كميات كبيرة من بطاقات الدخول الى الملاعب في السوق السوداء خلال مونديال 2014 في البرازيل.
وكان اعفاء الفرنسي سريعا ومفاجئا اكثر من المتوقع، خصوصا انه يعتمد فقط على اتهامات في الصحافة وليس على اساس تحقيق رسمي، ورأى احد اركان الـ"فيفا" في تحليل لوكالة فرانس "انها اشارة قوية موجهة الى القضاء الاميركي ولوريتا لينتش"، وزيرة العدل الاميركية التي تحقق في ممارسات الـ"فيف".
كشف غير طبيعي
واتهمت الصحافة الاميركية فالك (54 عاما) في حزيران/ يونيو بالتورط في تحويل 10 ملايين دولار الى الترينيدادي جاك وارنر الرئيس السابق لاتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) ونائب رئيس الفيفا سابقا، الملطخ بدوره بفضائح فساد كبرى والملاحق من القضاء الاميركي، من خلال اتحاد جنوب افريقيا للعبة تحت ستار "مساعدة الشتات الافريقي في الكاريبي"، لكنه نفى ذلك بشدة ورمى بالمسؤولية الكاملة على الاتحاد الدولي.
وهو اليوم هدف ادعاءات خطيرة انطلقت شرارتها من تأكيدات بني عالون اللاعب الاسرائيلي السابق في السبعينات والمستشار الحالي في شركة "جيه بي" للتسويق الرياضي المتخصصة في عقد صفقات كاملة للاحداث الرياضية.
ويؤكد عالون ان شركته باعت بعض بطاقات الدخول الى الاماكن المفضلة بثلاثة اضعاف سعرها الحقيقي بموافقة فالك خلال مونديال البرازيل.
وبعيدا عن التعقيدات الظاهرة لهذه القضية، تيدو الطريقة التي اعتمدها عالون لكشف تورط فالك غير طبيعية: فهو دعا ليل الخميس الجمعة 20 صحافيا الى مطعم فاخر في زيوريخ وقدم لهم ناقل معلومات (يو اس بي) يحتوي على رسائل الكترونية مدعيا ان فالك ارسلها، حسب ما ذكر احد المشاركين لوكالة فرانس برس.
وتظهر بعض الرسائل حسب اتهامات عالون ان فالك كان على علم مسبق بمنح استضافة مونديال 2022 الى قطر، لكن الفرنسي نفى في بيان شديد اللهجة اصدره محاميه الاميركي باري بيرك في نيويورك تلك المزاعم قائلا "ينفي جيروم فالك بشكل قاطع الاتهامات الملفقة والشائنة من بني عالون لمخالفات مزعومة متعلقة ببيع تذاكر كأس العالم".
واضاف "لم يتلق (فالك) او يوافق على قبول اموال او اي شيء اخر ذات قيمة من عالون وكل التعاملات تمت الموافقة عليها من قبل الدائرة القانونية في الفيفا".
وحسب مصدر مقرب من الـ"فيفا"، استقل فالك بعد ظهر الخميس طائرة خاصة في طريقه جوا الى موسكو لحضور حدث "العد العكسي" قبل 1000 يوم من انطلاق كأس العالم 2018 في روسيا، لكن الطائرة استدارت في منتصف مسارها وعادت ادراجها الى زيوريخ اثر تبليغه نبأ الاعفاء - الاقالة من قبل محامي الـ"فيف".
وعجل عالون من خلال اتهاماته برحيل الفرنسي الذي كان سيترك منصبه مع انتخاب رئيس جديد خلفا لبلاتر في 26 شباط /ف براير 2016.
وتقول مصادر متطابقة ان فالك الذي تأثر كثيرا بتوقيف مسؤولين رفيعي المستوى في الـ"فيفا" في ايار/م ايو الماضي، يبدو تعبا من الواقع الحالي وينتظر الاستحقاق المقبل في شباط / فبراير بفارغ الصبر.
امر محزن
وعلق الامين العام للاتحاد الاوروبي للعبة الايطالي جاني اينفانتينو بعد اقالة فالك "هذا امر محزن. هذه الانباء تضر جدا بصورة كرة القدم".
وتعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي اجتماعا في مالطا، ويبدو رئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني الاوفر حظا لخلافة بلاتر في رئاسة الفيفا.
وفي مواجهة هذا الموجة العارمة من الفضائح، وجد بلاتر (79 عاما) نفسه مرغما على اعلان استقالته في 2 حزيران/ يونيو بعد 4 ايام من انتخابه رئيسا لولاية خامسة على التوالي بفوزه على الامير الاردني الشاب علي بن الحسين، "بسبب الضغوط الخارجية" على حد قوله.
وتعيش المنظمة الدولية فضائح كبرى منذ ايار/ مايو اثر اعتقال 7 من كبار مسؤوليها واتهام 14 شخصا من قبل القضاء الاميركي بتلقى رشاوى تزيد على 150 مليون دولار منذ العام 1991 في قضايا فساد تشمل التسويق وحقوق النقل التلفزيوني.
ويحقق القضاء السويسري من جهته في ظروف منح استضافة كأس العالم 2018 الى روسيا و2022 الى قطر، فيما اوقف الـ"فيفا" عملية اختيار الدولة المنظمة لـ"مونديال 202".
وقال المدعي العام السويسري ميكايل لاوبن الخميس في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزيرة الاميركية لوريتا لينتش "نعتقد باننا نستطيع اتهام اشخاص آخرين ومنظمات اخرى".
وبعد اعفاء فالك، سيتولى الالماني ماركوس كاتنر المدير المالي والامين العام المساعد منذ 2007 "ادارة الشؤون اليومية" في المنظمة الدولية.
في المقابل، لم يتم الاستماع الى بلاتر من قبل القضاء وهو يقود الـ"فيفا" دون ان يغادر سويسرا مفضلا تجنب "الاسفار الخطرة" كما قال مؤخرا.
ونفى الـ"فيفا" بشكل قاطع ان يكون بلاتر تراجع عن قرار السفر الى موسكو الجمعة من اجل المشاركة في حدث "العد العكسي"، مؤكدا "لم يكن السفر اصلا على جدول الاعمال".