«مونديالا روسيا وقطر» في مهب الريح «مافيا الفيفا» تتهاوى

«مونديالا روسيا وقطر» في مهب الريح «مافيا الفيفا» تتهاوى

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٢٨ مايو ٢٠١٥

ضرب القضاءان الأميركي والسويسري ضربتهما القاضية وهزا عرش «مافيا الفيفا» أمس، بعد صدور قرارات حاسمة أدت إلى مداهمات «زوار الفجر» لغرف مسؤولين كبار في الـ «فيفا» وهم في غرف نومهم في أحد أفخم فنادق مدينة زيوريخ السويسرية، بناء على أوامر من الادعاء العام السويسري الذي سيسلمهم إلى القضاء الأميركي، في قضية جنائية ضد مجهول للشك بـ «تبييض الأموال وخيانة الأمانة» في ما يخص ملف استضافة «مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر»، وطالت المداهمات مقر الـ «فيفا» ومصادرة وثائق الكترونية، قبل يومين من انعقاد المؤتمر العام للجمعية العامة للـ«فيفا»، والذي سيشهد انتخابات رئيس من بين مرشحين اثنين، الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر ونائبه الأردني الأمير علي بن الحسين (الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبد الله الثاني).
وأشار وزير العدل السويسري إلى أن السلطات المحلية تحركت في هذه القضية لان بعضا من المخالفات التي حصلت كانت على الأراضي السويسرية، مضيفا بان هذه الإجراءات الجنائية مفتوحة منذ 10 اذار مارس 2015 ولم يتم الإعلان عنها حتى الأمس.
وإضافة إلى مسؤولي الـ «فيفا» الذين أوقفوا أمس، هناك لائحة تضم 14 شخصاً من الأسماء الرنانة في عالم كرة القدم وشركات التسويق الرياضي.

لماذا الآن؟
أثار توقيت «الزلزال» قبل يومين من الانتخابات أسئلة عدة في اتجاهات مختلفة، أولها مدى تأثيره على مسار الانتخابات، وهل سيكون لمصلحة الأمير علي؟
مطلعون على الأمور في زيوريخ يرجحون هذا الأمر ويضيفون إليه أمورا سياسية، تحديداً تجاه روسيا التي تتعرض إلى مقاطعة دولية تقودها الولايات المتحدة بسبب أزمة أوكرانيا.
ولأن ملف استضافة روسيا «مونديال 2018» كان مترابطاً ومتزامناً مع ملف استضافة «قطر 2022» في كل ما يتعلق بالفساد والرشى ولا يمكن الفصل بينهما، خصوصاً بعد تورط قطر بتقديم رشى وتمت لفلفة الموضوع نتيجة لعمليات الابتزاز المتواصلة التي تعرضت لها قطر وما تزال، وكلفتها مئات ملايين الدولارات، لذلك، وحسب مصادر مطلعة، اثار المحقق الأميركي السابق في «إف بي آي» مايكل غارسيا، والذي كلفه الـ «فيفا» إجراء تحقيقات حول عمليات فساد وأدت إلى إيقاف القطري محمد بن همام وآخرين مدى الحياة، موضوع الفساد مع النيابة العامة الأميركية كرد فعل على تجاهل «مافيا الفيفا» لدعوته نشر تحقيقه الذي استغرق أشهراً عدة.
وتضيف المصادر أن غارسيا كلف مخبراً سرياً هو الأميركي الموقوف والمتورط السابق تشاك بلايزر وزوده بأجهزة تنصت وتسجيل، واعداً إياه بتخفيف العقوبة عنه، طالباً منه الاجتماع مع المتورطين، وهذا ما حصل، حيث شكل غارسيا أدلة جديدة دامغة أقنعت المدعي العام الأميركي الذي تقدم بالقضية إلى القضاء السويسري الذي كان متابعاً لما يحصل منذ آذار الفائت.
بلاتر متورط أم زوج مخدوع
في المقابل رحب رئيس الـ «فيفا» جوزيف بلاتر بالإجراءات والتحقيقات وتعهد بتطهير كرة القدم من أية شائبة.
إلا أن مصادر موثوقة رافقت مسيرة بلاتر منذ توليه رئاسة الـ «فيفا» في فرنسا 1998، سخرت من هذا القول الذي يصور بلاتر كـ «الزوج المخدوع»، مؤكدة أنه متورط بشكل كامل، مشيرة إلى أن ما سيقوله نائبه السابق المبعد رئيس «اتحاد الكونكاكاف» الترينيدادي جاك وارنر خلال التحقيق معه سيثبت تورط بلاتر من منطلق انه كان شريكه الـ «أنتيم» في معظم عمليات الفساد والرشى.
إلى ذلك، يضيف المطلعون أنه كيف يمكن لرأس الهرم في الـ «فيفا» أن ينفي تورطه وهو الذي يقبع على سدة الرئاسة منذ 17 عاماً ومن المفروض به أن يعرف كل ما يدور في فلك «الاتحاد الدولي»؟
وتتابع المصادر أنها لا تستبعد إيقاف بلاتر أو على الأقل دعوته للتحقيق معه مباشرة، وهو الذي رفض ذلك سابقاً مكتفياً بتحقيق عبر الاتصال التلفزيوني.
يبقى، أن مصير الانتخابات غداً لم يتحدد نهائياً، على أن المؤشرات تدل على أنه في حال إجرائها فستكون لمصلحة الأمير علي، لأن معظم مؤيدي بلاتر قبل «الزلزال» قد يتخلون عنه، خوفاً من أن يطالهم التحقيق، علماً أن كثيرين منهم استفادوا من «هدايا بلاتر» على مدى سنوات عدة، ناهيك عن دول أوروبية كثيرة تعارض بلاتر.