مع قرب بدء المرحلة التاسعة من عمرها..هل يكون التعيين هو الحل لإنهاء المشكلات والأوجاع التي تعاني منها الرياضة السورية..؟!

مع قرب بدء المرحلة التاسعة من عمرها..هل يكون التعيين هو الحل لإنهاء المشكلات والأوجاع التي تعاني منها الرياضة السورية..؟!

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٩ نوفمبر ٢٠١٤

أحد الذين نعتز بآرائهم وبأقوالهم وبحكمتهم وترفعهم عن كل الأمور الغلط ونثق برؤيتهم المستقبلية وبقيادتهم لنادٍ مركزي عريق، حيث أكد خلال السنوات السابقة هذا النادي تميزه ووجوده وعطاءه حين حصد لاعبوه ولاعباته العديد من الألقاب الرياضية الوطنية والعربية والدولية ونالوا الجوائز التي رفعت من اسم الوطن وعززت مكانته..هي مجرد كلمات قليلة لا تفي بالغرض من الدلالة على مكانة هذا الرجل ومكانة ناديه وأبطال هذا النادي.. فتحية تقدير واعتزاز ومحبة له.
قبل أيام استمعت منه لرأي مؤثر فيما يتعلق بالمرحلة الرياضية القادمة قائلاً: الانتخابات الرياضية العامة لا تعزز على الدوام الصفوة والنخبة والخبرة بل هي عملية - تطبيق- لا يُراعى فيها أي اعتبارات سواء اعتبارات ضيقة أوشخصية بحتة وفي ضوء ما وصلت له رياضتنا لابد من إعادة تقييم شاملة وأولها طريقة الانتخاب حيث أصبحت الانتخابات مكاناً لتصفية الحسابات والعلاقات الشخصية فالفائز في الانتخابات في رياضتنا يقضي نصف الدورة الانتخابية في تصفية حساباته مع خصومه ونصف الدورة المتبقي في التكتيك للانتخابات المقبلة متناسياً دوره في تطوير العمل الذي جاء من أجله لذلك طريقة التعيين قادرة على إنهاء هذا الوضع إضافة إلى أنّ هامش الخطأ فيها قليل جداً، لذلك التعيين في هذه الفترة هو خطوة للأمام لإنهاء أغلب المشكلات التي تواجه رياضتنا.
وتابع كلامه بالتأكيد إنّ إجراء تقييم شامل لما وصلت إليه رياضتنا هو مطلب حق وخاصة أننا نمر بمرحلة حرجة وهذا الأمر يتطلب وضع آلية للثواب والعقاب للوصول من خلالها لتحفيز المتفوق ومعاقبة المقصر وهو أمر غاية في الأهمية كون البعض يستطيع التهرب من مسؤولياته من خلال أعذار واهية لكن عند وجود آلية للتقييم ستنتهي هذه المشكلة.

تغييرات قادمة
لا شك أنّ الأسابيع القليلة المقبلة سوف تحمل في طياتها الكثير من التغييرات على مستوى مؤسساتنا الرياضية من مكتب تنفيذي وفروع واتحادات وأندية ولجان فنية عملياً وواقعياً وسوف تكون هناك تغييرات جذرية في بعض هذه المؤسسات في حين أن رياح التغيير ستمر بشكل آمن ولطيف على بعضها الآخر.
وعلى أية حال فالمهم وما يهم ساحتنا الرياضية أن القادم وأياً كان شخصه وشخصيته ومهما كانت ميوله وانتماءاته وأفكاره وتوجهاته فلابد أن يكون أساس اختياره نابعاً ومبنياً على العطاء والفكر والعلم والقدرة على إحداث تغييرات في أساس العمل الميداني في هذه المؤسسات وتغيير أداء وبرامج وأنشطة فعالياتها إلى الأفضل مع وضع الحلول الناجعة والناجحة للمشكلات المزمنة فيها تمهيداً لوضع الخطط المستقبلية العلمية والمدروسة لمنتخباتنا.

أسماء مستهلكة ومتكررة
نحن على قناعة تامة بأن الجميع على علم ودراية بأسماء الأشخاص الذين زجوا في هذه المؤسسات لاسيما في اتحادات الألعاب خلال المرحلة الماضية دون أن يحملوا ولو جزءاً بسيطاً من المعرفة والعلم والفهم والدراية برياضة هذه الاتحادات ونحن على قناعة كذلك بأنها على علم تام بأن هناك من الأسماء المستهلكة والمتكررة والتي تستعد للدخول مرة أخرى في بعض اتحاداتنا الرياضية والمؤسسات الأخرى لشغل الكراسي وهي في واقع الأمر ضيّعت وضاعت وأضاعت وتاهت ولم تقدم ماهو مفيد ومهم لرياضتنا ليس ذلك فحسب بل شاركت تلك الأسماء وتواجدت وحضرت اجتماعات مجالس إدارات الاتحادات وكانت تؤخذ في هذه الاجتماعات قرارات هي في الحقيقة والواقع كارثة بل جناية في حق رياضة تلك الاتحادات.
 والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل يخجل هؤلاء الأشخاص من التقرب من عضوية تلك الاتحادات أم سيطبقون المثل الذي يقول (اللي اختشوا ماتوا).
المنطق والواقع يؤكدان أنّ مجرد قبولهم أو إرجاعهم أو محاباتهم أو تعيينهم أو حتى انتخابهم والتفكير بضمهم للتشكيلات المقبلة يعد ضرباً من ضروب الجنون.
نقطة هامة
ساحتنا الرياضية باتت ملاذاً لكل الطامعين والراغبين للشهرة والنجومية والانتشار الإعلامي والفلاشات وهذه نقطة في غاية الخطورة والأهمية ولابد أن يعيها ويقف عندها المسؤولون في هرمنا الرياضي ويستعدوا بل يعملوا على وقف تدفق هؤلاء الطفيليين وأصحاب النفوس الضعيفة لساحتنا وإلا فسوف لن يكون لهم رادع يردعهم وسوف ندفع فاتورة قبولنا وسكوتنا عليهم أربع أو خمس سنوات أخرى من عمر رياضتنا.
بعد أيام ستصدر التعليمات إن كان الاتجاه نحو إجراء الانتخابات الرياضية أو التعيين وهو ما نرجحه نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتعذر إقامة المؤتمرات في أكثر من منطقة إضافة إلى قلة الكوادر التي بدأت تعاني منها رياضتنا وهنا نقول: نريد انتخابات أو تعيينات نزيهة.. شريفة.. قائمة على الخبرة والعطاء.. نريد إذا كان الاتجاه هو (التعيين الجزئي) تعييناً يحفظ هيبة ومكانة الكرسي الرياضي وصاحب الكرسي الذي ارتضى بالأمر ورفع شعار سياسة التطوع الرياضي ودافع عنها..
نريد إذا كان هناك (تعيين) أن يحمي الرياضة من الهابطين بالمظلات أو من المتسلقين على (الأسوار) وكفى واقعنا الرياضي وساحاته وقياداته وإعلامه من يقتحمها دون إذنٍ أو دستور.. ومن يدخلها لا على التعيين.
نريد دورة انتخابية أو تعييناً لكسر تقليد المراحل الرياضية السابقة وإلغاء رتابتها بحيث لا تخضع للمحسوبية والارتجال وسياسة (المع والضد).. نريد انتخابات أو تعيينات بنسبة تصنعها رؤية واضحة لمستقبل رياضي مشرق قادم نراهن على نجاحاتها وعلى حضورها بحيث لا تفسد (حمى الانتخابات أو التعيين) المرتقبة أجواء رياضتنا النقية.
نسعى لدورة عمل رياضية قادمة هي استفتاء على خيارات الرياضة السورية وعلى تطلعاتها عندما تكرس (ثقافة الرياضة) كما نادى بها السيد الرئيس بشار الأسد حين استقبل أبطال وبطلات الرياضة السورية.

يبقى التفاؤل والأمل
الدورة الرياضية التاسعة تطرق الأبواب بعد أيام وهي أيام من شأنها إن وفقنا فيها بقيادة رياضية كفوءة وحكيمة وشجاعة وخبيرة فإننا ندخل بها عالماً رياضياً جديداً.
وحين نتكلم عن هذا العالم الرياضي الجديد القادم فإننا لن نتحدث عن مولود جاهز لمغادرة رحم أمه, فهذا القادم, إن أردنا تحولاً نوعياً في مستقبل رياضتنا القادم لا يتحقق بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج إلى قدر من الوقت يتناسب مع الدعم والرعاية والتكاتف والتعاضد والعمل المؤسساتي والقرار الجماعي وأيضاً مع الرقابة المستمرة لعمل المكتب التنفيذي وسائر مؤسساته وتقييم عملها في مدد زمنية متقاربة.
دعونا نتفاءل بولادة قيادة رياضية جديدة سوف لن تكون عسيرة المخاض, لأن الذين لهم أهداف وطنية سامية في تحسين الواقع الرياضي سيعملون ما بجهدهم على تبسيط هذه الولادة وفق المعايير الطبية السليمة تسترد معها رياضتنا عافيتها وتوازنها وإننا لمراهنون على نجاح رياضتنا في قادمات الأيام وعلى هذه الأسس.. لأن قيمنا وأخلاقنا وشيمنا الرياضية المبنية على قيم هذا الوطن والمستمدة منه محكوم عليها بالانتصار الدائم والنجاح.

أولويات مطلوبة مستقبلاً
أولاً- ميدانية العمل القيادي الرياضي والبعد كل البعد عن الجلوس وراء المكاتب وإعطاء الأذن لكلام المغرضين والدساسين وأصحاب المصالح الشخصية والمنافقين, فالحضور بين الجماهير وفي مواقع العمل الميداني أياً كانت.. هو اختزال للزمن وتعزيز للإنتاج وقوة للرياضة وقدرة لها على حل مشكلاتها فوراً.
ثانياً- الاستعانة بالكفاءات والخبرات الأهلية وإلغاء فكرة – المع والضد- وتشكيل مجلس رياضي أعلى يضم الرواد الأوائل للاستعانة بآرائهم وتجاربهم وخلاصة أفكارهم.
ثالثاً- الرعاية والاهتمام بالمنتخبات الوطنية لكافة الألعاب.. فهي التوجه الأساس.. وهي الصورة الأمثل لوجه الوطن الغالي وانتصارها في أي محفل خارجي يعادل عمل عدة سفارات في الخارج يصرف عليها الملايين من أجل حضور الوطن وسمعته.
رابعاً- توجيه الاهتمام بالرياضة القاعدة انطلاقاً من الرياضة المدرسية فهي الدعم والأساس ورعاية المراكز التدريبية وجعلها مراكز فاعلة ومنتجة وليست وهمية وإقامة الندوات والمؤتمرات التي تعزز ثقافة الرياضة وتنشرها على أوسع نطاق شعبي.
خامساً- احترام آراء وأفكار وكتابات الإعلام الرياضي فهو المكون والشريك والأساس الذي نص عليه القانون رقم 8 وأن نفتح الحوارات معه وأن نرد عليه توضيحاً واحتراماً.
سادساً- احترام القيادات الرياضية التي تمّ انتخابها في مؤسسات وهيئات ولجان والاتحادات الرياضية العربية والقارية والدولية, فالرياضة الوطنية تكبر أيضاً عبر ممثليها في الخارج الذين تسلموا قيادات رياضية وفنية وإعلامية في أكبر المؤسسات الرياضية.
سابعاً- السعي لحوار منفتح وصادق مع كافة الجهات المعنية بالشأن الرياضي وعدم ممارسة المركزية عليها والتعاون معها من مبدأ الانفتاح والشراكة المفيدة التي تعود بالنفع على كافة الجهات.
مع تمنياتنا لكل المؤتمرات الرياضية بالنجاح التام في إغناء مسيرتنا الرياضية قيماً وفكراً وعلماً وقدرة على تأدية دورها الوطني.