خسرنا بقسوة... وهذه هي الأسباب؟...منتخبنا أضاع بهجة التأهل للمونديال

خسرنا بقسوة... وهذه هي الأسباب؟...منتخبنا أضاع بهجة التأهل للمونديال

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ١٨ سبتمبر ٢٠١٤

تعرض منتخبنا الوطني للناشئين لأقسى خسارة في تاريخ مشاركتنا الآسيوية في المواجهة التي جمعته مع منتخب كوريا الجنوبية في نصف نهائي بطولة آسيا 1/7، ولولا لطف الله والفرص التي أضاعها الكوريون على طريقة الأمور التي لا تصدق لانتهت المباراة إلى نتيجة كارثية!!
 
وقدّم منتخبنا شوطاً أول رائعاً كان نداً فيه للكوريين، لكنه انهار فجأة دون أن يجد من (يلمه) فكانت الخسارة الأقسى لنا والمصادفة أن البطولة شهدت الفوز الأعلى لنا أيضاً وكان على حساب أوزبكستان 5/2.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: هل كان الفوز على أوزبكستان طفرة؟
 
وجواباً على ذلك نقول: ليس من الضرورة أن يكون طفرة، إنما الأخطاء الفنية والنفسية المرتكبة في المباراة والثقافة الكروية الغائبة هي التي كشفت كرتنا أمام الكوريين.
فالأخطاء الفنية ارتكبها مدربنا (مع محبتنا له) عندما دفع منتخبنا منذ البداية لمواقع الهجوم دون أن يحصن خطوطه الخليفة، وربما هذا الأسلوب كان دافعه المباغتة، إنما الحذر في مثل هذه المباريات له الأولوية، ولعل الثقة الزائدة التي خلفها فوزنا الكبير على أوزبكستان أوصلت منتخبنا وكادره إلى مرض (الغرور) فلم نشاهد منتخبنا يحترم خصمه الآسيوي وهو العريق تاريخاً ونتائج وبطولات على صعيد كرة الناشئين التي نحن بصددها الآن!
ولم نجد أي تدخل إيجابي للمدرب مطلع الشوط الثاني لوقف انهيار الحائط الخلفي لمنتخبنا، فبقي في عداد المتفرجين وكأنه يستمتع بأداء الكوريين؟
وكان من المفترض أن يتدخل ولو بتبديل سريع، يستعيد به منتخبنا الثقة، فيمتن دفاعه ويرصّ صفوفه، فالخسارة بالثلاثة أو الأربعة أهون مما انتهت عليه المباراة، وربما لو استطاع مدربنا وقف هذا الانهيار مبكراً لتقلص الفارق، وهنا ندخل في الثقافة الكروية التي غابت عن منتخبنا، غياب هذه الثقافة يتحملها اتحاد كرتنا، لأنها لا تأتي بالتعلم بقدر ما تأتي من جرعات المباريات الاستعدادية القوية مع مختلف المدارس الكروية، غياب الثقافة الكروية جعل صغارنا ينهارون لأنهم لم يعتادوا على كيفية التصرف عندما يتأخرون، ولا يعرفون كيف يقلبون النتيجة أو يستعيدون زمام المبادرة بدليل أنه في المباريات السابقة كنا نأخذ زمام المبادرة.
ورغم فوزنا الكاسح على منتخب أوزبكستان 5/2 إلا أن ثقافة اللاعب الأوزباكي استطاعت وقف تقدم منتخبنا، بل وقلص الفارق من صفر/5 إلى 2/5، واعترفنا أن منتخبهم كان أفضل من منتخبنا في نصف الساعة الأخير من المباراة.
والثقافة الكروية للكوريين لم تجعلهم يتوقفون عند أي حد في المباراة، وتشعر أن اللاعبين عطاش لفوز كبير وأهداف ليس لها أي حدود!
أخيراً نقول: فريقنا دفع ضريبة غروره وثقته الزائدة، ونقول أيضاً: رب ضارة نافعة، هذه الخسارة القاسية لم نكن نتمناها، لكنها يجب أن تدفعنا لإصلاح كل الأخطاء، وخصوصاً خط الدفاع الذي لم يطربنا في كل مباريات المنتخب في البطولة الآسيوية، الخسارة جاءت كي لا تعمى أبصارنا، الأهم لم نصل إليه، وهو الفوز بالبطولة الآسيوية، لكننا حققنا المهم، وهو شرف التأهل إلى المونديال، وهذا يضعنا تحت المسؤولية الكبيرة، هي مسؤولية وطنية نتمنى أن نعيها تماماً، فالآن يمكننا تدارك شيء، ويمكننا أن نتقي خسارات مماثلة نخشى أن نتعرض لها في المونديال إن بقينا على المنوال نفسه.
 
شوط رائع
المباراة بدأت بهجوم سوري مباغت أثمر عن فرصة مبكرة من توغل سريع للبركات كان الحارس الكوري لهذه الفرصة الذهبية بالمرصاد، ومع الاندفاع عير المحسوب كان الخطأ الذي ارتكبه فريقنا في منتصف الملعب استثمره المهاجم يانغ جيول هي الذي وصلته الكرة وسار بها وحيداً ثم سددها من على خط الجزاء هدفاً في سقف المرمى في الدقيقة 6 معلناً تقدم كوريا الجنوبية بهدف.
رد منتخبنا كان سريعاً لكن الحظ والقائم منعا تسديدة البركات (نجم الشوط) من تسجيل التعادل في الدقيقة الثامنة.
المباراة سارت مفتوحة بين هجمات متبادلة بين المنتخبين وأكثر الفريقان من الأخطاء الدفاعية نتيجة الخوف من هدف مباغت آخر يدخل مرماه، أو هدف يدرك به منتخبنا التعادل، فريقنا كان ضعيفاً في خاصرتيه، فاستغل الكوريون هذا الضعف، فكانت خطورتهم على مرمانا من الجوانب، عبر إرسال كرات مقشرة لمنطقة الجزاء شكلت خطورة واضحة على مرمانا، وتدخل حارسنا الفذ وليم غنام كان مناسباً فرد كرتين واحدة صعبة عندما حبست فرصة الكوريين الأنفاس من إنفرادة وجهاً لوجه، لكن الغنام كان أكثر من فدائي فردها بثقة في الدقيقة 33 وتدخل مرة ثانية بكرة مشابهة فأجهض أحلام الكوريين في الدقيقة 45 وبالمقابل أضاع منتخبنا المزيد من الفرص، وجرب لاعبونا التسديد البعيد إلا أنه (طاش) عن المرمى.
على العموم ورغم أن الشوط الأول شهد تقدماً كورياً إلا أن المجريات كانت متكافئة، وكان منتخبنا نداً للكوريين بنسبة كبيرة.
 
شوط الانهيار
الشوط الثاني كان مغايراً كلياً للشوط الأول ولكل المباريات التي خاضها منتخبنا، فبعد دقيقتين سجل لي يونغ وو من جزاء، وأتبعه بعد دقيقة يانغ جيول هي بالثالث، فكان الانهيار الذي أصاب فريقنا فاكتفى بمشاهدة الكوريين يصولون ويجولون، ولم نشهد أي تدخل لمدربنا لمنع مسلسل الأهداف فأبقى المباراة مفتوحة فازدادت شهية الكوريين فسجلوا الرابع عبر يانغ جاي وون د53 والخامس بواسطة بارك سينغ هيون والسادس أضافه لي سونغ هيون ليسجل منتخبنا هدف الشرف الدقيقة 62 من مباشرة أنس العاجي، وفي الدقيقة 64 سجل كيم سيونغ الهدف السابع برأسه، وبعدها أضاع الكوريون سبعة أهداف على طريقة الأمور التي لا تصدق!
لتنتهي المباراة بخسارة قاسية لمنتخبنا (1/7) نأمل أن يتم تداركها في مباراة المركزين الثالث والرابع.