اللاعب رقم 1: حرّاس هياكل المنتخبات

اللاعب رقم 1: حرّاس هياكل المنتخبات

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٦ يونيو ٢٠١٨

دور بارز لعبه حراس المرمى في تاريخ كأس العالم. بعضهم قاد بلاده إلى المجد والذهب. أسماء كثيرة لحراس كبار مرّت في تاريخ المونديال. الأنظار على روسيا الآن، حيث سيلعب العديد من الحراس الأكفّاء. هنا جردة بحسابات اللاعب رقم 1
 
لا تزال صدّة الإنكليزي غوردون بانكس لكرة الأسطورة البرازيلي بيليه في مونديال 1970 ماثلة في الأذهان. تلك الصدة حفرت عميقاً في الذاكرة. باتت أيقونة كلقطات أخرى خالدة في تاريخ البطولة. في الحقيقة، لعب حراس المرمى دوراً بارزاً في العديد من نسخ كأس العالم. بعضهم سرق الأضواء حتى من النجوم على أرض الملعب. وبعضهم كان له الفضل في إيصال بلاده إلى المجد وتطويق عنقها بالذهب. الإيطالي دينو زوف فعل ذلك في مونديال 1982 عندما كان يبلغ الـ 40 من عمره.
مواطنه الكبير جينالويجي بوفون أعاد الكرّة في مونديال 2006. الإسباني إيكر كاسياس حذا حذوهما في مونديال 2010. الألماني مانويل نوير سار على الدرب ذاته في مونديال 2014. قلنا كأس العالم 2014 في البرازيل. في تلك البطولة، شكّل تألق الحراس «ظاهرة». احتار المتابعون في الجولات الأولى في اختيار الأفضل بعد التألق المفاجئ للكوستاريكي كايلور نافاس والمكسيكي غييرمو أوتشوا والتشيلياني كلاوديو برافو والكولومبي ديفيد أوسبينا. في النهاية، انسحب الجميع من المشهد وبقي نوير وحيداً حتى منصة التتويج. لكن مع انتهاء البطولة، كانت أبواب الأندية الكبرى تُفتح على مصراعيها لهؤلاء الذين دخلوا المونديال أسماء مغمورة وخرجوا منه أسماء معروفة.
 
صفوة الحراس في روسيا
الموعد الآن في مونديال روسيا. أسماء الحراس الموجودة تُنبئ بأن البطولة ستكون حافلة بالصدّات الرائعة، وسيكون التنافس كبيراً بين الحراس كل لإثبات كفاءته وبأنه الأفضل، ومن يعلم ربما نكون على موعد مع اكتشافات جديدة كما حصل في مونديال البرازيل؟ البداية من بطل العالم منتخب ألمانيا. حراسة المانشافت في مأمن. صحيح أن وجود الكبير نوير لا يزال معلّقاً وينتظر الحسم بسبب الإصابة، إلا أن البديل جاهز، لا بل على أتمّ الجهوزية. لا ينقص مارك – أندريه تير شتيغن شيء ليكون حامياً لعرين «الماكينات» في المونديال ولينافس حتى على جائزة أفضل حارس في البطولة. ما أظهره الحارس الشاب منذ أن أصبح أساسياً في برشلونة، يثبت أنه حارس من فئة الكبار. في الحقيقة، أمام عدم جاهزية نوير والشكوك حول مشاركته، يجدر بيواكيم لوف حتى في حال لحاق نوير بالمونديال أن يوكل مركز الحراسة الأساسي لتير شتيغن الحاضر بدنياً وذهنياً على نحو ممتاز.
صحيح أن البديلين الآخرين كيفن تراب وبرند لينو ليسا بمستوى نوير وتير شتيغن، إلا أنهما بإمكانهما حجز مقعد أساسي في منتخبات أخرى، كبرى حتى، فلنقل إنكلترا مثلاً التي تعاني في هذا المركز منذ ديفيد سيمان الذي بدوره تسبب بخروج «الأسود الثلاثة» من ربع نهائي مونديال 2002 بهدف البرازيلي رونالدينيو، علماً بأنه قبل سيمان عاشت إنكلترا حقبتين مميزتين مع بيتر شيلتون وبانكس قبله.
الحديث عن حراسة ألمانيا في المونديال يطول. الألمان مدرسة في هذا المجال. ما يميّزهم هو الاستقرار والاستمرارية في الحراس الأفذاذ. جيل يسلّم المشعل لآخر من سيب ماير إلى طوني شوماخر فبودو إيليغنر ومن ثم أندرياس كوبكه فأوليفر كان، أول حارس يحرز لقب جائزة أفضل لاعب في المونديال وذلك عام 2002، وليس انتهاء بينز ليمان. منتخب إسبانيا لن يواجه بدوره مشكلة في المونديال الروسي. بعد حقبة كاسياس المميزة، يمكن الإسبان أن يشعروا بالارتياح بوجود ديفيد دي خيا. حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي من أفضل الحراس في العالم حالياً، حيث أثبت مراراً صعوبة التسجيل في شباكه. منتخب «لا روخا» منذ التسعينيات لا يواجه مشاكل في حراسة مرماه، إذ قبل كاسياس كان أندوني زوبيزاريتا حاضراً. 
اسم كبير آخر من المتوقع أن يكون ذا شأن في المونديال الروسي وهو البلجيكي ثيبو كورتوا. حارس تشلسي اكتسب المزيد من النضوج والتجربة اللذين سيقدّمانه في روسيا بطريقة أفضل من مشاركته السابقة في مونديال 2014. البلجيكيون ينظرون إلى كورتوا على أنه خليفة حارسهم الأسطوري جان – ماري بفاف الذي أوصل بلاده إلى جانب نجم الوسط إنزو شيفو إلى أفضل مرتبة مونديالية وهي نصف نهائي مونديال 1986 قبل توقف المشوار بهدفَي الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا. منتخب البرازيل، من جهته، لن يشعر بالقلق في مركز حراسة المرمى الذي عانى منه تاريخياً بالنظر إلى أسلوب الكرة البرازيلية الذي يولي الاهتمام بالشقّ الهجومي. تاريخياً، لم يبرز في حراسة البرازيل سوى كلاوديو تافاريل في التسعينيات، ثم قدّم «السيليساو» الحارسَين ديدا وجوليو سيزار، لكن كليهما لا يمكن تصنيفهما بين الحراس العمالقة. الوضع يبدو مختلفاً الآن في روسيا إذ بدل حارس واحد فإن المنتخب البرازيلي يمتلك حارسَين كفوءين هما إيديرسون وأليسون اللذان أثبتا كفاءتهما في الملاعب الأوروبية.
 
تاريخ يُكتب
في روسيا، ستكون حراسة المرمى مع موعد تاريخي أيضاً، إذ إن المصري عصام الحضري سيُصبح بسن 45 عاماً أكبر حارس ولاعب في تاريخ كأس العالم، متخطياً الكولومبي فريد موندراغون (43 عاماً). لكن، رغم كل ذلك، فإن حراسة مونديال روسيا ستكون ناقصة. يكفي القول إن إيطاليا لن تكون موجودة في العرس العالمي للتأكد من ذلك. عندما نقول إيطاليا يعني مدرسة في حراسة المرمى على غرار ألمانيا. يعني «الآتزوري» الذي قدّم في تاريخ كأس العالم حراساً أفذاذاً على غرار دينو زوف ووالتر زينغا وجيانلوكا باليوكا وبوفون وغيرهم. كم هي الخسارة كبيرة بعدم رؤية بوفون تحديداً في روسيا في ختام مشواره الدولي. تتحضر روسيا لاحتضان العالم في مونديالها. الروس ارتأوا أن يضعوا صورة حارسهم الأسطوري ليف ياشين، الذي يصنّفه كثيرون الأفضل في التاريخ وهو الحارس الوحيد الحائز الكرة الذهبية.