«ميلان» بيرلوسكوني.. 29 لقباً

«ميلان» بيرلوسكوني.. 29 لقباً

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٣٠ أبريل ٢٠١٧

«بعت ميلان من أجل ميلان»، كانت آخر العبارات التي صرح بها سيلفيو بيرلوسكوني قبيل بيعه النادي للملاكين الصينيين الجدد، تاركاً خلفه بطولات خالدة في خزائن النادي كتب من خلالها التاريخ.

في صباح 20 شباط 1986، تلقى مشجعو الروسونيري خبر شراء بيرلوسكوني لنادي ميلان، وكان الجميع متشوقاً لمعرفة المستقبل، على أمل عودة النادي إلى الواجهة الأوروبية بعد مواسم صعبة مرّ بها النادي اللومباردي.

في موسم أول غير موفق بقيادة بيرلوسكوني احتل الفريق المركز الخامس في الدوري وخرج من كأس إيطاليا أمام بارما في دور الـ16 إذ فازت كتيبة أريغو ساكي (بارما) حينها بنتيجة 1-0. وبعد أشهر قليلة من نهاية الموسم عيّن بيرلوسكوني ساكي مدرباً لميلان. كان سيلفيو معجباً بساكي خصوصاً بما قدمه فريقه السابق أمام ميلان. ولم يكن ساكي معروفاً كثيرا في الساحة الكروية الايطالية لذلك وجهت له عدداً من الانتقادات عند توليه المهمة، وردّ ساكي على المشككين حينها: «لم أكن أعلم أن الفارس يجب عليه أن يكون حصانا في البداية».

تأثير ساكي كان سريعاً في ميلان إذ أحرز في موسمه الأول بطولة الدوري الإيطالي، كانت الأولى للفريق في تسع سنوات واللقب الأول لبيرلوسكوني كرئيس للنادي أيضاً. وكانت خطط أريغو الدفاعية محط أنظار العديدين باستخدامه الضغط العالي وتقدم المدافعين.

وبعد نجاح الفريق على المستوى المحلي كانت العودة للتألق في دوري الأبطال ضرورية، فتم التعاقد مع فرانك رايكارد لينضم إلى زملائه الهولنديين في الفريق رود غوليت وماركو فان باستن، مع خط دفاعي صلب مكوّن من ماورو تاسوتي، وأليساندرو كوستاكورتا، وفرانكو باريزي، وباولو مالديني. كان الفريق على مستوى عالٍ من الحضور والتألق ففاز بنتيجة 5-0 في نصف نهائي دوري الأبطال على ريال مدريد الإسباني في «سان سيرو» بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل الإيجابي، ليتأهل إلى النهائي ويفوز بنتيجة 4-0 على ستيوا بوخارست الروماني. وواصل ميلان التألق أوروبياً بفوزه للمرة الثانية على التوالي بدوري الأبطال بنتيجة 1-0 على بنفيكا البرتغالي موسم 1989 – 1990 بعد تخطيه كل من بايرن ميونيخ وريال مدريد في الأدوار السابقة.

وعلى الرغم من التألق في دوري الأبطال، إلا أن الفريق غاب ثلاثة مواسم (1989-1991) عن التتويج المحلي، فقرر بيرلوسكوني التعاقد مع لاعبين شباب لإنعاش الفريق، وكان على رأس اللائحة الحارس سيباستيانو روسي والثنائي الهجومي المتميز دانيال ماسارو وماركو سيميوني. في بداية هذا الموسم، انتقل أريغو ساكي لتدريب المنتخب الإيطالي ليحل مكانه فابيو كابيللو.

وكان التعاقد مع كابيللو في محله إذ حافظ على تكتيك ساكي مع دمج اللاعبين الجدد في المنظومة للعودة الى الهيمنة المحلية والأوروبية. وقاد كابيللو الفريق الى الفوز بالدوري موسم 1991 – 1992 من دون أي خسارة. وواصل بيرلوسكوني ضخ الأموال في الفريق فتم التعاقد مع جيانلويجي لينتيني بصفقة بلغت 15.2 مليون يورو، الصفقة الأغلى حينها إضافة إلى الفرنسي جان بيار بابان. وأكمل فريق ميلان 58 مباراة من دون اي خسارة في الدوري ليخطف لقب «Gli Invincibili» أي الفريق الذي لا يقهر.

بعد الفوز ببطولة الدوري ثلاثة مواسم على التوالي، وصل ميلان الى نهائي دوري الأبطال لكي يقدم فريق كابيللو واحدة من أجمل مباريات كرة القدم أمام نادي برشلونة بقيادة الهولندي المحنك يوهان كرويف، انتهت بفوز عريض بأربعة أهداف نظيفة على الفريق الكاتالوني.

ثم انتقل كابيللو لتدريب فريق ريال الإسباني بعد فوزه ببطولة الدوري سنة 1996 وهي البطولة الخامسة في عهد بيرلوسكوني، ليحلّ مكانه الأوروغواياني أوسكار تاباريز الذي لم يكن بمستوى طموح الفريق الإيطالي، فلم يكمل موسمه الأول مع ميلان ليحل مكانه أريغو ساكي من جديد في كانون الأول، وأنهى الفريق موسمه بالمركز الحادي عشر. عاد كابيللو لتدريب الفريق مرة أخرى وقام بضم إبراهيم با وباتريك كلويفرت، اللذين لم يلمعا مع الروسونيري لينهي الفريق موسمه بالمركز العاشر في الدوري. وكانت الفترة ما بين 1996 و1998 الأسوأ لبيرلوسكوني منذ توليه منصب رئاسة النادي.

مع تألق المدرب الايطالي ألبيرتو زاكيروني مع نادي أودينيزي موسم 1997 – 1998، توجه بيرلوسكوني للتعاقد معه لخلافة كابيللو. وأعاد زاكيروني الميلان إلى سكة البطولات، ففاز الروسونيري ببطولة الدوري موسم 1998 – 1999، لكنه لم يفز في الموسم الذي تلاه بأي لقب محلي أو أوروبي. إلا أنه حقق فوزه الأوسع في حقبة بيرلوسكوني وتاريخ النادي على نادي الإنتر في «دربي الغضب»، حين اكتسح غريمه التقليدي بستة أهداف نظيفة، وهي النتيجة التي لم تنساها جماهير ميلان حتى اليوم. والتقى الفريقان مرة أخرى لكن هذه المرة كان اللقاء في نصف نهائي دوري الأبطال، وانتهت المباراتان بالتعادل 1-1 و0-0، فاستفاد ميلان من هدفه خارج أرضه لكي يتأهل إلى النهائي، ويواجه مواطنه جوفنتوس، ليحقق اللقب الرابع في حقبة بيرلوسكوني والسادسة في تاريخ النادي.

بعد سنتين تأهل ميلان إلى نهائي دوري الأبطال لمواجهة ليفربول الإنكليزي، وكانت تشكيلة ميلان تضم العديد من الأسماء اللامعة أبرزها كافو، ومالديني، وستام، وسيدورف، وبيرلو، وكاكا، وكريسبو، وشيفتشينكو. وعلى الرغم من كل تلك الأسماء الا أن تلك الليلة لم تكن مثالية على الإطلاق للفريق الإيطالي الذي خسر المباراة بضربات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي 3-3 بعدما كان الفريق الايطالي متقدماً 3 – 0 في الشوط الأول وواجه ميلان ليفربول مرة أخرى في نهائي دوري الأبطال لكن هذه المرة في مدينة أثينا، وبسبب روح وعزيمة الروسونيري تمكن الفريق من ردّ الدين والفوز على ليفربول بنتيجة 2-0. وهي البطولة الخامسة في عهد بيرلوسكوني والأخيرة حتى هذا التاريخ. آخر ثلاث سنوات كانت الأسوأ في السنوات العشر الأخيرة للميلان، إذ أنهى الفريق الموسم بالمركز الثامن والعاشر والسابع توالياً.

في 13 نيسان 2017 انتهت حقبة تاريخية لسيلفيو بيرلوسكوني مع ميلان، وانتهت قصة واحد من أعظم رؤساء أندية كرة القدم، بعدما تم رسميا بيع النادي لمجموعة «روسونيري سبورت» المملوكة من قبل الصيني لي يونغهونغ مقابل 740 مليون يورو تشمل ديون النادي.

9692

إحصائيات «ميلان» بيرلوسكوني
] خاض الفريق 1100 مباراة، ففاز في 572 مباراة، وتعادل 313 مرة، وخسر 215 مباراة. وسجل الفريق 1774 هدفاً وتلقت شباكه 1012 هدفاً.

] حقق ميلان 29 لقبا منها 8 ألقاب في الدوري الإيطالي والمركز الثاني 4 مرات والمركز الثالث 6 مرات والمركز الرابع 3 مرات، وأحرز دوري أبطال أوروبا 5 مرات، وكأس العالم للأندية 3 مرات.

] أكثر من سجل أهدافا فى حقبة بيرلوسكوني هو الأوكراني أندري شيفتشينكو بـ127 هدفاً فيما كان باولو مالديني أكثر من لعب للميلان في عهد سيلفيو بـ627 مباراة، بينما يُعتبر كارلو أنشيلوتي أكثر مدرب استمر مع ميلان في عهد الرئيس التاريخي (283 مباراة).

] أبرز التعاقدات خلال فترة سيلفيو بيرلوسكوني: 1 – رونالدينيو، 2 – كلارينس سيدورف، 3 – ريكاردو كاكا، 4 – فيليبو اينزاغي، 5 – أندري شيفتشينكو، 6 – جورج وياه، 7 – رود غوليت، 8 – ماركو فان باستن، 9 – أندريا بيرلو، 10 – أليساندرو نيستا.