هل يستقيل ميرلو لإنقاذ الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية؟!!

هل يستقيل ميرلو لإنقاذ الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية؟!!

الأخبار الرياضيــة

السبت، ٢٩ أبريل ٢٠١٧

 
صالح الراشد

سؤال يطرحة جميع الاعلاميين الرياضيين في العالم, أين تذهب أموال الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية والتي تصل الى أرقام فليكة ؟, فالاتحاد لا ينفق على أي اتحاد قاري ولا يقدم لها أي دعم , بل يعتبر الدولي مركز للجباية من هذه الاتحاد في ظل اجبارهم على اصدار بطاقات الاتحاد مقابل مبالغ مالية كبيرة وتذهب هذه الاموال الى لوزان .
وفي المقابل ما الذي يستفيده الصحفي من هذه البطاقة الشكلية فقط, والتي تدر مئات الألوف على موازنة الدولي , وهذا ما جعل ميرلو يحارب بشراسة عندما كان الاتحاد الاسيوي يهم باصدار بطاقة للقارة وفيها الكثير من المزايا للصحفيين ، ومنها خصومات على اكبر شركات الطيران والفنادق المعروفة وغيرها ليستميت ميرلو على ايقاف المشروع برمته , والسبب معروف هو استحواذ اتحاده فقط على مدخول البطاقات .
ومن الاسئلة التي تحتاج الى اجابات ولم نجد ما يجب عنها في التقريرالمالي والاداري المزمع مناقشته في كوريا خلال الفترة من '9 -13' الشهر القادم والذي وصلنا نسخة منه, وهو لماذا تتهرب الشركات من اعادة تعاقدها مع ال AIPS , وهذه نقطة تم طرحها بصورة سريعة في التقرير الذي حمل الشركات جريرة عدم التجديد, واعتبر التقرير ان عدم تجديد الشركات تعاقداتها من المسلمات والامور السرية, وانه لا يجب ان يطلع الاعضاء على ما جرى بين الاتحاد والشركات , كون الاجابة على الاسئلة العديد المتعلقة بالموضوع ستكشف سوء ادارة الاتحاد الدولي للملف التسويقي والمالي, فالشركات تتهرب من تجديد عقودها لعدم ثقتها بفاعلية الاتحاد وعدم قدرته في صورته الحالية على اضافة اي شيء جديد لمشاريع الشركات والمؤسسات, وبالتالي اصبحت هذه الشراكة تضر بمصالح المستثمرين, لذا فقد تم ابعاد الاتحاد الدولي عنها.
لقد كان على رئيس الاتحاد الدولي والامين العام والمدير المالي وضع الهيئة العامة بصورة ما يجري واسباب ابتعاد الشركات للبحث عن حلول قد تعيد ثقة الشركات والشركاء في ال AIPS وليس الذهاب فقط الى تقليل المصروفات وعدم الاعتراف بالفشل في اعادة الثقة للجهات الداعمة وايجاد مصادر دخل متنوعة وبدلا من ان يسقط الاتحاد شخصيته القوية بالتوسل للدول الاعضاء لطلب رعايتها ودعمها مقابل خدمات يقدمها له مدفوعة الأجر.
لقد أصبحنا بحاجة الى تغير شخصية وصورة الاتحاد من خلال تغير الذين يتعاملون مع الشركات وتغير طريقة التعامل من خلال طرح فكر متطور يعود على الشركات بالفائدة المرجوة من تسويق الى ربح , وهنا يحصل الاتفاق مع الشركات التي هربت بل يمكن ان يتم التعاقد مع شركات أخرى, في حال اجراء تغيرات على البيت الداخلي من خلال البحث في عم معالجة مواقع الضعف الذي يعاني منه والقضاء عليه حتى لو كان الخلل في الرئيس نفسه , فالاتحاد الدولي للصحافة هو مؤسسه عامة للصحفيين بالكامل وليس ملكا لميرلو وزمرته.
ومن الاسباب الطاردة للشركات التي تتعامل مع الاتحاد عدم الوضوح في الموازنة التي نظمتها افضل شركات العالم ايرنست اند ينغ, وعدم الوضوح يعود لعدم ابراز الاتحاد الدولي طريقة انفاق المبالغ المالية, واين ذهبت وكيف توزعت, وبالتالي هناك اسئلة عديدة لم يقم التقرير المالي بالاجابة عليها ومنها , ما هي قيمة ايجار المقر؟ وما هي قيمة رواتب العاملين ومن هم ؟ وما هي قيمة تذاكر السفر ؟ وما هي قيمة المبالغ التي تم دفعها للفنادق ؟ وما هي قيمة الدعم المقدم الى الاتحادات الاهلية والقارية؟ وكم تم الانفاق على نشاطات الاتحاد الدولي المحدودة , وهل هي ضمن المعقول أم مبالغ فيها ؟, اسئلة عديدة تطرح لكن التقرير اصم أبكم لا يقدم شيء، فالاكتفاء فقط بحصر هذه المعلومات تحت بند واحد فقط, وتجميع كل المصروفات تحته لاخفاء الحقائق هي طريقة قديمة يمكن تمريرها على الدول التي تصادق عليه في كل عام بعد 'البروباجندا' التي يقوم بها الرئيس في الكونغرس والتي توحي لنا بأن الرئيس واتحاده هم من افضل القادة في العالم.

الخلاص من اسيا
ربما اعتقد ميرلو ورفاقه في الاتحاد الدولي ان أحد الاسباب التي أدت الى ايقاف مصادر الدخل من القارة الاسيوية هو رؤية الشركات للاتحاد الاسيوي ينمو سريعا وبشكل كبير, ولذلك هناك العديد من الدول ابدت رغبتها في التعاون مع الاتحاد الاسيوي بدلا من الدولي الذي يطلب فقط الاموال من دون ان يكون هناك مردود تسويقي إعلامي يعادل قيمة هذا المال الذي يستولي عليه ، والا بماذا نفسر عدم اقامة النسخة الثانية من جائزة اللؤلؤة ، ولماذا اكتفى تقرير الاتحاد الدولي بأنه لم يتم تجديد العقد من دون ذكر مسببات ذلك.
ميرلو تأكد ان الاسيوي سيكون قويا وسيبرم اتفاقات مع مجموعة الشركات الاسيوية, فكان القرار بتدمير الاسيوي قبل ان يزداد قوة , وعندها سيظهر للعلن مدى ضعف ووهن الاتحاد الدولي , ليثبت الاتحاد الدولي انه مثل البنك الدولي قائم على مصائب الاخرين, لذا فان قرار الدولي كان واضحا بانه في دمار الاسيوي هو اعادة حياة له , ويجب ان نضحي بالاتحاد القاري حتى يكبر الدولي.
ان ما حصل في موازنة الاسيوي اقل مصيبة مما حصل مع الدولي , فلماذا لم تقم قائمة العديد من الدول التي ناصبت رئيس الاتحاد الاسيوي محمد قاسم العداء, ولماذا لا نشعر بان لها حركة وهي تشاهد الصعوبات التي تطفو من يوم ليوم بفضل الادارة السيئة للاتحاد الدولي, ولماذا لا تقدم استقالتها من هذه المؤسسة لاجل تغير مركز القرار على غرار ما فعلته مع الاتحاد الاسيوي, ان مواجهة الاخطار عند الاشحاص السليمين فكريا واحدة, فاذا استشعرو بان قاسم مخطيء فلماذا لم تتحرك قرون استشعارهم حاليا بشأن ميرلو والذي يجلس على كرسي الرئاسة منذ 12 عاما وستتجدد العملية في اربع سنوات قادمة.
لقد أدرك ميرلو ان نجاح قاسم وتراجع نتاجه هو شخصيا يعني ان الرئيس القادم للاتحاد الدولي سيكون محمد قاسم , لذا سارع الى محاربته محاولا ابعاده من الصورة لسنوات طوال حتى يضمن ان من سياتي بعده سيغلق كل الملفات العالقة.

الدخل يتراجع
تراجع دخل الاتحاد الدولي بشكل كبير خلال السنوات الماضية فقد وصلت الموازنة الى حوالي '800' الف فرنك سويسري في عام 2014 وتراجعت الى '482624' فرنك سويسري عام 2015 وفي عام 2016 تراجعت الى ' 298900' فرنك, وهذا يعني ان موازنة العام القادم ستنخفض أكثر, وهذا يعني ايضا انه قد حان الوقت لمغادرة ميرلو ومجموعته المقربة من موقع القرار في الاتحاد الدولي, كون ادائهم في تراجع مستمر , وثقة الشركات فيهم تتناقص بل ان ثقة الاتحادات الاهلية بهم تتراجع , وهذا يعني انهم أصبحو حجر عثرة في طريق تطور الاتحاد الدولي.
لذا نعتقد ان عصر التغير قد حان على الرغم من قناعتنا بان ميرلو مسيطر على القرار وان مريدوه لا زالوا نائمين في العسل, ولن يستفيقوا الى اذا حصلت مصيبة كبيرة, ان تراجع الدخل في ثلاث سنوات الى الثلث مؤشر يبصره الاعمى ويجعله يغير طريقه, فلم لا تغير الاتحادات الاهلية والقارية طريقها وتبحث عن رئيس جديد قادر على النهوض بالاتحاد الدولي الا اذا كانت رؤية البعض بأن العالم بأسره لا يوجد به صحفي قائد سوا ميرلو .
ونقول استفيقوا لان, لقد كان عالم كرة القدم مثلكم مؤمن ببلاتر ولكن عندما استيقظ كان قد فات الاوان, وخسر الفيفا نزاهته وسمعته وطار بلاتر في غمضة عين محملا بالفضائح, فهل تنتظرون مصيرا للاتحاد الدولي للصحافة كمصير الفيفا.. ام ان الاستفاقة ستكون مبكره ويتم ايقاف ميرلو قبل ازدياد الكوارث التي تحيق بالاتحاد.
ان في رفض ابو ظبي تجديد عقد شراكتها مع الاتحاد الدولي الذي تم توقيعة في العام الماضي مقابل '180' الف يورو اضافة الى ان العديد من الروابط لم تدفع ما عليها من مبالغ مالية , عائد لتراجع الثقة في الفائدة المتوقعة من الدولي.
ان اعلان المدير المالي عن حملة تقشف في الاتحاد الدولي تعطي مؤشرات بان الوضع سيكون صعبا وكارثيا , ومنها نقل مقر الاتحاد من لوزان الى غرفة داخل مقر احد الاتحادات لتوفير مبلغ '20' الف فرنك سويسري , وهذه تعتبر ام المصائب, فكيق يكون مقر اتحاد دولي لصحافة رياضية في غرفة نوم باحد الاتحادات بسويسرا .
وجاء هذا التشف حتى لا تتعرض نفقات الرئيس الى اي تقليص وحتى يظل مستمتعا بالمصروفات المتكررة الاخرى التي لا يرغب في تقليصها, لقد اصبح واضحا ان التضحية بكيان الاتحاد اهم بكثير من التضحية بالمصاريف المطاطية الاخرى.

جباية البطاقة
حاول الاتحاد الدولي رفع موازنته من خلال بيع بطاقة العضوية الدولية والتي تدر مبلعا كبيرا من المال يفوق ال '150' الف دولار سنويا , حيث يدفع كل عضو مبلغ '40' دولار مقابل كل بطاقة صالحة الاستعمال لعامين دون ان تعود باي مردود على العضو, وفائدتها الوحيدة انها تسمح لك باصدار بطاقة اعلامي لبطولة كاس العالم بكرة القدم بفضل الاتفاقية مع الفيفا والتي الحقت الضرر بالاعلاميين, عدا ذلك لا يوجد لها اي فوائد تذكر.
وتعتبر أوروبا الاكثر اشتراكا في الاتحاد الدولي ولها '4164' عضوا ثم اسيا '2108' فافريقيا '909' ثم اميركا '567' وأخيرا استراليا ' 14' عضو وبمجموع الاعضاء '7762' , يدفعون في عامين '310480' دولار, ليبقى السؤال الاهم , ان من يدفعون هذه المبالغ أعضاء في الاتحادات القارية, فهل يقدم الاتحاد الدولي اي دعم للقارات , أم انها مصدر جباية فقط ؟!.

الحلول المقترحة
قد تكون الحلول المقترحة كثيرة لكنها لن ترضي الرئيس والمقربين منه كونها تمس وجودهم في الاتحاد , بل نتوقع ان تصادق الهيئة العامة على التقريرين المالي والاداري خلال دقائق ودون أي جدال, وبالتالي سيستمر الوضع على ما هو عليه لسنوات اربع قادمة نتوقع ان تشهد المزيد من التراجع للاتحاد الدولي حيث ظهر جليا ان المتواجدين حاليا غير قادرين على النهوض بالاتحاد من جديد.
ان افضل الحلول هو تغير شكل الاتحاد بالكامل واقالة الرئيس تعتبر نقطة البداية , وما حصل من ابتعاد الشركات يعتبر نقطة سلبية في سيرة ميرلو وعندها كان يجب ان يتوقف ويقول : لم يعد لدي جديد فليأتي أحد يكمل المشوار, هذا الكلام سيقوله ان كان مهتما حقا بالاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ولكنه غير مكترث حتى لا تضيع منه المزايا التي تتحقق له من سفرات ورحلات على افضل درجات الطيران.