بلاتر يُجبَر على الاستقالة «عبر صفقة» تفادياً لملاحقته قضائياً

بلاتر يُجبَر على الاستقالة «عبر صفقة» تفادياً لملاحقته قضائياً

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٣ يونيو ٢٠١٥

لم يكن، حتى أقرب المقرّبين من رئيس الـ «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر، يظنّ ولو للحظة واحدة، بأن ما قاله بلاتر قبل وبعد إعادة انتخابه لولاية خامسة على رأس الـ»فيفا» حول «انتظروا الأسوأ»، أنه هو الشخص المعني بهذا الكلام.
ولكن، وبعد أربعة أيام على إعادة انتخابه، ظهر أن بلاتر الذي صوّر نفسه منقذ الـ «فيفا» من «مافيا الفساد» خلال كلمته التي ألقاها بعد تنصيبه يوم الجمعة الفائت، تهاوى وبسرعة قياسية وغير متوقعة، أمام الـ «إف بي آي» و القضاء السويسري، فأطلّ مساء أمس من زيوريخ ليعلن «مُجبراً» استقالته، داعياً الجمعية العمومية للـ «فيفا» إلى جلسة استثنائية لانتخاب رئيس جديد.
لم يصمد بلاتر طويلاً أمام الرسائل التي سرّبتها الـ «إف بي ىي» عبر الصحافة، وكان آخرها أمس من خلال «نيويورك تايمز» الأميركية وفيها أن الأمين العام للـ «فيفا» الفرنسي جيروم فالك قام بتحويل 10 ملايين دولار أميركي لحسابات يملكها نائب رئيس الـ «فيفا» السابق الترينيدادي الموقوف جاك وارنر، والتي تعود إلى العام 2008 وصدرت من حساب مصرفي يملكه الـ «فيفا» وستكون «عنصراً محورياً في قضية الفساد التي تضرب المنظمة الدولية» ومسؤوليها.
وكشفت الصحيفة، بناء على المعلومات التي سربت إليها، أن هذه الحوالة كانت أساسية في الاعتقالات والاتهامات لمسؤولي وشركاء الـ «فيفا» التي شنها القضاء الأميركي الأسبوع الماضي قبل يومين من الـ «كونغرس» الذي أعاد انتخاب بلاتر على حساب منافسه الوحيد الأمير الأردني علي بن الحسين الذي انسحب في الجولة الثانية بعدما تقدم بلاتر في الجولة الأولى (133ـ 73).
إعادة الهيكلة
وقال بلاتر في خطاب الاستقالة «برغم إعادة انتخابي، فإنه لم يكن لديّ دعم كل عالم كرة القدم، ولذلك سأدعو إلى جمعية عمومية غير عادية لانتخاب رئيس جديد. سأستمرّ في أداء واجبي حتى ذلك الحين، وأنا الآن متحرّر من قيود الانتخابات، وسأركّز على الانخراط في إصلاحات طموحة»، الـ «فيفا» بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة بمواجهة التحديات التي لا تتوقف»، معلناً أن الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد ستعقد بين كانون الأول 2015 أو آذار 2016».
هل مِن صفقة؟
بعد الاستقالة، تردّدت معلومات أن بلاتر قبل بالصفقة التي عرضتها عليه الـ «إف بي آي»، وتتضمّن استقالته مقابل عدم ملاحقته قانونياً وإقفال ملفه الشخصي، مع الاستمرار بملاحقة المتهمين الآخرين، ويتبين من مجريات الأمور منذ حدوث «زلزال الفساد» الأسبوع الفائت أن إسقاط بلاتر سيكون الطريق الرئيس للـ «إف بي آي» للوصول إلى الغاية الأساسية وهي إثبات تقديم رشى إلى بعض أعضاء المكتب التنفيذي للـ «فيفا» من قبل روسيا وقطر لاستضافة «مونديالي 2018 و 2022»، وبالتالي إلغاء الاستضافتين اللتين حصلتا على حساب إنكلترا والولايات المتحدة اللتين تقودان الحرب الشعواء على بلاتر والـ «فيفا».
وبحسب تجارب سابقة في قضايا الفساد في الـ «فيفا»، فقد أعفت «لجنة الأخلاق» نائب الرئيس السابق الترينيدادي جاك وارنر من الملاحقة القانونية مقابل استقالته، وطوي ملفه نهائياً، إلى أن أعادت فتحه الـ «إف بي آي»، بينما تم خرق اتفاق مماثل أبرمته الحكومة القطرية حول مواطنها رئيس «الاتحاد الآسيوي» عضو المكتب التنفيذي للـ «فيفا» محمد بن همام، وتمّ إيقافه مدى الحياة.
بلاتيني الأكثر استفادة
وشكلت استقالة بلاتر إفادة كبيرة لرئيس «الاتحاد الأوروبي» الفرنسي ميشال بلاتيني الذي بات بإمكانه الترشح للرئاسة بحريّة والوصول إلى عرش الـ «فيفا»، وهو الذي يحضر لذلك منذ سنوات طويلة، وتحديداً بعدما أبلغه بلاتر أن ولايته الرابعة ستكون الأخيرة له، لكن بلاتر نكث بكلامه ما اضطر بلاتيني إلى نعته بـ «الكاذب»، ليتحول إلى أشدّ معارضي بلاتر داعياً إياه الى التنحّي وعدم خوض الانتخابات.
كشف الـ 10 ملايين
بعد «زلزال» الأسبوع الفائت، تواصلت تداعيات فضائح الفساد مع الزجّ باسم الأمين العام للـ «فيفا» الفرنسي جيروم فالك في تحويل 10 ملايين دولار لحسابات مصرفية يملكها نائب رئيس الـ «فيفا» السابق الترينيدادي الموقوف جاك وارنر، وسارعت المنظمة الدولية للإقرار بها مع نفيها تورط فالك. علماً أن فالك لا يمكنه التصرف بتحويل مثل هذا المبلغ إلا بطلب وتوقيع بلاتر.
وبعدما وعد القضاء الأميركي أن اتهاماته لمسؤولي الـ «فيفا» بالفساد لا تزال في بداياتها، تبين أن كشف آمر الملايين العشرة كان الأساس في التوقيفات وإصدار التهم.
وبحسب «نيويورك تايمز» التي نقلت الخبر عن مسؤولين أميركيين فإن الحوالة التي دفعت ثلاث دفعات بين كانون الثاني وآذار 2008 صدرت من حساب مصرفي يملكه الـ «فيفا» وستكون «عنصراً محورياً في قضية الفساد التي تضرب المنظمة الدولية» ومسؤوليها.
كما اعتبرت ان الاتهامات لم تشر الى ان المسؤول الكبير كان يعلم باستخدام الأموال كرشوة ولم يعتبره القضاء الأميركي متهماً في القضية.
وأضافت أن الحوالة كات أساسية في الاعتقالات والاتهامات لمسؤولي وشركاء الـ «فيفا» التي شنّها القضاء الأميركي الأسبوع الماضي قبل يومين من الانتخابات.
وتذكر الاتهامات الأميركية أن الحوالة دفعت كرشى من أجل تجيير وارنر 3 أصوات «ثمينة» لملف جنوب أفريقيا لاستضافة «مونديال 2010»، لكن عندما عجز «اتحاد جنوب أفريقيا» عن دفع المبلغ قام الـ «فيفا» بهذه المهمة، علماً بأن «الاتحاد الجنوب أفريقي» ورئيس البلاد نفيا التّهم الأسبوع الماضي. بيد ان رئيس «الاتحاد الجنوب افريقي» داني جوردان اعترف الأحد بأن بلاده دفعت 10 ملايين دولار العام 2008 ولكنه أكد ان الأمر لا يتعلق بأي حالة شراء أصوات من أجل الحصول على استضافة نهائيات كأس العالم 2010.
يُذكر أن جنوب أفريقيا حصلت على شرف الاستضافة في 2004 بعد فوزها بالتصويت على المغرب 14-10 فيما لم تحصل مصر على أي صوت.

القضاء السويسري: استدعاء بلاتر قد يحصل في أي لحظة إذا دعت الضرورة
أعلن المدّعي العام السويسري أمس، أن استقالة بلاتر ليس لها أي تأثير على مجرى التحقيق الجاري في مسألة فضيحة الـ «فيفا»، مشيراً إلى أنه حتى الآن «ليس لبلاتر وضع المتّهم».
وأضاف في بيان «وزارة العدل (المدّعي العام) فتح إجراء جزائي ضد مجهول لشكوك حول سوء الأمانة وتبييض الأموال».
وأوضح «لهذا السبب، جوزيف بلاتر ليس له وضع المتهم، وإعلان استقالته لا يؤثر في شيء على مجرى التحقيق».
من جهته، اكد المتحدث باسم المدعي العام اندريه ماتري لـ «فرانس برس» أن بلاتر حتى الآن لم يستجوب أو يتم الاستماع إليه من قبل السلطات السويسرية، لكن ذلك قد يحصل «في لحظة» اذا اقتضت الضرورة.
وفتح المدعي العام تحقيقاً جزائياً حول منح روسيا وقطر تنظيم «مونديالي 2018 و2022» على التوالي.

بلاتيني: الاستقالة قرار صعب  ولكنه الصحيح
قال رئيس «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم» الفرنسي ميشال بلاتيني إن استقالة بلاتر قرار صعب وجريء ولكنه القرار الصحيح.
وكان بلاتيني من أشد الداعمين للتغيير في رئاسة الـ «فيفا» وقد دعا بلاتر إلى التنحي وعدم خوض الانتخابات، بعد ما سبق واتهمه بالكذب.

رئيس الاتحاد الانكليزي: الاستقالة «أمر عظيم للعبة»
اعتبر رئيس «الاتحاد الانكليزي» لكرة القدم غريغ دايك ان استقالة بلاتر «أمر عظيم لكرة القدم»، وقال في تصريح لإذاعة «بي بي سي» إنه فقد الثقة ببلاتر (79 عاما) منذ العام الماضي وانه يعتقد بان السويسري أدرك ان تصاعد فضيحة الفساد التي تفاقمت في عالم كرة القدم «ستطاله».
وأضاف: «بعد ظهر اليوم كان جيدا واعتقد بأنه لأمر عظيم لعالم كرة القدم. إنها بداية شيء جديد. كامل المنظمة الدولية بحاجة إلى إعادة هيكلة. كامل المنظر بحاجة لإعادة نظر في الأمور المالية. المستقبل يجب أن يبنى على الشفافية، والأخبار عظيمة اليوم».

فيغو: قلت إن هذا اليوم سيأتي عاجلاً أم آجلاً
اعتبر النجم البرتغالي لويس فيغو بأن استقالة بلاتر تعتبر «يوماً جيداً للفيفا ولكرة القدم».
وقال فيغو الذي كان قد ترشّح للرئاسة قبل ان يعلن انسحابه على مدوّنة «تويتر» «انه يوم جيد للـ «فيفا» ولكرة القدم. التغيير سيأتي أخيراً. قلت يوم الجمعة الماضي بأن هذا اليوم سيأتي عاجلاً أم آجلاً، وها هو».
وتابع: «الآن يتعين علينا إيجاد تسوية عالمية بهدوء ومسؤولية لمنح دينامية جديدة، شفافية وديموقراطية للـ«فيفا» في المستقبل».

الأمير علي جاهز للترشح أو تولي المنصب فوراً
أكد صلاح صبرا أحد مساعدي الأمير علي بن الحسين، أن الأمير سيترشح مجدداً لرئاسة الـ «فيفا»، وقال: «في حال إجراء انتخابات جديدة، فإن الأمير جاهز، وإذا طلب منه تولي الرئاسة فورا فهو جاهز أيضاً».