عندما تشدو الزهور.. بقلم: ماجدة البدر

عندما تشدو الزهور.. بقلم: ماجدة البدر

شاعرات وشعراء

الجمعة، ١٠ أبريل ٢٠١٥

الأطفال هم أجمل ما في هذه الدنيا، هم الحاضر، هم المستقبل، هم الأمل... لأجلهم نتعب، ونضحي لننشئ لهم وطناً رائعاً يعيشون فيه بسلام وأمان... في وطن فقدوا فيه الأمان، ولم يبق لهم إلا الحب المتواضع الذي نغمرهم به...
في ديوان شعري جميل، صادر عن اتحاد الكتاب العرب، يحمل عنوان(عندما تشدو الزهور) قدم الشاعر أسعد الديري بين دفتيه مجموعة من القصائد الموجهة للأطفال دون سن العاشرة، سكب الشاعر أبياته الشعرية في قوالب غنائية جميلة، وقد اختار لأبياته ألفاظاً سهلة قريبة من أذهان الأطفال في هذه المرحلة العمرية، وقد ساق من خلالها العديد من القيم التربوية مؤكداً على قيمتها وضرورتها في حياة الطفل...
يبدأ الشاعر ديوانه بإهداء مميز لفلذة كبده (لميس وياسر براعم المستقبل)، ويؤكد حبه لهم في افتتاحية الديوان وهي قصيدة جميلة:
هم الأطفال أهواهمْ        وأعشقهم أناشيدا
مضوا مثل العصافير        فمنْ سورٍ إلى سورِ
ثم يتغنى الشاعر برؤاهم، فالأطفال بهجة الدنيا وشلال الورد الغني بالعطر الفواح:
رؤاهم بهجةُ الدنيا        وشلالٌ من الورد
وفي قصيدة أخرى يؤكد على حبه الأزلي لأمه التي لا تفارقه، فهي تروي له أجمل القصص عن بطولات الأجداد، وتضحياتهم، وتزرع فيه قيم الخير والعطاء:
ماما.. ماما.. دوماً قربي
تروي قصصاً عن أجدادي
زرعوا خيراً أرضَ بلادي
أما حبيبته لميس فقد خصص لها قصيدة مطولة في الديوان:
لميسُ.. يا حبيبتي الأطفال
قصيدةٌ بديعةٌ تداعب الخيال
الرسم أحد الهوايات المحببة لمعظم الأطفال، وقد كان للفنان الصغير قصيدة جميلة، فالفنان الصغير يرسم كل ما يراه.. الوطن.. الخير.. العشب.. الزهر..
ارسم وطني العربي الأكبر
أرسم غيماً يهطلُ ثلجا
أرسم عشباً أرسم مرجا
ارسم وطني أرسم علمي
شمساً تشرق فوق القمم
أنا فنان.. أنا فنان..
أرسم أرسم بالألوان
ولم يغب أطفال الحجارة عن ذاكرة الكاتب، فهاهو يرسم بقصيدته صورة رائعة، لذلك الطفل الذي يتحدى الموت، ويواجه عدواً جباراً ليزرع أزهار الحرية..
لم يخشَ عدواً جباراً..
قد أضرم في القدس النارا
هيّا كي نرفع رايتنا العربية
هيّا كي نزرع أزهار الحرية
ويمضي الطفل في نضاله، وقتاله وسلاحه الحجارة، حتى ينال شرف الشهادة..
الطفل استشهد
وتراب الأقصى مثواهُ
وهاهو الأقصى، يستنجد العرب ليحموه، ويدافعوا عنه ضد العدوان الشرس الذي يشنه الصهاينة، ففي قصيدة (نداء الأقصى) يسلط الشاعر الضوء على ما حلَّ بالقدس، والأقصى، وبني صهيون الذين يعيثون فيه الفساد، فتدب النخوة في نفوس الأطفال، ويقررون حماية مقدساتهم في حين يرفل بعض الحكام العرب بالنعيم، والفراش الوثير، والمال والنساء...
خشي الأطفال على الأقصى..
فمضوا.. بقلوب تلتهبُ
كي يحموا كلَّ مساجدهم
ودياراً باتت تستلبُ
ما هابوا الموت ولا رهبوا
حملوا حلماً في أعينهم
ليعيدوا الحقَّ لمن سلبوا...
يضم الديوان العديد، والعديد من القصائد، التي ضمنها الكاتب القيم الوطنية والقومية، ويختمها بقصيدة (سلاماً موطني الغالي)..
سلاماً موطني الغالي        ويا أمجاد ماضينا
نحبك موطني الغالي        وحبك صار يصبينا
ستبقى رمز عزتنا        وحلماً في مآقينا