في سرير الكلام مجموعة نصوص جديدة للشاعرة مها محمد فاضل

في سرير الكلام مجموعة نصوص جديدة للشاعرة مها محمد فاضل

شاعرات وشعراء

السبت، ٢١ مارس ٢٠١٥

في سرير الكلام مجموعة نصوص شعرية صدرت عن دار أرواد في طرطوس للشاعرة مها محمد فاضل حاولت أن تضمنها تداعيات امرأة عاشت الواقع الاجتماعي بتناقضاته فانعكست على أشجانها وعواطفها ما دفعها لكتابة نصوصها بأسلوب نثري مطرز بالدلالات الإنسانية.

في عاطفتها الإنسانية تسجل الشاعرة فاضل نبضات الحب بشكل نقي ومبتكر يصل إلى مستوى الشعر دون تكلف وفق خلجات امرأة تشبه كثيرا من النساء الحالمات بمجتمع أكثر نقاء وصفاء كقولها في قصيدة سرير الكلام..

أحار ذات لقاء هل أستطيع مصافحتك وأنا أطير في السماء

وترى فاضل أن الموت لا بد منه وعلى الإنسان أن يبقى متصالحا معه دون خوف ولا سيما أن هذا الموت يمكن أن يكون طاهرا ومقدسا وشريفا هكذا أوصلتها فلسفة الحياة المعاصرة التي فرضت الموت في كل الاتجاهات تقول في قصيدة نعوة..

أحد الصباحات .. أفاقت احدى النساء حضنتها شمس الظهيرة

فزفرت في أذن الموت .. ألم تشتاق لقهوتي يا بني..

وبرغم كل المتاعب تفتح فاضل نوافذ أمل للإنسان لأن الإرادة غالبا ما تتفوق على كل شيء وتحقق الطموح فلا ترى شيئا يمكن أن يقضي على الأمل ما دام هناك قوة كافية لتحقيقه تقول في قصيدة باب..

الباب مغلق في طريقي ويفتح داخلي أملا أنت تكون خلفه تنتظرني.

وترى فاضل أن زحمة الحياة وتناقضاتها بعثت بكثير من الأدعياء الذين يسمون القلق شعرا بحجة الحداثة دون ضبط ودون اتزان يصل بهم إلى الطريق الصحيح ولا يمكن أن يبقى إلا الشعر الذي يتزين به التاريخ ويتباهى به الكتاب تقول في نصها الذي جاء بعنوان قصيدة..

قرأت قصيدة مزدحمة بالأمكنة كلما حاصرتها في زاوية …تفر إلى أخرى .. هبت ريح الحداثة ..

كنست الزوايا … وتطايرت الحروف … غطت بشق الحبر .. بين دفتي كتاب.

وتشكل فاضل بعض نصوصها بأسلوب فني يأخذ شكل الرسم بأدوات الطبيعة والتلوين بماء العواطف فتبدو اللوحة نابضة بالحب والانتظار تذرف بالشوق وتدعو لإثارة الخيال تقول في قصيدة وشايه..

اسمك كوشاية الشمس .. هذا الصباح .. في أذن المدينة أسرع من الضوء

أبطأ من وجيب القلب … أجمل من قبلة عاشق.

اسمك تعويذة الصباح لكل الرياح.

ويأخذ الرحيل في كتابات فاضل شكلا شعريا إنسيابيا يصل إلى عفوية السهل الممتنع ويتدفق من أشجان امرأة تؤسس لقصائدها بلغة الشوق والبوح والانتظار تقول في قصيدة رحيل..

ذات رحيل … تسيل خوابي العسل … مع أرواحهم المغادرة

ولا نملك لهم إلا القول … همسا أو ضجيجا … رافقتكم السلامة مع الحنين.

محمد الخضر