قصائد للحبّ والحياة .. شعر: توفيق أحمد

قصائد للحبّ والحياة .. شعر: توفيق أحمد

شاعرات وشعراء

الجمعة، ٦ مارس ٢٠١٥

دنيا
كتبتكِ كالقصيدةِ في الضميرِ
كزنبقتين من نار ونورِ
نُسافرُ في العصور بلا ضفافٍ
يجوب شراعُنا لُجَجَ العصورِ
ويكتبنا الزمان مع الأماسي
رفيفَ شذىً وفي لغة الطيورِ
كأنكِ أنت تختصرين عمري
على زنديكِ في صمت الصخورِ
وفيما ظلَّ من وجدٍ بصدري
أعود إليكِ بالكأس الأخيرِ

إليها
ضَمِنْتُ وشِعري شاهدٌ أن زَهْرةً
تَمُرُّ بهِ يَذْوي الزَّمانُ ولا تَذْوي
تغسَّلْتِ بالعطرِ المقدَّسِ هَلْ تُرى
تَذَكَّرْتِ أن العِطْرَ جاءكِ من نَحْوي
أَضاميمُ كُنتِ النار فيهنَّ والنَّدى
وسِرتُ إلى السِّرِّ المحتَّمِ لا ألوي
أَنَا قادمٌ أَجتاحُ باسْمكِ عَالَماً
فَهَلْ أَنْتِ بَحْرٌ ماجَ أم نَجْمَةٌ تَهْوي
رَعى اللهُ هذا الشِّعرَ أَرَّخْتُ عندَهُ
بَقيَّةَ ما في البال من زمنٍ حُلْوِ
خُذي كَلِمَاتي حَسْبُها أنتِ خمرُها
وأَخشى عليها حين يُسْكرني صَحْوي

عيناكِ
كيف عيناكِ تَرْفُضانِ انعتاقي
إنه العشقُ فتنةُ الخَلاَّقِ
زُرْقَةٌ تَسْبَحُ السَّموات فيها
وانطلاقٌ للضوءِ تِلْوَ انطلاق
عَالَمٌ بعضُهُ الوصولُ إلى التِّيهِ
ودنيا مجهولةُ الأَعْمَاْقِ
فيهما أستريحُ سيفاً من الفَتْحِ
ونهراً أضاعَ حُلْمَ السواقي
بِهِمَاْ أَنتهي وُعوداً رماها
بانتظار المجهول يومُ التلاقي
أنا باقٍ ويا الربيعُ تحدَّثْ
عن أغانيَّ.... عن لهيب اشتياقي
عن كُرومٍ تواعدتْ وطيورٍ
شرَدَتْ في مجاهل الدُّرّاقِ
أنا باقٍ يلفُّني الآهُ والشوقُ
وبعضُ الذهولِ والإشفاقِ
أنا باقٍ أَخافُ يُسْكرني الوصلُ
وتَفنى في البالِ كأسُ الساقي
يا رفيفَ المساء حَسْبُ انتظاري
أَنْ تكونيهِ لحظةَ الإشراقِ
إنَّ سِرَّاً مُخَبَّأً في ضُلوعي
كانَ سربَ الحمام في آفاقي
لكِ مجدٌ ولو تحدثتُ عنهُ
همَّ نَجْمٌ من غبطةٍ لانعتاقِ
المداراتُ تنتهي في هوانا
مَجْمَراً صار مُوحشَ الاحتراقِ
وحدَها الخمرُ أدركتْ ما نُعاني
وتعاني في الساحِ كلُّ العِتاقِ
يَخْمُدُ الشَّوْقُ بالعناقِ فَظَلِّي
حُلُماً غيرَ قابلٍ للعناقِ
حَسْبِيَ الآن أن أصوغَكِ شِعراً
ظلَّ خمراً على فمِ الذَوَّاقِ

أحلى
أحلى وإن غَضِبَتْ بلا سببٍ وأخَّرتِ اللقاءْ
هِيَ كالقصيدةِ حينَ لا تأتي وكالحُلُمِ المُضاءْ
أحلى النساءِ حبيبتي فَلْتُخبروا كُلَّ النِساءْ
الوردةُ الجوريةُ الحمراءُ في غَضَبِ الشتاءْ
والغيمةُ الأولى على عطشي وفاكهةُ المساءْ
لي نهدُها المعجونُ بالكلمات حتى الاشْتهاءْ
لي ثغرُها المصنوعُ من عَسَلٍ ونعناعٍ وماءْ
أحلى النساءِ حبيبتي فَلْتُخْبِروا كُلَّ النساءْ

لها
لها جسدٌ يختار لونَ قصائدي
ويسكنُ كالحُلْمِ المقدَّس في صدري
أَيُغضِبُها أن الربيعَ يُحبُّني
وأنَّيَ جارٌ للبنفسج والنهرِ؟
وأنّيَ عتّقتُ الكرومَ بخيمتي
لأَسكرَ حتى لا أُفيقَ من السُّكْرِ
وأنّيَ لا أدري متى كان حبُّنا
قصيدةَ عُشاقِ الجمال ولا تدري
لها العمرُ ما ضمت عليه أصابعي
وما كان في بال الألوهة من أمري

تخت
قالتْ:
خذني في مشواركَ
نمضي عصفورينِ إلى حقلِ الدراقْ
رغم كثافةِ ما أنجزنا في الأيام الأولى
يبقى في جعبتنا الأحلى
يبقى أن نسترسلَ مثلَ جدائل غانيةٍ
أتعبها الحسنُ
ويبقى أن نتزنّر باللهفةِ
مثل الرؤيةِ في العينينِ تُزَنِّرُها
الأحداقْ
لا خوف على من يحملُ في خافقهِ
الدنيا
مكتشِفاً لغز الآفاقْ
فالأجملُ في أسفار العاشقِ
أن يتبنى في رحلة نشوتِهِ
أمطارَ الوصلِ وأوجاعَ الإخفاقْ
لا توجدُ في الدنيا امرأةٌ
-إلاّ ما يَنْدُرُ-
يَحْكُمُها ميثاقْ
لو وُضعتْ بين يديها
نظرياتُ الحقِّ الأولى
حتى والمتأخِّرُ منها
ما اكترثتْ؛
إلاّ بالطالع من طينتها
وهْوَ سفينُ الإنسان إلى غايتِهِ
وينابيعُ اللوعةِ في ذروتها
وَهْوَ مصادرُ كلّ الأشواقْ.
قُمْ وامْنَحْني رجلاً
يستهويه الليل كثيراً
حيث الشاعرُ في جنبيْكَ
يبيتُ مساءً
في تَخْتِ الأوراقْ

أحبُّكِ
لأنكِ مشغولةٌ من خيوط العنادْ
أحبُّكِ
لأنكِ أسطورةٌ من رمادْ
أحبُّكِ...
لأنك تفاحةُ اللامبالاةْ
أحبُّكِ
لأنكِ جنِّيةٌ صعبةُ الانقيادْ
أحبُّكِ
لأنكِ لا تعشقيني كثيراً
أحبُّكِ
لأنكِ لا تكرهيني قليلاً
أحبُّكِ
لأنكِ تستنفرين ملائكتي
من سرير الرقادْ
أحبُّكِ
لأنكِ لا شيءَ في خاطر الشيءِ
جَمَّعتُ أشياءَكِ البِكْرَ
ثم ضممتُ عليكِ المدى
واعْتَصَرْتُ نبيذَكِ في جرتي
وسقيتُ البلادْ