مريم الصائغ تكتب خواطر “ترانيم أنثى دمشقية”

مريم الصائغ تكتب خواطر “ترانيم أنثى دمشقية”

شاعرات وشعراء

السبت، ١٤ فبراير ٢٠١٥

ترانيم أنثى دمشقية مجموعة نصوص اقتصرت مؤلفتها مريم الصائغ على النثر في صياغة تعابيرها ثم حاولت أن تطرزها بنمنمات لفظية إلا أنها اقتربت من الخاطرة التي ترصد ما داخل المرأة من عواطف.

وفي المجموعة النثرية يأخذ الحب حيزا كبيرا ويعبر عن الحالات النفسية التي تعيشها الصبايا في فترة زمنية لتصل النصوص إلى حد العواطف وتبقى في إطار الخاطرة البعيدة عن مواصفات اللغة الشعرية تقول في نصها.. أجمل ما في هذا العالم إني أحبك..

أجمل ما في هذا العالم.. أني أحبك

عطرك مصلوب على قدري

أيقنت أنك موسم الحب وحصاد أنوثتي

ويرتفع مستوى بعض النصوص النثرية مختلفا عن باقي نصوص المجموعة فيتكون من ألفاظ مستعارة تصل بالمفردات والتعابير إلى الكناية ثم تندمج مع عاطفة انثوية رقيقة فيتراوح النص بين الشعر والنثر كقولها في نص “أحبك”..

خلف الكلمات أختبئ.. نجمة لا طريق لها

ليل يهرب من العمر.. رماح يعلنها الزمن

وخاصرة تنزف الوجع

ثم تتراجع النصوص عن خطها الدرامي عندما تحاول أن تسقط تشبيهات على حالة الحب كنصها “لعبة القمار” الذي جاء مكونا من كلام عادي بسيط لا يرتبط بالشعر أو حتى النثر الفني فادت خلاله معنى مؤلفا من كلمات تريد أن تفرغ عبرها شحنة عاطفية حيث كتبت..

انتظرتك سنوات.. وسنوات أخرى.. سأنتظرك.. فأنا لست نرجسية في حبك.. أعلم أنك قد لا تكون لي.

ولدمشق حضور في نصوص الصائغ النثرية تعبر فيها عن الذكريات والجمال التي عاشتها فيها معتبرة أن هناك من عاث بها فسادا وشوه الفرح الطفولي .

وترصد الصائغ حالة نفسية اخرى هي الحرب في الحب كما جاء عنوان القصيدة بعد تداعيات الحرب التآمرية على سورية وتاثر المشاعر بشكل مباشر او غير مباشر بما يدور وانعكاسها على الألفاظ لتأتي النصوص بايحاءات دالة على رغبة الناس بالحب والحياة وعودة الوطن إلى ما كان عليه كتبت..

حبك رسم لي خارطة وطن .. وخطط لي تاريخ بلاد

حبك وضع قانون الحياة .. وتمردك الذي طال قلبي

كنت تحارب حبي .. وجها لوجه .. فأعاند ذبول المواسم في/.

والغربة أثرت أيضا في بعض نصوص المجموعة فاثرت على الأسلوب التعبيري الذي صاغته الكاتبة دون أن تتمكن من تحقيق انسجام الألفاظ مع العواطف الناتجة عن وجع الغربة ونارها فلم تحقق مستواها الفني كنصها /كأس الغربة/ تقول..

علقم الحياة فيه أسى الزمن .. وكل أوجاع القلب .

كؤوس الآهات على موائدنا .. وهواء الاشواق مع طعامنا/.

إن المجموعة النثرية الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب والتي تقع في /112/ صفحة تحتاج لإعادة صياغة نظرا لطغيان الأسلوب الخطابي العادي على أغلب النصوص وعدم التمكن من الوصول إلى المستوى الفني اضافة الى الغلط البنيوي الذي جعل الكاتبة تقسم التعابير بنقاط جعلت خلالها المعاني قلقة وغير متوازنة ففصلت كثيرا من المعاني عن بعضها.
محمد الخضر