فينيقُ الخصوبة.. شعر : توفيق أحمد

فينيقُ الخصوبة.. شعر : توفيق أحمد

شاعرات وشعراء

الجمعة، ٦ فبراير ٢٠١٥


الآنَ أفتتحُ القصيدةَ
باسْم منْ زفَّتْ الى الدنيا
شموع الأبجديَّهْ
وأطيرُ مزهُوَّاً بأشرعتي
أنا السوريُّ فينيقُ الخصوبةِ
مقعديْ الأزليُّ في "عمْريتَ"
مزدحمٌ بأجنحةِ النوارسِ
كلُّ ما يصطادهُ التاريخُ
من مطر الخلودِ
أراهُ يقفزُ في شباكِ اللَّاذقيّةْ
في شارع الدبلان .. في ناعورةِ العاصي
جلال القلعة الشهباء
يا حلبُ الرضيّة
ومن الفرات الى المماتْ
إلى حوران في روح
الرمال على الشواطئ,
في الصدى
في بالِ تدمرَ,
شمسِ دير الزور,
شهبا والسويدا
والقنيطرةِ التي شاب الزمانِ
ولم تدعْ للذل درباً
صوب فسحة نارها
هذا أنا السوريُّ ألبس من جديدِ
تاج من أهدى شموس الأبجدية
************************
والآنَ .. قلبي الآنَ مبتلٌّ
بنار الشوقِ
تمشي الأرضُ صاعدةً إلى
ملكوتِ فتنتكِ البهّيةِ
يا بهيَّةُ ...يا شآمْ
بردى!! أنا المنفيُّ فيكَ..وأنتَ أخيلتي
مدَجَّجةً بأجنحةِ الغمامْ
**************
سبحانهُ...!!!
أسرى بقلبي من سرير الماءِ
في وادي العيونِ
إلى عيونٍ لا تنامْ
أمشي.. وتمشي الأرضُ صاعدةً معي
وكواكب الشهداءِ
من قمرٍ إلى قمرٍ
يمدُّونَ الجسورَ الى البنفسجِ
يا بنفسجُ!!!
كن عليهم بلسماً ونَدَى
وناراً كنْ على الغربانِ
عشَّاقِ الظَّلامْ
****************
ريحٌ على الأبوابِ تصفرُ
والذئابُ يعرِّشونَ
على شبابيكِ القمرْ
لم يتركوا أحلامكَ الخضراءَ يا بردى
تَشُبُّ قُبيل أن يبني الحمامُ قبابهُ
فوق الشجّرْ
مطرٌ...مطرْ
من كلِّ صوبٍ أقبلوا
عَرَباتُهم عرجاءُ تمشي
والوحوشُ تجرُّها
يتقاتلون على الغنائمِ
يسقطونَ ويسقطونْ
فبأيِّ آلاءِ الحقيقةِ يكذبونْ
لرصاصهم حقدٌ يموتُ..ولايميتُ
أموتُ من خوفٍ على وطني
يجوعُ الحوْرُ فوق ضفافهِ
وأموتُ ثانيةً
إذا ارتجفَ الحمامُ من الصقيعِ
على رصيفِ المنحدرْ
وأموتُ أكثرَ ثم أكثرَ
حين يهدمُ صاحبي العربيُّ
بيت أخيه حيّاً
ثم يقتلُهُ بقلبٍ من حجر
مطرٌ...مطرْ
الحقد يأكلُ بعضهُ
وتعود سوريّا حدائق للحمام
تصيرُ سوريّا مقابرَ للتترْ
مطرٌ ...مطرْ
يا شامُ..يا وجعاً
تدفقَ من جراحِ بنفسجي
كم مرةً تحت الظلامِ
عليَّ أنْ أتحمَّلَ الطلقاتِ
من نارِ الصديقِ لتنضُجي؟
كم مرةً تحت الرصاصِ
عليكِ يا قِدِّيستي
أن تلبسي التابوتَ
كي تتوهجي ؟
قد يقتلونَ الورد فوق سريرهِ
لا تلبسي ثوب الحدادِ
وسرّحي بالنُّورِ شعرَكِ
بالغمامِ تبَّرجيَ
أنتِ الأميرةُ قد دخلتِ دمي
    كسيفِ البرقِ في زند السماءِ   
ومن دمي لن تخرجي
لن تخرجي