وليدة عنتابي شاعرة بين الفلسفة والبوح

وليدة عنتابي شاعرة بين الفلسفة والبوح

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

نبوغ أسعد
 شاعرة وأديبة سورية، أمضت دراستها حتى حصولها على أهلية التعليم الابتدائي في مدينتها إدلب، ثم انتسبت إلى جامعة حلب كليّة الآداب قسم اللغة العربية، مارست كتابة القصة القصيرة في المرحلة الابتدائية، وتميزت بكتابة المواضيع الإنشائية في هذه المرحلة ما لفت أنظار المعلمات والإدارة, فتلقت التشجيع المستمر والرعاية من مديرة المدرسة بشكل خاص، فكانت تزوّدها بالقصص وهي مازالت في الصف الثالث الابتدائي، وسرعان ما استهوتها المطالعة المتنوعة بتوجيه وترشيد من والدها الذي آمن بأنّ وليدته تمتلك زخماً أدبياً, وروحاً شاعرية، تجلّت في منتصف المرحلة الإعدادية، عندما تلقّت صفعة مفاجئة من مدرّسة اللغة الفرنسية جزاء شرودها أثناء الحصة الدراسية.
ما جعل مشاعرها تلتهب وتمسك بالقلم والورق لتكتب لهذه المدرسة رسالة عتاب، وإذا بها تكتب أول قصيدة شعرية.
وليدة بنت محمد عنتابي عاشت طفولة واعية مدركة لما حولها من متناقضات، موفقة بين المفارقات في مجتمعها، تقلّدت مسؤولياتها مبكّرة، رغم مزاجها الانطوائي، فكانت الأخت الكبرى لأشقاء وشقيقات عشر، كانت تحلم وهي في الثالثة من عمرها بالكتب، وكلما رأت كتاباً تتلمسه بشغف مسحور، وهي تؤمن في قرارة نفسها أنّها ستعرف ما بين دفتيه ذات يوم.
تألقت وليدة كشاعرة في المرحلة الثانوية من دراستها، ولفتت أنظار مدرسيها ومدرساتها وزميلاتها وكل من حولها، فأقيمت لها أول أمسية شعرية في المركز الثقافي العربي في مدينة إدلب وهي في السنة الثانية من المرحلة الثانوية.
ثم شاركت في العديد من المهرجانات الشبيبية في إدلب وحلب وحمص وطرطوس ودمشق وغيرها من المدن السورية أجريت معها عدّة مقابلات صحفية منها: وليدة عنتابي صوت متميز في زاوية بقعة ضوء في جريدة المسيرة أجراها معها الأستاذ محمد قرانيا، وبلا مقدمات مع وليدة عنتابي أجراها معها الأستاذ سالم سلوم في جريدة المسيرة، ونشر عنها مقال نقدي بعنوان البلاغة والإقناع في أشعار وليدة عنتابي للأستاذ حسن العبد.
كما حصلت على جائزة منظمة الطلائع لقصيدة كتبتها للأطفال، وجوائز مختلفة من اتحاد الطلبة، والشبيبة واتحاد العمال.
 شاركت في مهرجان موسكو العالمي للشبيبة عام 1985 كشاعرة عن سورية، نشرت مجموعتها الشعرية الأولى عام 2000 وهي بعنوان (أسرار)، وحصلت على الميدالية الذهبية في حفل تكريم لها ولزميلاتها من الأمهات المبدعات في عام الثقافة 2008 من قبل السيّدة عقيلة رئيس الجمهورية العربية السورية السيدة أسماء الأسد.
كتبت لمسرح الطفل عدّة مسرحيات مثلت إحداها عام 2009 في مهرجان الطلائع في مدينة حلب عن فرع دمشق لطلائع البعث، كتبت ثلاثية (الصابرة) وهي مسلسلة تلفزيونية، مأخوذة عن رواية الدكتور الشاعر أحمد صالح الرحال.
نشرت الكثير من قصائدها في الصحف والدوريات المحلية والعربية، كجريدة الثورة وملحقها الثقافي وجريدة الجماهير والبعث والزيتونة, والوطن ومجلة تشرين الأسبوعية في سورية وجريدة المحرر نيوز، وجريدة المسيرة والرأي العام والوطن في الكويت والقبس الفلسطينية والأسبوع الأدبي واليقظة السورية، وجريدة الصوت العراقية.
مارست كتابة القصة القصيرة، والنص الأدبي المفتوح، ولها قراءات نقدية في أدب الرواية وغيرها، من مخطوطاتها تحت الطبع مجموعتان شعريتان الأولى بعنوان: وارشف دوارك من جرار توقّدي، والثانية بعنوان: في شرفة من أحجيات القلب، ولها أيضاً كتاب: رسائل زمن الورد، وكتاب في السيرة الذاتية بعنوان: ذكريات مصوّر صحفي.
أصدرت مؤخراً مجموعتها الثانية وهي من أفضل ما صدر من مجموعات شعرية لعام 2014 والتي تحمل عنوان (من زهر وجدي جنّتك)، وقد رصدت فيها رؤاها الكونية في فلسفة الحياة والحريّة، في لغة شعرية شديدة الخصوصية، لها مفرداتها الثرية بالإيحاءات، وصورها المحمّلة بالإشارات الإيماءات، في شعرية عرفانية نورانية، تنضح باخضلالها، وتتقطّر بعبيرها، مازالت الشاعرة تمارس دورها، وتساهم في الندوات والأمسيات الشعرية والأدبية على مستوى محلّ إقامتها في دمشق حالياً بعد أن ساهمت لعدة سنوات في مختلف محافظات القطر.