الإصدارات الشعرية لـ 2014.. تركيز على النوع وغنى بالأشكال

الإصدارات الشعرية لـ 2014.. تركيز على النوع وغنى بالأشكال

شاعرات وشعراء

الأحد، ١٦ نوفمبر ٢٠١٤

أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة خلال العام الحالي عدداً من المجموعات الشعرية التي تميزت بحسن الاختيار برغم التزاحم الشعري على الساحة الثقافية وازدياد عدد من يكتبون الشعر بأشكاله.

وتنوعت الإصدارات حتى شملت كل الأنواع الشعرية من شعر الشطرين إلى شعر التفعيلة إلى النثر إضافة إلى ارتقاء المستوى الفني والأدبي والقيمي في المضامين التي جاءت في المجموعات المطبوعة.

وكان من شعر الشطرين مجموعة الديوان الشعري للشاعر اسماعيل عدرة والمجموعة الكاملة للشاعر توفيق أحمد ومن شعر التفعيلة مجموعة بعنوان للغياب حضوره للشاعر إحسان قنديل وثانية للشاعر غسان كامل ونوس بعنوان رحيق احتضار إضافة إلى مجموعة للشاعر سليمان السلمان بعنوان في أرق الكلمات أما في شعر النثر فكانت مجموعة الشاعر بديع صقور بعنوان دعوا الحمام ينام كما شملت المطبوعات مجموعة كتابات نثرية للأديبة اعتدال رافع.

وشمل ديوان الشاعر اسماعيل عدرة قصائد كتبت على شكل شطرين غلبت عليها العاطفة الإنسانية وتميزت بالتقنية الفنية العالية ملتزماً في كتابة الشعر بموسيقى الخليل وجاء في قصيدة المرافئء الضائعة.. أتنسين… أم أن الهوى ليس يذكر .. جمالاً تقضى أو سحائب تقطر أتنسين… لا يا نفس لسنا سوانحاً .. من الفكر والأحلام تطفو فتدثر وليست دناناً مرتعاً لمباذل .. بها ينتشي العقل الضليل ويسكر.

أما المجموعة الكاملة للشاعر توفيق أحمد احتوت على مجموعاته الستة أكسر الوقت وأمشي ولو تعرفين ونشيد لم يكتمل ولا هدنة للماء وجبال الريح وحرير الفضاء العاري حيث غلب على قصائد تلك المجموعات العاطفة والصورة الشعرية كما حضر الوطن مع الالتزام بالنغمة الموسيقية وقال في قصيدة قصة العمر..
عندما لاحت لعيني منى .. كنت كالطفل أحب السوسنا كبرت في داخلي حتى إذا .. وطني صارت عشقت الوطنا مرة تكتب بالعطر على .. دفتري الحب ومرات أنا في حين غلب الرمز والإيحاء والدلالة على مجموعة معنى على التل للشاعر صقر عليشي إضافة للأسلوب التعبيري الموشى بتقنية الشاعر الذي امتلك القدرة على انتقاء المفردات والألفاظ مما سهل عليه الوصول إلى المعنى الذي أراده في قصيدة قالت الغيمة قلت للريح تعالي فأتت .. ثم نخت فاعتليت السنما قلت أمشي بي يا ريح مشت.. ورفعت البرق فوقي علما.

وارتفع مستوى شعر التفعيلة في نصوص الشاعر إحسان قنديل وتميزت بالدقة في رصف الكلمات والأدوات حتى تماسكت على شكل لوحة فسيفسائية تصل إلى معان شفافة ومواضيع متوازية ذات أسلوب سهل وممتنع و قال في قصيدة للغياب حضوره.. ما حاجتي للريح .. لو خبأتها .. في قمقم .. لا تحمل الأطيار .. فوق التل .. لا تلقي رسالات الغصون على الغصون .. ولا ترقص فوق ماء اليم قار.. ما حاجتي للبحر .. لو ضاقت شواطئه .. كساقية .. فلا سفر .. ولا جزر .. فيرسو السندباد .. ولا عجائب وفي مجموعته رحيق احتضار كون الشاعر غسان ونوس قصائده مما اعتراه من هموم إنسانية واجتماعية وقال في قصيدة طلول.. في ذي الطلول .. تقول اسمعها .. وأذرف بضع بسمات .. وفيضاً من نواح هي ذي الحكاية .. سحنة عبرت .. وتعبر فوق جبهتها … وتلم غائر الوجع المبارك والأنين ينز .. أوقد لهفة الوجع .. الحنين يؤوب .. لا تسكت عن البوح الحرون .. عسى يواتيك الصباح.

وكان الرمز حاضراً في مجموعة الشاعر سليمان السلمان التي جاءت بعنوان في أرق الكلمات وشملت قصائد بمعان إنسانية وروءى فكرية فقال في قصيدة مرايا اللهفة.. عالم مر على صدري يضيق .. آهة حرى بأنفاسي .. وبي جرح عميق لست أدري .. كيف هذا الجرح في قلبي غفا .. كلما شئت له نوماً يفيق.

وفي مجموعته النثرية دعوا الحمام ينام حرص الشاعر بديع صقور على الالتزام بقضايا الوطن والإنسان في وجه المؤامرة التي حاولت النيل منه ومن هويته حيث قال في نصه.. نتقاتل .. إلى أن يرث الحمام بندقية .. نتفانى إلى أن ترث الزهرة قنبلة .. نحترب .. إلى أن يرث العصفور السماء.

وطبعت الهيئة للأديبة اعتدال رافع بعضا من خلجاتها الشعرية مجموعة كتابات بعنوان حالات تضمنت لواعج إنسانية وعواطف امرأة عاشت التجارب الاجتماعية والإنسانية فأعربت عنها بكلمات عفوية تقول في نصها حالات.. تتهدل ستارة النافذة .. مطوية الحنين .. تتنهد مصاريعها المغلقة .. على حلم .. أكلته عتة الانتظار .. يباغتها الضوء كعاشق أبدي.

وعن إصدارات هيئة الكتاب الشعرية رأى الدكتور الناقد عبد الله الشاهر أن هذه الإصدارات أضاءت قنديل الشعر من خلال ظهور بعض المجموعات الشعرية لعدد من الأسماء الذين يمتلكون موهبة حقيقية مكنتهم من الحضور على الساحة وهذا دليل بداية جديدة تبشر بالعمل على احترام الشعر وإعطائه حقه وهذا يسبب تقدم الشعر والوقوف بوجه التحديات الرامية لمسح شخصيته التي ورثها عبر التاريخ.

وقال الدكتور الشاعر نزار بني المرجة عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب.. إن المجموعات الشعرية التي ظهرت عبر منشورات الهيئة من كل الأنواع دليل واضح على سلامة الانتقاء والعمل على حفظ الهوية الشعرية حيث تمكنت الهيئة من الإلمام بالجوانب الثقافية الشعرية المطلوبة إضافة إلى الحفاظ على المستوى الفني للنصوص الشعرية المنشورة.