“بعد الذي حدث” مجموعة شعرية جديدة للشاعر علي العبيدي

“بعد الذي حدث” مجموعة شعرية جديدة للشاعر علي العبيدي

شاعرات وشعراء

الاثنين، ١٠ نوفمبر ٢٠١٤

اعتمد الشاعر العراقي الدكتور علي العبيدي في مجموعته الشعرية الجديدة “بعد الذي حدث” أسلوب الشطرين في أغلب قصائدها إضافة إلى بعض القصائد التي كتبت على التفعيلة حيث تباينت مواضيع المجموعة واختلفت الاماكن التي كتبت فيها فهي عصارة هموم وأحزان جاءت بدافع عاطفة لايملكها إلا الشعراء.

في المجموعة يعتبر الشاعر أن دمشق هي وطنه الآخر بعد العراق  لأنه عاش فيها أيامه الجميلة كما أنها قلب النضال وسفر الحضارات وتاريخ الأمة المجيد فهي رمز عزة العرب وكرامتهم يقول في قصيدة دمشق السلام:
دمشق يريدون أن يهزموك .. لكي يهزموا فيك كل العرب
وهم يعرفونك عز العرب.. وتاج على رأس كل العرب

ويحن الشاعر لوطنه العراق فيشتعل الشوق في قلبه وتتقد الذاكرة وتتداعى الذكريات فيختار البحر البسيط ويعتمد النون روياً حنوناً في خواتيم أبياته التي توالت نغماً مترادفاً بأسلوب عفوي مليء بالشفافية التي مكنت الأبيات من القدرة على إقناع المتلقي يقول في قصيدة وطن لا يسعه الحب:
قالوا عشقت فقلت الأرض والوطنا … هما اللذان بقلبي دائما
سكنا هما الحياة هما الدنيا هما قدري .. لولاهما ما عبرت الصعب
والمحنا نعم عشقت أعيب عشق من جعلوا …حب العراق نشيدا يملأ الأذنا

ويكتب العبيدي لكل الأمهات في عالم باتت المرأة فيه مظلومة تعاني الظلم والقهر والذل وتصل إلى السبي والسجن في زمن يدعي العالم فيه التحضر والتطور بعد أن كانت المراة في الصدارة تشارك الرجل مر الحياة وحلاوة العيش متبعا بذلك أسلوب الشعر الأصيل الذي ركب خلاله متن البحر الطويل وما يترتب على هذا البحر والتعامل معه قوة بالديباجة وقدرة على التعبير يقول في قصيدة سلام لكل الأمهات:
سلام لكل الأمهات بعالم .. به بنت حواء تذل وتظلم
وتسبى وتقتاد الفضائل عندها … إلى غيهب السجن المقيت وتعدم
كما المجرمون الوالغون دماءهم … تعامل أماً لنشء جوراً وتظلم

ومن دمشق كتب أيضاً لبيروت تلك المدينة العربية التي تحتوي الجمال وهي مرابع الذكريات التي عاشها وزار شوارعها الجميلة وأماكنها التي ليس لها شبيه بأي مكان آخر يقول في قصيدة ترنيمة:
سلام على بيروت يا دوحة الهوا … ويانبض لبنان الأشم وما
احتوى على ريمه أنى يلامس وجهها… نسيم الجنوب العذب لو قلبها
اكتوى بعشق الحسان الغيد من صخرة الفدا …إلى شارع الحمراء ما امتد والتوى

ويتذكر الشاعر العبيدي حال الأمة العربية وواقعها المرير فيستعرض كثيراً من الأحداث التاريخية المشرقة الموجودة في صفحات العرب حيث أراد من ذلك أن يتابع شعبنا مسيرة أمجاده وتاريخهم الذي حفل بالانتصارات وتطرز بالثقافة والعلوم والحضارة وهذا ما نجده في قصيدته قراءة في واقع الأمة:
إن تسل يا زمان عنا فإنا… قوم سعد وخالد والمثنى
نحن قوم إذا ابتلتنا الرزايا… يقف الموت دوننا لو جفلنا
ما كبت خيلنا وكانت سراعاً.. تتبارى إلى الردى وهو منا

وفي المجموعة تقترب قصائد التفعيلة كثيراً من أسلوب الشطرين الذي جاء به العبيدي فهي غالباً مقيدة وتتميز بالصفات ذاتها الموجودة في كل أشعاره غير أنها أقل حضوراً في ذائقة المتلقي من قصائد الشطرين لأن العبيدي لايرغب بالخروج عن مذهبه الشعري الذي نجح فيه حتى ولو كانت قصائد التفعيلة عنده لا تنتمي لنمط الشطرين الأصيل يقول في قصيدة لا تيأسي:
وكل أشياء الصغار الحالمين … حتى عروسك تلك من كانت هدية يوم مولدك الندي.

يذكر أن الكتاب من منشورات دار العرب يقع في مئة وخمس وسبعين صفحة من القطع المتوسط.