إبراهيم: الشعر عندي هو تحليق للفكرة والشعور على أجنحة شهية الرقص والطرب

إبراهيم: الشعر عندي هو تحليق للفكرة والشعور على أجنحة شهية الرقص والطرب

شاعرات وشعراء

الجمعة، ١٩ سبتمبر ٢٠١٤

فتن الشاعر مجد إبراهيم في بداياته بنماذج الشعر العباسي ولا سيما شعر المتنبي شكلاً ومضموناً ثم رويداً رويداً تأثر بالشعر المهجري ولا سيما شعر إيليا أبو ماضي إلى أن أصبح التأثر شيئا لا يفسره بل يعيشه وكأنه ضوء الشمس أو نور القمر ثم أحس أنه يشع من داخله ويمنح غيره الضيا.
وقال الشاعر ابراهيم خلال لقاء خاص ل سانا الثقافية أن مجموعتي ملهاة الظلام جاءت استكمالاً لمجموعتي السابقة ومضات سوداء إذ صورت فيها ما أعيشه من صراع فكري أو اجتماعي بأسلوب ساخر أحيانا وجاد أحياناً أخرى وما يميزها هو المضمون الجريء ولا سيما قصيدتي سراب الهواجس التي أعدت من خلالها تشكيل بعض المفاهيم وإعادة العقل إلى حيرته الأزلية الأبدية من خلال تساؤلات من الصعب وصفها بأنها بريئة.
ويرى الشاعر إبراهيم أن حضور المرأة في المجموعتين المنشورتين هو حضور إنساني بسلبياته وإيجابياته كحضور الرجل جاء لخدمة ما يصوره من صراع أما في مخطوط مجموعته الثالثة دندنات عارية فالمرأة هي كل شيء إنها الحبيبة الحاضرة الغائبة والحب المتلألئ في جسد جميل وهي انعكاس جمالي على مراة نفسه هي المبدأ والمنتهى يسافر منها وإليها ويتحد بها ويحبها حتى التلاشي موضحاً أنها الكائن الأجمل المكمل لنقصه يذوب في ماء أنوثتها طين رجولته مؤكدا أن كل ما سبق من صفات للمرأة جدير بأن يجعلها الملهمة الأولى والأخيرة والمحرضة الدائمة على الإبداع.
والشاعر يولد ولادة ولا يصنع صناعة فالشعر كالحب أنا أحب لأنني أحب وأنا شاعر لأنني شاعر فمثل هذه الأشياء بحسب رأيه تكون هي نفسها السبب والنتيجة ولأننا منطقيون نسأل دائما عن الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة أو تلك هذا ما يخص الشعر كمفهوم كلي أما الأجزاء أو القصائد أو النصوص فهناك ما يوقظها من سباتها إنها تحتاج إلى صدمة وهذه الصدمة قد تكون صدمة حزن أو فرح او ألم أو لذة.
ولفت ابراهيم إلى أن السخرية هي روح الحياة وهي الآلية التي نستخدمها لتجميل الآلام ومنحها رعشة لذيذة مشيراً إلى أنه يستخدم السخرية بشكلها الدعابي في حياته ثم يحول هذا الاستخدام إلى أداء شعري على شكل مقطعات قصيرة من شعر التفعيلة كما جاء في مجموعته الأولى ومضات سوداء وفي قسم كبير من مجموعته الثانية ملهاة الظلام بهدف تجميل الآلام وتوسيع دائرة قبول الفكر الإشكالية وتفريغ شحنات الغضب والحزن عند المتلقي من خلال الابتسامة.
وعن كيفية تأثر الشاعر بالأزمة التي تمر بها سورية قال ابراهيم إن ما نعيشه الآن من حزن وألم ولد عندي عدة قصائد من شعر التفعيلة منها قصيدة تقرير حنظلة وهذه القصيدة عكست فيها ما في داخلي على الخارج الذي تجري فيه الأحداث إضافة إلى  قصيدة بعنوان تحليق اضطراري وقصيدة حفنة من رمال الصمت وهاتان القصيدتان هما انعكاس للخارج على داخلي.
أما ما يميز الشعر الذي يكتبه فيقول أن العلامة المميزة في شعري يراها الآخرون إما أنا فأزعم أنني أشبه نفسي وشعري هو أنا يرفض الفوضى والخطأ والقبح وتجاهل الآخر له.
وأشار ابراهيم إلى وجود الكثير من الشعراء المتميزين على الساحة الشعرية في سورية منهم من يكتبون شعر التفعيلة وشعر الشطرين ومنهم من يكتب قصيدة النثر لافتاً إلى أن ما يميز تجربتهم أنهم استطاعوا رفع العادي اليومي إلى مستوى المدهش المختلف ولاسيما شعراء طرطوس إضافة إلى ميلهم إلى النزعة الصوفية نتيجة تأثرهم بالبيئة الطبيعية من جبل وبحر.
ويرى الشاعر مجد إبراهيم أنه لا تعريف للشعر من حيث المضمون فهو مزيج من الدهشة والغرابة والأشياء المبهمة الغامضة غير المحددة أما من حيث الشكل فهو لا يتخلى عن الموسيقا المنظمة أي البحور الشعرية رغم استمتاعه بقراءة بعض نماذج قصيدة النثر فالشعر عنده هو تحليق الفكرة والشعور على أجنحة شهية الرقص والطرب.
ويميل الشاعر ابراهيم إلى كتابة الشعر الموزون أي شعر التفعيلة وشعر الشطرين بحسب ما أوضحه فهو لا يتخلى عن الموسيقا المنظمة وربما يعود هذا إلى تجربته مع العزف والتلحين والغناء لكن هذا مشروط عنده بأن يكون الوزن وسيلة لا غاية أي ألا يسيء إلى المضمون لإنجاح الشكل إنها عملية إبداعية متكاملة لا يسبق جزء منها الآخر.
يشار إلى أن الشاعر حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق كلية الآداب يعمل في التدريس والتدقيق اللغوي شارك في مهرجانات عديدة ونشر في الصحف الرسمية وأصدر مجموعتين شعريتين ومضات سوداء عام 2009 و ملهاة الظلام عام 2010 وعنده مخطوط لمجموعة ثالثة بعنوان دندنات عارية ستطبع قريباً وهناك مخطوط لمجموعة رابعة لم يضع لها عنوانا بعد.