من ذكريات الشام.. شعر : محمد خالد الخضر

من ذكريات الشام.. شعر : محمد خالد الخضر

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٨ سبتمبر ٢٠١٤

قلبي على باب     الشآم تصابى
وتذكر الأحباب      والأصحابا
أيام كنت أعيش بعض طفولتي
وألم في سوق الخجا     أطيابا
متذكر كيف الطريق    تشعبت
أطلت عن بيت القريب   غيابا
وهناك عاتبني       أبي بمحبة
فتن الصبي     بمن أحب فغابا
أغرت دمي شام الهوى في عشقها
فبنيت أحلاماً لها        ورغابا
الآن والآلام   تعصف في دمي
وترد عن حلمي الشفيف جوابا
هذا الرديء ما كان  قبل فتوتي
وكبرت والبلوى       تهد شبابا
أنى التفت أرى دمشق   حزينة
وعلى مفارقها     رأيت خرابا
ورأيت آلاء الجميلة      خبأت
بين الجفون فجيعة      وعذابا
تركت لميسون  الحزينة وردة
ومضت معي كان الطريق سرابا
وكلاهما يأتي   بالمهانة والردى
والعار والإذلال       والإرهابا
قبلتها قالت :         أتقطف قبلة
وأنا بعشقك       قد كتبت كتابا
لكن قطعان الذئاب         قريبة
أرأيت حولك  في الطريق ذئابا
يا شاعري  خذني لأمسح دمعة
سقطت لتغسل في الصباح قبابا
قد دنستها الغرب   في أفكارها
هذا زواج الرهط    صار ثوابا
دعنا نحج ونسترد      ضياءها
ونقبل الأشجار         والأعتابا
اقطع لأجلي     كل رأس خائن
أو ألحق الكفار          والأذنابا
من هاهنا تمضي الفتوح وتلتقي
بالبحر حتى        لا نرى كذابا
اسأل بثينة   عن جميل هل أتى
ليرد للعشق        الكبير حسابا
شروال زيزي صار رمز قضية
راحت تجاهد      والجهاد تغابى
قبل الضعيف وصار يشرع سيفه
ورمى على جسر الهوى أسبابا
 
وأدار ظهراً     لليهود فلن يرى
قدساً تضيع    ولن يرى محرابا
عفواً حبيبي :    إنّ ثغرك عالم
من قبلة     زرع السماء سحابا
أنا قد عهدتك فارساً      ومقاتلا
وأراك تشعل      في دمي ألقابا
نحن المروءة    والحمية والندى
خذ ما تشاء       وقاوم الأغرابا