الكسندر بخعازي: روائي يكتب بلغة شعرية تمتاز بعفوية الطرح وبراعة الأسلوب

الكسندر بخعازي: روائي يكتب بلغة شعرية تمتاز بعفوية الطرح وبراعة الأسلوب

شاعرات وشعراء

الأحد، ٣١ أغسطس ٢٠١٤

الكسندر بخعازي روائي تأثر بجمال البحر وبعبق التاريخ فكتب رواياته بنقاء لأنها كانت تصر على ملامسة الواقع وفق لغة شعرية حساسة تختلف كثيرا عما طرحه الروائيون الآخرون نظراً لما فيها من عفوية وبراعة بالأسلوب.
وفي حديث لـ سانا قال بخعازي لقد تركت اللاذقية تلك المدينة الجميلة الأثر الكبير بنفسي نظرا لما تمتلكه من جمال ساحر ولاسيما أنها تذهل العالم بوصيفتها الشمالية أوغاريت التي ابتدعت الأبجدية وغيرت وجهة التاريخ الإنساني وفصلت بينه وبين تاريخ الكائنات فصلا حديا قاطعا لتأمر الأفق بمنح الحياة الإنسانية مزيدا من الرحابة ولتمسرح كل شيء.
وأضاف بخعازي إنها “أوغاريت التي أظهرت كيف يعرض الشيطان إغراءاته المتنوعة بطريقة بشرية وكيف كانت الملائكة تقدم التضحية في سبيل الآخرين والمحبة بنقاء دون خطيئة”.
وتابع الروائي بخعازي تأثرت بتداعيات الحياة ومتغيراتها وبما استفاده أهلي وأقربائي من خبرات خلال تعاملهم مع العالم الآخر فكانت التعددية البسيكولوجية التي أسهم في تكوينها القدر وشعور أمي التي عاشت الغربة وهمومها إضافة إلى عذاب المهاجرين التي دخلت في البنية التركيبية لروايتي وساهمت في تكويني النفسي واهتماماتي الفكرية.
وقال بخعازي بدوت فجأة أقفز فرحا مجتازا الصخور المخيفة بنفس مطمئنة فاتخذت دربا آخر أكثر ارتباطا بالأبدية ملتزما الصدق والطيران باتجاه السماء لزيارة كل الأرواح.
وشرح مؤلف رواية الخروج من النفق كيف كان يذهب متنكرا باحثا عما يدور في الأزقة التي يعيشها الخاطئون ليترجمها عبر كتاباته من أجل مواجهة الشيطان الذي يقاوم الإنسان دائما مؤكدا أنه لم يختر يوما نمطا في الكتابة بل إن نفسه طلبت بإلحاح أن تكون ذاتها وأرادت خوض غمار الأدب وترصيع الكلمات بحيث تكون متألقة في موضعها مستعينة بالأدوات والمجسات الحساسة التي تمكنه من إدراك ماهية السحر وحبكة الساحر الخبيث دون أن ينخدع.
وحول هذه النقطة بين الروائي بخعازي أنه “حاول تعرية الحياة من خمارها غير المرئي وفضحها دون لأن يترك لها مجالا لفضح الناس وجعلهم حكايتها التي ترويها الأزقة وانحرافات البشر”.
وأشار إلى أنه حاول في كتاباته أن يكون صارخا وكاشفا لما يختفي عن الأعين من أخطاء إضافة لما هو في غياهب النسيان بأسلوب إبداعي وأنماط مختلفة مشرعة الأبواب مبتعدة عن الفخاخ.
وتابع بخعازي إنني أحاول ألا أكون جامدا أمام ما أقدمه مستفيدا من التاريخ والجغرافيا وكل ما قرأته من كتابات وأدب ومهتما بكل الفنون وبكل الحضارات حتى أصل إلى أدب روائي يحمل إلى التاريخ كل الجماليات الأخرى.
وعن رأيه بدور المؤسسات التي تتولى رعاية الأدب قال لا بد من “الاصطدام بالمزاجية التي تحكم كثيرا من المؤسسات الأدبية” وكثيرا من الكتاب وبرغم كل كتاباتي وتنوعها فأنا حتى الآن بعيد عن اتحاد الكتاب العرب وبرغم محاولتي الجادة التمسك بأسس الرواية وتقديمها بشكل فني لا لبس فيه حيث واجهت العواصف والرعد وغضب البحر واستمددت مادتي من تناقضات الأشياء من الموسيقا والزمن والكثير من الفلتات العبقرية الصغيرة التي قد لا ترى بالعين المجردة لكنها تستطيع أن تحرك الأرض من تحت الإنسان فتدفعه للرقص ببراعة مدهشة.
ويرى بخعازي أن الرقابة الفنية قد تؤثر سلبا في بعض الأحيان فعندما نصل إلى وجود فنان حقيقي علينا أن نثق به وندرك أنه فنان مرهف يعرف أمزجة مواطنيه فلا تستطيع القوانين ردعه ولا تقويمه ما دام هناك ضمير أمام تلك المقومات التي تسمح له أن يكون كاتبا.
يذكر أن الكسندر بخعازي طبيب أسنان وأديب له مجموعة من الروايات من أهمها “مآزق الآلهة والخروج من النفق والمهاجرة والفرس الضائع ووشوشة بين قابين والشيطان”.