الشاعرة فردوس النجار..الشعر الحقيقي هو الذي يقدم إبداعا يمزج الواقع بالخيال

الشاعرة فردوس النجار..الشعر الحقيقي هو الذي يقدم إبداعا يمزج الواقع بالخيال

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

أعلنت فردوس النجار عن نفسها كشاعرة في عمر متقدم نسبيا رغم أنها بدأت بكتابة شعر الزجل من عمر الرابعة عشرة إلا أن ظروف الحياة وتكوين الأسرة والعمل شغلها عن الاهتمام بتقديم نتاجها الشعري للناس ولكن موهبتها بقيت تتسرب كالماء من تحت الجدران لتروي من حولها من الأشخاص المقربين حتى صدر لها ديوان هيدي أنا.
تكتب الشاعرة فردوس النجار القصيدة بكل ألوانها لحالة تجتاحها وغالبا ما تثيرها المواضيع الإنسانية في محاولة منها لمحاربة الظلم بكل أشكاله فيسيطر على مواضيعها البحث عن الحب الحقيقي ويمكن تلمس دفء العلاقات الاجتماعية من صورها الشعرية وكثيرا ما تنبري بقصائدها لرفع الظلم عن المرأة فتكتب بجدارة وبأسلوب غير مباشر لتعطي شعرها زخما بعيدا عن رتابة المنمق.
تقول الشاعرة النجار في حديث لـ سانا إن حالتي الذاتية غالبا ما تندمج بحالات عامة في قصائدي وربما أتقمص مشاعر لحالات إنسانية أتبناها وأكتب عنها بحميمية مطلقة مبينة أن النص الشعري يقوم على هيكل القصيدة ومضمونها كعنصرين اساسيين وأي استخفاف بأحدهما يعني الاستخفاف بالقصيدة ككل ويبقى المعنى والمضمون هما العلامة الفارقة لثقافة الشاعر.
تستهوي الشاعرة النجار قصيدة التفعيلة أكثر من غيرها وهي تكتب كل الألوان الشعرية دون تكلف وتوضح أنها مؤخرا توغلت في عالم قصيدة النثر فأحبتها وكتبتها بعشق كما أنها تكتب القصيدة المحكية والقصيدة الغنائية ولكل منهما حكاية خاصة معها.
وعن رؤيتها للنص الشعري ومتى يفقد سمة الشعر تقول صاحبة ديوان هيدي أنا الزجلي ..يخرج النص عن مصاف الشعر عندما يتسرب له خلل في الوزن عندما يكون النص عروضيا وعندما يكون خطابيا مقتربا في محتواه من الكلام العام ومن السفاف مع التكلف والابتذال أو عندما يكون فيه تكرار منفر لبعض الكلمات والجمل أو تطغى عليه صفة التملق لأشخاص معينين.
وتتابع إن الشعر الحقيقي هو الذي ينبئء عن إبداع فيدمج الواقع بالخيال ليعطي للقارئء صورة أفضل مما يتخيل لحالة ما ولا يسمي الأشياء بمسمياتها ومن هنا يرتبط اسلوب الشاعر باسمه فنتعرف على صاحب النص من خلال نصه واللعب بالألفاظ التي كثيرا ما تأخذنا لنشوة ما انتظرناها طويلا فذاك هو النص الشعري الذي يحمل ثقافة مميزة وأناقة فكرية تحمل شخصية الشاعر الصحيحة.
تخاف النجار نقد القارئ المثقف والجمهور الواعي لذلك تحرص أن تكون بحجم المسؤولية عند كل قصيدة تكتبها وتحذر بشكل خاص نقد أخيها الروائي والقاص ظافر النجار لأنه يجيد كتابة ألوان الشعر ويتذوقها وله دراية كاملة بتجربتها الشعرية منذ بدايتها وحتى اليوم.
وحول مشاكل الشعر العربي تقول صاحبة التجربة في الشعر الغنائي.. إن من مشاكل الشعر العربي عدم تحييده عن السياسة فالشاعر العربي غالبا ما يكون ضمن الانتماءات السياسية المتنوعة في البلدان العربية ما يعرض الشعراء بشكل عام لكثير من المطبات الأدبية وفي العلاقة ما بين الشعر والسياسة مبينة أن الشاعر السوري بشكل خاص لا يعرف طريقه للناس في بداية مشواره الشعري فهو يحتاج ليد تمتد له وتساعده وترشده بنية محايدة دون أغراض أخرى فمن هنا يتبين الوضع الصعب للشاعر لدينا.
وتعبر الشاعرة النجار عن استغرابها لتحديد عمر محدد للأديب والشاعر للالتحاق باتحاد الكتاب العرب مما يجعل من هذه الموهبة والثقافة أسيرة قانون لا يرى المبدعين في عمر محدد مما يثير تساؤلا حول مدى خسارة الشاعر والأديب لثقافته وحضوره الأدبي بسبب بلوغه سنا معينة موءكدة على ضرورة تلافي هذا الأمر من قبل اتحاد الكتاب العرب لعدم جدواه ولأنه يسيء للأدب في بلدنا إلى جانب أهمية أن يأخذ الاتحاد دوره في نشر نتاجات الشعراء والأدباء كي لا تبقى حبيسة الادراج.
توقفت الشاعرة النجار عن كتابة الشعر مع بداية الأزمة لما أصابها من حالة ذهول واكتئاب ولكنها سرعان ما استعادت توازنها من جديد وكتبت للوطن وللإنسان السوري فنددت بمحاولة اجتثاث الحب من بيننا بأيدي عملاء أرادوا أن يتحكموا بمصير شعب لطالما تماهى مع بعضه في بوتقة سورية الأم ولم يخل شعرها من قصائد الحب الحاملة لصدق الريف السوري فكتبت عن الأزمة قصيدة جاء فيها..
قتلوا المرؤة يا دمشق بمديتي..نهبوا أريجك والخريف بلا ارتحال يا موطن الشمس الضحوكة قاومي ..شاء الإله إقالة المرض العضال.
وحول الشعر الشبابي تقول الشاعرة النجار..إن مستوى الشعراء الشباب الآن متفاوت بين شاعر بحق وآخر سارق وشاعر متسلق ولا بد لكل جيل من عباقرة ومتسلقين ولكن يبقى الشعراء الشباب محظوظين اكثر من الاجيال التي سبقتهم كونهم يستفيدون من التقنيات الحديثة اليوم وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي فهي أكبر وأسرع وأهم وسيلة انتشار في وقتنا الحالي مبينة أن الموهبة الحقيقية لا بد أن تثبت نفسها أمام أية ريح عاتية طال الزمن أم قصر.
وتتابع..أنصح الشعراء الشباب بزيادة ثقافتهم وان يقرؤوا الكثير من الشعر المتنوع للعديد من الشعراء المتميزين وهذا صار متاحا للجميع عبر الشبكة الالكترونية مما يساعد الموهوبين على سهولة الكتابة في شتى ألوان الأدب والشعر مبينة أن الموهبة لا بد لها من أن تظهر في النهاية عبر القصيدة التي هي رسول صاحبها للناس وتنبئ عن فكره وثقافته وانتمائه وصفاء مخيلته وفي الوقت ذاته عليهم ألا يستعجلوا الوصول للشهرة.
ترى النجار أن الشعر ما زال في بلادنا حالة ابداعية لا تكسب أي نفع مادي يذكر فالشاعر العربي عليه أن يتكفل بمعيشة أسرته فيأتي الشعر ليكون عبئا ثقيلا على كاهله لما يستلزمه من أعباء مادية في النشر والتوزيع وهذا يستلزم رعاية ودعم أكبر من المؤسسة الثقافية الرسمية والأهلية عبر إعداد الندوات والأمسيات الدورية للشعراء على مختلف مشاربهم ومنحهم حقوقهم المادية التي يستحقونها وتبني نشر دواوينهم الى جانب أهمية دخول الشعر باب الصحافة العريض سواء المطبوعة أو الالكترونية لكي تصل لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
تطمح الشاعرة النجار ليكون لديها دار نشر ومنتدى ثقافي خاص تستطيع من خلاله دعم الشعر والشعراء في سورية ولكنها في الوقت ذاته تطلب من أصحاب المبادرات من المؤسسات والفعاليات والشخصيات الوطنية أن يتبنوا التجارب الثقافية والشعرية الجادة ودعمها ونشر نتاجاتها للناس ليكون مشروعا ثقافيا وطنيا يتشارك فيه الجميع.
الشاعرة فردوس النجار عضو في جمعية شعراء الزجل في سورية وحاصلة على الجائزة الأولى في مسابقة جريدة قاسيون الشعرية ولها ديوان /هيدي أنا/ الزجلي وعدة دواوين تحت الطبع منها..شفتك مطر ,قالوا..رجع والكطاشي وهو شعر محكي بدوي بالإضافة الى ديواني شعر فصيح هما إلى أين ولن أكمل الحكاية ولها ثلاث أغنيات من ألحان غزوان زركلي وكلمات ألبوم لفرقة العاشقين الفلسطينية ولها الكثير من المشاركات في الأمسيات والمهرجانات ونشرت الكثير من القصائد في العديد من الصحف السورية والعربية والمواقع الالكترونية.