انعكاس الوجدان الإنساني في قصيدتي: هذا الثرى مسك للشاعر حسن أحمد حسن والخطيئة الكبرى للشاعرة أحلام غانم

انعكاس الوجدان الإنساني في قصيدتي: هذا الثرى مسك للشاعر حسن أحمد حسن والخطيئة الكبرى للشاعرة أحلام غانم

شاعرات وشعراء

الخميس، ٢٤ يوليو ٢٠١٤

محمد خالد الخضر
تعتبر قصيدة الشطرين على مر العصور انعكاساً وجدانياً لخلجات نفسية عن ما يدور في أعماق كاتب وفق لا شعوره الجمعي الذي يتكون من ثقافات متنوعة وموهبة تفرض على الشاعر أن يقول الشعر، فالحالة الشعورية تبدو مهيمنة بشكل دائم على سائر وحدات القصيدة، وهي أمور تتحكم فيها الموهبة غالباً وما يلتقطه الشاعر عبر خياله يفرضه اللاوعي في لحظات معينة لتتكون القصيدة.
يقول الشاعر حسن أحمد حسن في قصيدة هذا الثرى مسك وعطر بنفسج:
ما زلت أسمع رجع صوت بلال
الله أكبر فوق كل مقال
الله أكبر في النفوس وفي الرؤى
وتقلب الأبصار والآمال
إلى قوله:
وأتيت مكشوفاً أطأطئ هامتي
في قدس وادي سيد الأبطال

واضح أن الشاعر يخاطب الشيخ صالح العلي خلال منظور بنيوي ذهب إليه قبل ذلك بدلالة المنهج التطبيقي الذي كان عليه التفسير إلى أن دفعه العامل النفسي لقوله:
جنّ الغزاة وبّددت أحلامهم
وغدت كرسم الخط وسط رمال
عرباء صيحة يوسف كم حركت
همم النفوس ونخوة برجال

بذلك ترك الفن يفعل ويحقق أغراضه فتبينت وحدته التي وصلت أخيراً إلى الدافع الوطني مما جعل الشاعر يعرج على ذكر أكثر من منطقة وأكثر من بطل؛ وإن كانت البنية النفسية والتكوين الفيزيولوجي والنفسي والعاطفي أشياء تختلف بين الرجل والمرأة فلابد لعناصر القصيدة أن تكون متشابهة منذ الولادة إلى النهاية وذلك ما يبدو في وحدة الموسيقى وتسلسل النغمة وترابط الموضوع دلالة على المنطق الدال على كينونة واحدة للشعر.. فتقول أحلام غانم في قصيدة الخطيئة الكبرى:
الشعر جدول أحلام له أفق
والقلب في ضفتيه نرجس عبق
في الشعر توءم روح أمه لغة
الشعر طفل وأمواج الهوى طرق
وخمرة الحب تشدو في رفارفه
هما له الأرجوان اختاره الرمق

وإن اختلف البحر عن الشاعرين فالأول كتب قصيدته على البحر الكامل وكان حرف اللام روياً شفافاً ملائماً، أما القصيدة الثانية فكانت على البحر البسيط ورويّها حرف القاف إلّا أن المبدأ يتوافق تماماً عند الاثنين فكما كان حسن الحسن متواتراً ومتناغماً ومتصاعداً في حركة قصيدته كانت أحلام غانم متدافعة لتصل عاطفتها إلى الذروة متحركة بخطها البياني لتكمل المعنى وتحقق نتيجة حتمية ومنطقية تقول:
فيرشف الورد من ذاك اللمى عبقاً
أما يخاف بقرص الوقت يحترق
ماذا تريدون من عين تخامرها
أشواك ورده والأقلام والورق

ويظهر أن الحالة الشعرية عندما تثبت هويتها تؤدي المفعول نفسه سواء كان الشاعر رجلاً أم امرأة مع اختلاف الحالة النفسية التي تبدو عند المرأة وعند الرجل بفعل العاطفة التي تتفوق عند المرأة على الرجل.. تقول الشاعرة أحلام غانم:
أطلقت كل خياراتي على خجل
هيهات لو أن قلبي عاد يلتحق

فالعاطفة الأنثوية لابد أن تبدو جامحة باستخدام ألفاظ أكثر رقة أو أكثر عاطفة من الرجل كما حصل في لهجة التحدي العنيفة في بنيان النص العشري عند حسن الحسن حيث يقول:
تلكم عصى موسى بكف أشاوس
تهوي على الفجار والضلال

وبذلك نجد أن قصيدة الشطرين والتي تسمى في عصرنا الراهن بالعمودية تبقى معبرة عن انعكاس الوجدان الإنساني سواء كان الشاعر حسن الحسن أم كانت أحلام غانم.