الشاعر يحيى محي الدين.. سيرة شعرية تأثرت بالطبيعة والمرأة والوطن الموجوع

الشاعر يحيى محي الدين.. سيرة شعرية تأثرت بالطبيعة والمرأة والوطن الموجوع

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠١٤

حقق الشاعر يحيى محي الدين حضورا أدبيا لافتا من خلال مشاركته الفاعلة في الحراك الثقافي المحلي و الذي أبرز نتاجه الأدبي بصورة أوضح من خلال قصائد التفعيلة التي يكتبها و يعالج فيها القضايا الإنسانية بمجملها بالاضافة إلى القضايا الوجدانية و حديثا بدأ الشعر الوطني يغلب على كتاباته بتأثير مباشر من الوقائع المؤلمة التي يعيشها الوطن.
وأشار محي الدين إلى أن الطبيعة كانت مؤثرا قويا في تجربته الإبداعية ووسمت العديد من القصائد وكرست لموضوعات متنوعة في هذا الاطار خاصة انه يسعى لاستخدام مفردات جديدة في كل قصيدة مبتعدا قدر الإمكان عما هو متداول و شائع.
ولفت إلى أن المرأة تعد بالنسبة له كشاعر وإنسان ملهما قويا سواء كانت من رحم الواقع الذي يعيشه أو كانت جزءا من خيال الشاعر المتفرد بطبيعته فحضورها في الحياة و الأدب هو عامل جمالي تصاعدي كونها حاضنة الإبداع بصورته الشمولية و هي في الوقت نفسه المربية و الحبيبة و مصدر الحنان و الدفء و العطاء.
و لفت إلى أن الأزمة الراهنة في سورية تحولت في السنوات الأخيرة إلى مصدر رئيسي للإلهام فكتب العديد من القصائد التي تصف واقع الحال في مدينته حلب و الحصار الذي فرض عليها و على سواها في مختلف المدن السورية حيث نشر عددا كبيرا من هذه القصائد في مجلة الموقف الأدبي لتكون صوتا للمبدع السوري يعبر من خلاله عن عشقه لوطنه و مدى تألمه مما يحصل فيه.
و أكد أن ما يجري على الأرض اليوم من أحداث مأساوية ما هو إلا تجسيد لحرب دولية واقليمية استخدمت فيها أدوات تكفيرية ظلامية امتطت مواضيع متخلفة كالفتنة لتصب في نهايتها في خدمة الجهل والتخلف والاستعمار و تخريب البلد ولهذا يتوجب على المثقف ان يأخذ دوره في توضيح ما يجري لأنه مسؤولية حقيقية وواجب وطني كون المثقف كما يفترض به أن يكون هو منارة و مشعل يضيء من خلال كتاباته على ما يجري في الظلام.
و حول دور الأديب في نهضة المجتمع اعتبر أن للأديب دورا مهما في قراءة الواقع والتاريخ لاستلهام ما هو أجمل وأعلى من الناحية الحضارية و الإنسانية كون الأديب هو إحدى العلامات البارزة في مجمل عملية التغيير فهو كالساقي وردا والزارع نخلا و هو أيضا شرفة تطل على العدالة والحرية الحقيقية لا المزعومة.
و أكد ضرورة إعادة المتلقي الى الأنشطة الأدبية و الخروج من عزلته داخل منزله و هو دور مناط بالإعلام المحلي وبالمؤسسات التعليمية التي تضطلع بدور مهم في تصحيح المسار التربوي في هذا الشأن سواء من خلال التنويه او من خلال التأكيد على برمجة لغوية ادبية شعرية تنمي الذوق عند الطالب وبالتالي تنمي الذوق عند الجماهير بشكل عام.
وأضاف أنه لا بد لأي مشهد ثقافي أدبي أن يوازيه مشهد نقدي وان ما يحدث الآن في هذا الاطار هو تخلف نقدي عن الأدب فالمشهد الإبداعي يتفوق على المشهد النقدي في الوقت الذي يتمنى فيه الأديب ان يكون هناك نظريات نقدية توازي بل تمهد للإبداع كي لا يجحف بحق أحد مشيرا الى أن غاية النقد ليست الدراسة بل محاكاة الأدب و تصويبه ليتحول إلى حالة إبداعية موازية للنتاج الأدبي و دافعة له.
يذكر أن الشاعر محي الدين من مواليد نبل عام 1964 صدر له ديوان بعنوان تلاوة الشغف عام 2010 و يحوي اكثر من 35 قصيدة تتحدث عن الحب والمرأة والوطن والحرية والعدالة الاجتماعية بالاضافة الى اصدار ثان يحمل عنوان خلسة عن الروح صدر في عام 2011 عن اتحاد الكتاب العرب كما أن لديه مخطوطا شعريا قيد الطباعة و مجموعة قصص قصيرة جدا قيد الطباعة تحت عنوان أصابع تفعل شيئا ما نشر بعض منها في مجلة الأسبوع الأدبي.