الشاعر ياغي: الحالة الشعورية والعاطفة المحفز لكتابة الشعر

الشاعر ياغي: الحالة الشعورية والعاطفة المحفز لكتابة الشعر

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ١٦ يوليو ٢٠١٤

يكتب الشاعر الشاب فريد ياغي الشعر بأنواعه التفعيلة والشطرين إضافة إلى المنثور كما لديه محاولات في المسرح الشعري والقصة والرواية ليعبر خلال كتاباته عن جوانب عاطفية وإنسانية مهدها موهبته وثقافته وهذا ما أوصله أخيرا إلى الفوز بالمرتبة الأولى في جائزة الشارقة للإبداع العربي لهذا العام عن مجموعته
الشعرية “العائدون إلى المنافي”.
من يمتلك القدرة والموهبة والثقافة بوسعه أن يستجيب لكل متطلبات انوع الكتابة.. هكذا بدأ الشاعر الشاب فريد ياغي حديثه لسانا.. وبمقدوره أن يرتجل وفق ما يتطلب منه في حال وجدت الحالة الشعورية والعاطفة الإنسانية بصفتهما محفزا أساسيا ودافعا يجعل الموهبة تقدم شعرا أكثر قوة واشد بنية من الأنواع الأخرى التي تنحدر فيها العاطفة بمستواها فالحالة الشعورية قد تكون انعكاسا لواقع نفس الشاعر ما يجعل لها أثرا أكبر في المتلقي.
والموهبة الشعرية حسب رأي ياغي.. واحدة في كل الأعمار والمقاييس فتأتي بمواضيع إنسانية قد تكون متشابهة في مضامينها ومؤثراتها إلا أن الوسائل التعبيرية التي يستخدمها الشعراء لا بد لها من أن تكون مختلفة لان طرائق الحياة تختلف حسب الأعمار والتجربة ونوعية التعاطي مع الأشياء فالذين يكتبون الشعر من الشباب قد تكون الحماسة لديهم أكثر من الذين تجاوزونهم سنا.
وعن تميز الشعر الذي يكتبه قال ياغي.. تعود أسبابه أولا لوجود الموهبة ولكن لابد من دعمها بالثقافة المتنوعة وقراءة الشعر حيث كانت بدايتي بقراءة المعلقات إلى كثير من الأنواع الشعرية من مختلف العصور إضافة إلى الاطلاع على الفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ حتى العلوم الطبيعية والفلك ووسائل التقنية الحديثة كل هذه الأشياء يجب أن يتعاطى معها الشاعر بتقنيته العالية لأن الشاعر مراة تصويرية تعكس الكون وما عليه بأسلوب رمزي بعد أن تلامس مشاعره تجربة إنسانية عالية فيندفع إلى الكتابة للتعبير عنها بشكل يجب ان يكون له أثر في الآخر.
والشعر بحسب ما أشار إليه ياغي نوع من الكتابة تفوق ما يكتبه الآخرون بالحرفية ومستوى الكلمات والتصوير والابتكار والفطنة حيث ان اغلب الناس يقومون بالتعبير عن مشاعرهم من خلال الكتابة أو غيرها بشكل شعري لا يصل إلى مستوى الحرفية التي يملكها الشاعر.
وعن سبب فوزه بجائزة الشارقة للإبداع الأدبي عن ديوانه “العائدون إلى المنافي” قال.. لقد قمت بكتابة الشعر المنضبط بالوزن والإيقاع الموسيقي كما كان يكتب الشعر سابقا إلا أنني اعتمدت بذلك على أدوات حديثة تناسب العصر الراهن وتحقق الأسس الإبداعية كالتصوير واستخدام الرموز والدلالات والوصول إلى
أبعاد جديدة في الرؤى الشعرية.
ويغلب على ديوانه الشعري الذي فاز بالجائزة طابع الحزن بما في ذلك القصائد العاطفية بسبب الظروف الراهنة التي كانت تمر بها سورية وبذلك تكون توافرت لقصائده ..كما يوءكد.. معظم المكونات التي أوصلت مجموعته إلى الفوز بالمرتبة الأولى ومنها قصيدة بعنوان بطاقة تعريف التي يقول فيها.. في أول التكوين كنت إذا مررت .. مررت ريحا ورجعت من وجع المياه إليك مكسورا جريحا ومضيت وحدك .. كي تريح الأرض منك ..وتستريحا.
وعن شعوره بعد فوزه بالجائزة قال.. إن هذه الجائزة منحتني كشاعر شاب وثيقة الاعتراف بصفتها جائزة على المستوى العربي وقدمت لي نتاجي الأول مطبوعا في كتاب ما دفعني لمتابعة الكتابة بثقة أكبر لكون هذه الجائزة تقدم إليها عدد كبير من الشعراء من مختلف أنحاء الوطن العربي.
وعن رأيه في شعر الشعراء الشباب عبر بالقول إن الساحة الثقافية تمتلك كثيرا من المواهب فهي ستكون في وقت قريب غنية بما يمتلكون من قدرات ومواهب حقيقية لان هناك عددا كبيرا من الشعراء يمتلكون حالات شعرية مذهلة سيتجاوزون لاحقا الكتابات التي لا قيمة لها ويثبتون وجود الشعر الحقيقي لان المنبر
الثقافي هو حق لمن يمتلك موهبة حقيقية وثقافية تؤهله لافتا الى ان ما يراه على الساحة الشعرية والثقافية يبشر بعودة جيل الشعراء الحقيقيين كنزار قباني و بدر شاكر السياب ومحمد مهدي الجواهري ومحمود درويش وذلك بسبب الظروف الراهنة التي مررنا بها على مدى اكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة.
وحول تجاربه الشعرية الأخرى قال شاعرنا الشاب.. أكتب المسرحية الشعرية بما تتميز فيه من مزج بين الموسيقا الإيقاعية للكلمة وبين المسرح إضافة إلى كتابتي للقصة والرواية وهي تجارب أسعى اليها حتى ترى النور موضحا ان الشاعر قد يذهب الى مجالات أخرى كثيرة حسب الحالة التي تستهويه والمجال الذي يراه مناسبا للتعبير عن حالته الإبداعية.
يذكر أن فريد ياغي من مواليد دمشق 1991 بدأ كتابة الشعر في المرحلة الإعدادية.. اشترك في العديد من المهرجانات والفعاليات والأمسيات سوريا وعربيا كما شارك في برنامج “أمير الشعراء” ووصل إلى مراحل متقدمة.. له عدد من المخطوطات في الشعر والرواية والقصة فضلا عن ديوانه الاول المطبوع بعنوان “العائدون إلى المنافي”.