يا أم .. بقلم: محمد خالد الخضر

يا أم .. بقلم: محمد خالد الخضر

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ١٥ يوليو ٢٠١٤

يا أم ضاقت بهذا الشاعر السبل
والخيل ما عادت  ولا عادت الإبل
ضاعت به الأرض لا حلم يسانده
ولا الدماء التي بالعار تختزل
كأن يوسف في بئر  وجيرته
قد أنكرت جارها والعير ما وصلوا
كأنما جرحه يا أم مغتبط
وفرحة الجرح منها يشرق الأمل
هي المروءة  ما تاهت بصاحبها
حتى إذا اشتعلت بالغدر تحتمل
يا أم إن بني قومي يفرقهم
دين غريب وعن أخلا قهم أفلوا
وصرت أنبش في الأشواك عن وطني
ويطلع الموت من كفي ويمتثل
أراه حولي قريباً وهو يسألني
هل تستجيب وأنت الفارس الرجل
يا موت إن صغيري  كيف أتركه؟
ومن إليه إذا ما رحت أرتحل ؟؟
ماذا يدور ؟؟  كأن الموت يخجله
هذا الرخيص ولم ينمُ بنا خجل
لم يبق غير ظلام الحزن يغمرنا
في كل درب تباهى وهو ينتقل
يختال فينا ونبكي حول حضرته
لاشيء يرهقه فالأهل تقتتل
يا أم إني غريب في منازلة
ما باركت ساحها الأديان والرسل
البئر أرحم من قومي إذا غدروا
أو جيرة فتكت  بالعيب تغتسل
تنوعت غصص الأحباب وانقسمت
والحب صار قبيحاً وهو مفتعل
عن أي حق نيوب الغدرتتبعنا
وتدعي أنها بالله   تتصل
لم يبق عندي مكان  لم أمر به
حتى على طعنة الجيران  قد أصل
أفتش الأرض عن أمن وعن لقم
فانهار عزمي شقاء وهو ينبذل
لولا صغاري لما فاوضت عن شرف
ولا سكنت ببيت جاره نذل
فما حمتني بطاقات ولا فكر
ولا رعاني مجير صاغر سفل
وأمة رضيت بالعيب فاكتسبت
هذا البلاء ونار الحقد تشتعل
لن تستعيد  بقايا من كرامتها
إلا إذا أدركت ما كادوا وما فعلوا
كف الأجانب عاثت بينهم  فمشت
كل الثعالب والطغيان  تشتغل
يا أم كيف تراني اليوم قافيت؟
لازال يسكن فيها البيت والجبل
وسامح الله من كانوا لنائبتي
عوناً فجرحي ندي مورق خضل
يا أم هذا أنا حر ومنتصر
وفوق كل بلاء شامخ بطل