قراءة نقدية في ديوان الطوفان للشاعر الدكتور نزار بريك الهنيدي

قراءة نقدية في ديوان الطوفان للشاعر الدكتور نزار بريك الهنيدي

شاعرات وشعراء

الجمعة، ١٣ سبتمبر ٢٠١٣

محمد خالد الخضر
واضح أن الرؤية عند نزار بريك الهنيدي تستند في منطلقاتها على تجارب مكثفة ترنو إلى الشمول شرط أن يكون في مكوناتها البعد الحضاري وصولاً إلى الاهتمام بالجزئيات والمضمون ويذهب في النتيجة إلى تجاوز الزمان والمكان والعمل على شمولية إنسانية موجودة في معظم نصوص المجموعة الشعرية؛ يقول في قصيدة شجر يرتدي العاصفة نجمة تقتفي أثر البرق.. أضرمت النار في قبة الليل.. حتى تناثر منها الشرر، نرى أن مكنونات النص الشعري تترابط ببعضها دون أي تفكك بالحروف وتوابعها عبر النسيج الشعري الذي تمكن من خلق منظومة إنسانية تمكنت من صناعة رابط بين القصيدة والمتلقي عبر الحالات الإنسانية المختلفة مهما كان الزمان والمكان في صعوبة من أمرهما؛ يقول في قصيدة الطوفان: هل كان علينا أن نتوقف قبل الآن هل كان علينا أن نتخلص من أعباء حمولتنا قبل الطوفان، وفي حالة اجتماعية ولحظة تأمل وتساؤل قد تنطبق على سلوك المجتمعات بأكملها وأنواعها إضافة لاستخدام اللغة على أنها وسيلة تعبيرية عن الصلة الاجتماعية بين مشاعره وبين الواقع؛ حيث عمد على انتقاء المفردات لحد يبحث المتلقي عن غايات متنوعة ضمن الجملة المركبة في النص الشعري فيبدو ذلك النص كمخزون شعري من خلال مكوناته يصل الشاعر الهنيدي إلى غايته ويبحث الآخر عن غاياته التي قد يراها في جانب من جوانب الجمل الموجودة في القصيدة؛ يقول في قصيدة البرق: تأخرت يا برق لم تبق في جسد الليل زاوية.. لم أعلق عليها ندائي تأخرت، وبرغم كل ما يطرأ على قصيدة الشاعر وما يبدو من إبداع في مكوناتها يترك نوافذ للمتلقي يدخل من خلالها مواطن الإبداع وانعكاسات الواقع، وتبقى الحداثة الشعرية الواضحة ضمن منظور الثقافة والشعور تعبّر عن رؤى إنسانية لها علاقة بالواقع الإنساني أو الكوني تدل على أن هناك أشياء مرهونة.. أما الابتكارات فهي وقف على الخيال والثقافة والرؤية؛ فالعاطفة موجودة في القصيدة والموسيقى التي تمتزج معها مثل قصيدة رباعيات..
أنا الذي نثرت ماء الورد.. في جداول الجراح إلى متى أهيم في وادي الرؤى.. وليس في المرآة ظل لجناح ولا بد من وجود انفعال عاطفي يدخل في مكونات القصيدة خلال الموسيقى وهذا الانفعال يكون نتيجة الاحتكاك بالأشياء التي يتصل بها لترتبط بشكل ومضمون النص الشعري، وبذلك تكون مكونات القصيدة في بنية تركيبية معقدة تدل بما فيها على تلك الموهبة، كما نجد أن نظام الروابط الشعرية في المجموعة متناسق ومتوافق حيث اشتغل على صياغة التراكيب والأدوات والحروف وفق القصيدة الصحيحة التي تحاول جاهدة أن تنأى بنفسها عن المتاهات التاريخية بكل ما تحتوي هذه المتاهات من تناقضات.